الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسير العمور معاناة بسبب المرض والحرمان من العلاج

نشر بتاريخ: 25/07/2010 ( آخر تحديث: 26/07/2010 الساعة: 10:18 )
سلفيت- معا- إنها قصة ليست من نسج خيال إنسان، فالحقائق الموجودة فيها معروفة لدى الشعب الفلسطيني،لكن بمستويات مختلفة، وبطل هذه القصة تعدى في حالته المرضية جميع المستويات، الأسير رياض دخل الله العمور من سكان بيت لحم، البالغ من العمر 40 عاما، متزوج ولديه 5 أولاد، حكم عليه 11 مؤبدا، بعد ان اعتقل في العام 2002، يقبع الآن في سجن اوهليكدار احد أقسام معتقل بئر السبع، جاء ذلك في مقابلة مع محامي نادي الأسير الفلسطيني.

في العام 1991 تلقى الأسير العمور رصاصتين في البطن، بعد هذه الإصابة أعطي الأسير أدوية مميعة للدم بشكل دائم، أدت إلى إضعاف عضلة القلب لديه ، وفي العام 1999 تم تركيب جهاز تنظيم دقات القلب Pacemakers، في الناحية اليسرى من القلب من اجل تنظيم دقات قلبه الضعيف، وبعد اعتقاله على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبسبب التحقيق معه والتعذيب الذي تعرض له والظروف السيئة للزنازين، أصيب الأسير العمور بفيروس في الدم نتج عنه خلل في جهاز تنظيم دقات القلب ، أصبح معها بحاجة إلى تغير المنظم، ومنذ تلك الأيام ولا زال على وضعه.

يقول الأسير العمور: قبل حوالي سنتين، بينما كنت في سجن جلبوع، تعرضت لآلم شديد في الرئتين، الأمر الذي أدى إلى تعب وضيق تنفس شديدين منعت خلالها من تذوق طعم النوم مدة طويلة، وبعد تفاقم وضعي الصحي تم نقلي إلى مستشفى سيروكا، تبين بعد فحصه انه يعاني من التهاب شديد في الرئتين، وبعد ذلك تم إعطائه كورسات علاج أدت إلى تحسن وضعه بعض الشيء، إلا أن ألآلام الرئة ومشاكلها عادت بعد ذلك ليعاني الأسير من ضيق تنفس حاد.

وللكلام عن الأسير وقلبه الضعيف، فخلال الشهر الأخير فقد العمور وعيه ثلاث مرات كان السبب وجود خلل في جهاز تنظيم دقات القلب، هذا الخلل جاء بعد أن تم تغير الجهاز القديم من قبل إدارة السجن، بعد إصابة الأسير بفيروس في الدم، هذا الجهاز الجديد الذي تم تركيبه في تل أبيب لم يكن بذات فعالية الجهاز القديم الذي تم تركيبه في مستشفى رام الله الحكومي تحت إشراف الطبيب محمد رويدة، الأمر الذي جعل الأسير يفقد وعيه عدة مرات، فإدارة السجن التي تمارس طرقها الغير إنسانية ضد الأسرى، منعت أن يتم فحص جهاز تنظيم دقات القلب الذي يحمله الأسير العمور، فالمريض العادي يقوم بفحص جهازه مرة كل شهر، أما الأسير العمور فقد كان يفحص جهازه كل ستة شهور، لكن الدهشة تأتي عندما نعرف أن إدارة السجن قررت أن يتم فحص الجهاز مرة واحدة كل عام فقط، وهنا تظهر إدارة السجن على حقيقتها الهمجية أللا إنسانية، فلإنسان عندهم ليس بإنسان، وخصوصا اذا كان فلسطيني .

من ناحية أخرى، فان الأسير رياض دخل الله العمور يعاني من مرض في أسنانه جعله بحاجة إلى زراعة أسنان، فعرضت قضيته على إدارة السجن، إلا أنها أجابت وبصريح العبارة" نحن نخلع ولا نزرع"، وفي الآونة الأخيرة تعرض الأسير العمور للتهديد من قبل الإدارة بإنزال اشد العقوبات فيه إذا قام بإخراج معلومات حول وضعه الصحي للجهات المختصة بمتابعة أحوال الأسرى، وجاء هذا التهديد بعد أن تم نشر تقرير في الصحف اليومية الفلسطينية عن وضعه الصحي، الأمر الذي أزعج الإدارة وكشفها على حقيقتها، وهذه العقوبات تتمثل في عدم إخضاعه للعلاج الطبي وعدم الاهتمام به.

إن الوضع السيئ الذي يعانيه الأسير العمور لا يتمحور فقط من جانب المرض، بل من الجانب الإنساني الأسري، فالأسير العمور ممنوع من أن يقوم احد ما بزيارته، فزوجته ممنوعة من الزيارة وهذا ينطبق أيضا على ابنته التي تزوجت قبل حوالي شهر، التي تمنى أبوها أن يبارك لها، لكن تم رفض الطلب من قبل الإدارة.

ان إدارة السجون الإسرائيلية التي تتبع أساليب الفكر الصهيوني الممنهج اتجاه الأسرى، إنما تخالف كل القوانين والأعراف الدولية التي ضمنت للأسرى على اختلاف شاكلتهم العلاج المناسب ، منها ما جاء في اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة.

يبقى الحال كما هو عليه، ويضاف الى ذلك كل يوم قصة جديدة، لترسم ملامح فجر الحرية الذي طال انتظاره، ويبقى بصيص من الأمل، ونخاف ان طال ان يخفت مع الزمن.