الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحكم بالاعدام على جريح معوّق من بيت لحم

نشر بتاريخ: 25/07/2010 ( آخر تحديث: 25/07/2010 الساعة: 20:44 )
بيت لحم- معا- لم يكن يخطر ببال حمزة حينما تصدى لدبابات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اجتياحها لمدينة بيت لحم في العام 2001، أن يحصل بعد تسع سنوات على شهادة من اللجنة الطبية العسكرية كتب عليها "غير لائق للخدمتين العسكرية والمدنية..".

"اللجنة الطبية العسكرية حكمت عليّ بالإعدام، تريد وأدي، بينما أعيش على قيد الحياة.. والمؤسسة الأمنية قتلتني مرتين.. وأنا في انتظار رصاصة الرحمة منهم.."، هذا ما عبر به، حمزة ياسر رشيد عودة (31 عاما) من سكان مدينة بيت لحم، والذي يعاني من بتر في يده اليمنى جراء إصابته بقذيفة أطلقت عليه من دبابة إسرائيلية أثناء اجتياح مدينته بتاريخ 19/10/2001، ولم تقف الأمور عند هذا الحد، بل أصيب بالرصاص في قدميه ليحمل معه إعاقة في قدمه اليسرى طوال حياته الى جانب يده المبتورة، وعجز كلي في إصبعين في كف يده اليسرى.

حينما بدأ حمزة بسرد قصته، ظل متماسكا والابتسامة تعلو محيّاه، وقبل أن يكملها، انهار من البكاء "لا أحد يريد إنصافي، سمعتم عن اللجوء السياسي، وأنا أبحث عن اللجوء الطبي لدى أي دولة في العالم، أصبحت عالة على أسرتي المكونة من تسعة أشقاء وبتُّ عالة على المجتمع الفلسطيني ككل، أعيش في غربة بوطني.. أريد لجوءاً طبياً..".

ترك حمزة مقعده، وتوجه صوب النافذة في الطابق الثامن من وكالة "معا "وبدأ ينظر الى الأفق، وخرجت منه كلمات خنقتها دموعه "بعد 21 يوماً من بتر يدي وشللي تم ترقين قيدي وهي مكافأة ليّ، في عام 2002 هدم الاحتلال الإسرائيلي منزلي، وفي 12 شباط 2003 تم اعتقالي، وأمضيت في السجن خمس سنوات ونصف، وأفرج عني..".

أشعل سيجارة وأخذ نفساً عميقاً، وبدأ يقرأ من ذاكرته الزاخرة بالأحداث الأليمة "حينما كنت في السجن، تحدثت مع السيد الرئيس محمود عباس عبر الهاتف مرتين، وشرحت له وضعي ووعدني بمساعدتي بعد خروجي من السجن، وقال لي الرئيس حينها: يا ابني موضوعك عندي وشو بدك أنا جاهز.. خرجت من السجن وقدمت له مناشدة، وبناء عليها تم الموافقة على إعادة قيودي لجهاز الشرطة وتمت إحالتي للتقاعد برتبة ملازم أول في العام 2009، وتم تحويلي لمؤسسة الشهداء والجرحى، لتقر بأنني جريح، وكأنني لست بجريح..!".

تنهد حمزه من شدة الألم الذي اعتراه وقال: "لا أريد شيئاً سوى ان يتم إنصافي، أريد الحصول على طرف صناعي الكترونية لأتمكن من العيش بحرية، وهذا طلبي ورجائي الأخير من السيد الرئيس محمود عباس (..) سيدي الرئيس قدمت طلبات لوزيرة الشؤون الاجتماعية وللدكتور مدحت طه مسؤول ملف أصحاب الاحتياجات الخاصة في مكتب الرئيس، ولبعض أعضاء اللجنة المركزية وعدد من أعضاء المجلس التشريعي، ولم يبق لي إلا أنت سيدي الرئيس حفظك الله، مدّ لي يد العون، وساعدني في التغلب على عجزي...".