الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

ابو مجاهد ينفي لـ"معا" الحديث عن مفاوضات تبادل اسرى مع الجندي الاسير

نشر بتاريخ: 26/06/2006 ( آخر تحديث: 26/06/2006 الساعة: 14:31 )
خان يونس- معا- نفى أبو مجاهد، الناطق الإعلامي باسم لجان المقاومة الشعبية، الأخبار التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام من أن هناك مفاوضات تبادل أسرى تجرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، عبر وساطة مصرية وعربية لمبادلة الجندي الإسرائيلي الاسير بأسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال .

وأكد أبو مجاهد في حديث خاص لـ"معا" بأنه لا توجد معلومات على الإطلاق لديهم حول مصير الجندي المختطف عقب العملية العسكرية في معبر كرم أبو سالم .

وكانت مصادر خاصة افادت لوكالة معا، أن عدداً من الدبلوماسيين العرب وخاصة الجانب المصري وممثلين عن جهاز المخابرات العامة المصرية، عقدوا اجتماعاً مهما الليلة الماضية مع أحدى فصائل المقاومة - المحتجز لديها الجندي الإسرائيلي- لمعرفة المزيد من المعلومات عن صحة وسلامة الجندي والتعرف على حجم الإصابة التي أصيب بها في العملية الفدائية في كرم أبو سالم.

وأفادت المصادر أن اليوم الأول من عملية اسر الجندي (جلعاد شليط) والاتصالات التي جرت حوله من مختلف الأطراف العربية والفلسطينية، تركزت حول الاطمئنان على صحته, والتأكد من انه على قيد الحياة وان صحته سليمة، ولم يتم التطرق نهائيا إلى موضوع عقد صفقة لتبادل الأسرى.

واوضحت المصادر أن الرئاسة والحكومة الفلسطينية كثفت من اتصالاتها مع المصريين من أجل إنهاء هذه الأزمة سلمياً، دون اللجوء إلى المساس بحياة الجندي، أو قيام حكومة الإحتلال بعمليات عسكرية الهدف منها محاولة الافراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف .

وحول مسألة اسر الجندي والسيناريو المتوقع، يقول الصحافي علي البطة من مدينة غزة :" انه لا يتوقع أن يتمكن المقاومون من الإبقاء على الجندي مأسورا لفترة طويلة، وان يقوموا خلالها بمفاوضة إسرائيل على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من سجونها".

ويعزى الصحافي المذكور ذلك، لكون أسر الجنود يحتاج عملياً إلى إمكانيات لوجسيتية وأمنية وسياسية وجغرافيا كبيرة غير متوفرة في قطاع غزة ، والذي يشهد تحركات سياسية إقليمية ودولية من أجل تأمين الإفراج عن الجندي مقابل وعد إسرائيلي على الأكثر بعدم شن عملية عسكرية واسعة في القطاع، وممكن أن ينتزع منها المفاوضون بعض المكاسب الإعلامية البسيطة لصالح الخاطفين، لكن لا أتوقع في ظل المعادلة المحلية والإقليمية والدولية أن تدفع إسرائيل ثمناً كبيراً مقابل فك سراح أسيرها.

ويوضح أن إسرائيل التي تقف عاجزة اليوم عن القيام بأي رد فعل على العملية كلها والأسير خاصة، لن تقدم مهما طال الزمن على القيام بأية عملية عسكرية كبيرة لها علاقة بتحرير الجندي، لأنها تدرك ما ستتركه العملية من اثر على خاطفي الجندي.

ويضيف البطة ، بانه ليس شرطاً أن يعطي المقاومون التهديدات والواسطات أهمية كبيرة إذا شعروا أن تسليم الجندي لن يعود بفائدة تحسن شروط حياة الفلسطينيين، التي يسعى المقاومون من خلال المقايضة على الجندي أن يسجلوا من خلال العملية العسكرية الكبيرة دورا مميزا للمقاومة في تحسين خيارات الفلسطينيين عبر المقاومة وليس عبر المفاوضات السياسية فقط.

ويقول الصحافي محمد بسام جودة، بانه يتوجب على المقاومة الفلسطينية التي نفذت العملية وقامت بأسر الجندي المختطف أن تتعامل معه كأسير حرب ، وتقوم بالمناورة والمفاوضات مع العدو لكي يتم مبادلته بأسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال .

ويضيف جودة ان على المقاومة الفلسطينية عدم الانصياع أو الانجرار، وراء كل المطالب الداعية للإفراج عنه ، دون قيد او شرط وأن يكون الافراج عن هذا الجندي الاسير اما مقابل الإفراج عن اسرى فلسطينيين او مقابل وقف العدوان والهجمات والقصف الوحشي للعدو على الأمنيين والأبرياء من شعبنا، وذلك من خلال تقديم الضمانات الدولية بهذا الشأن .

ومع انه يقف الى جانب الخيار الأول، لاعتقاده انه الأنجع لتحقيقه سيما وان هذا العدو لا يحترم أي ضمانات او أي اتفاقيات موقعة او مكفولة من خلال تجاربنا كفلسطينيين معه .

وتشير بعض التقديرات، أن إسرائيل باتت مستعدة لدفع ثمن- غير كبير - مقابل الإفراج عن الجندي المختطف، شرط الآ تعرض حياته للخطر ولا تحرج إسرائيل دوليا في مسألة الرد العسكري على عملية الاختطاف وتداعياتها على حياة السكان الفلسطينيين، خاصة وان اسرائيل تقف عاجزة اليوم عن القيام بأي رد فعل على العملية برغم قساوتها واهانتها للعسكرية الإسرائيلية، وكل ما ستفعله هو التلويح بهذه العملية العسكرية التي لن ترى النور .