الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
استشهاد رجل أمن وإصابتين احدها خطيرة خلال اشتباكات مع خارجين عن القانون في جنين

الفرق بين الاسير وبين المخطوف بقلم د. اليف صباغ من حيفا

نشر بتاريخ: 26/06/2006 ( آخر تحديث: 26/06/2006 الساعة: 19:46 )
ليست المرة الأولى التي يقع فيها الخطاب السياسي اسيرا للنص اللغوي، بمعنى، ان استخدام اللغة، من النعوت والأفعال في غير اماكنها الصحيحة يفشل الخطاب السياسي من حيث لا يدري. ولكن الأنكى من ذلك حين يدري.
ففي صراعاتنا العربية الداخلية يستخدم النص دقيقا ومتناسقا مع الخطاب السياسي، وتستخدم فيه كل مهنية القائد السياسي ومستشاره الإعلامي، واقرب الامثلة على ذلك مهنية مكتب الرئاسة في صراعه مع الحكومة، ومهنية قوى 14 آذار في لبنان ضد الرئيس اللبناني أو ضد سوريا. فلماذا ينحج الإعلامي في الصراعات الداخلية ويفشل في الصراع مع العدو الحقيقي؟ وهل يجوز أنني مخطىء ولا اميز بين العدو والعدو؟ كل شيء جائز في هذه الأيام.

فالأسير هو الجندي الذي يؤخذ من قاعدته العسكرية أو خلال معركة عسكرية. أما المخطوف فهو الي يؤخذ من بيته أو مكان عمله أو من اي مكان سوى المعركة او قاعدته العسكرية وهو على الغالب مدني، حتى وإن كان عسكريا في وظيفته. وكم من الفلسطينيين أطفالا وشيبا وشبابا رجالا ونساء إسرتهم قوات الإحتلال في مواقعه العسكرية أو من خلال المعركة؟ قد يتم تعدادهم على يدين اثنتين اما الباقون فهم في الحقيقة مخطوفون وهم رهائن.
أما الجندي الإسرائيلي فهو ليس مخطوفا بل اسيرا بكل معنى الكلمة. إذا دعونا نتكلم نتقن اللغة السياسية لكي نصحح خطابنا، اللهم إلا إذا كان القصود مقصودا..... الأمر الثاني هو قبول التركيز على تحرير هذا الأسير دون استخدام الفرصة أما الإعلام الإسرائيلي والإجنبي لطرح كافة القضايا التي لم تجرؤ أو لم ترغب تلك الصحافة بطرحها، بما في ذلك قضية الرهائن الفلسطينيين في ايدي اسرائيل، وكم منهم معرف على انه "معتقل إداري" وكم منهم أطفالا وهم بالمئات وكم منهم شيوخا أو نساءا، ولم يذكر أحد أن قوات الإحتلاك نفذت عملية خطف لشبان اثنين داخل غزة قبل 24 ساعة من عملية اسر الجندي الإسرائيلي.
لماذا لا يركز الصحافيون والسياسيون على ما قامت وتقوم به اسرائيل من عمليات خطف وقتل بدون تمييز بين مدني ان مسلح، دون ان يحرك أحد في هذا العالم ساكنا؟ اليس الفلسطينيون بشرا يستحقون الإهتمام؟ إذا كان الأمر كذلك في عيون كونداليسا رايس مفهوما ، وهو ليس مقبولا بالنسبة لي، فلماذا يصبح كذلك في لدى القيادة الفلسطينية؟ لماذا يرفعون صور مروان البرغوثي في صراعهم مع الحكومة ولا يرفعونها عندما يتطلب الأمر تحرير مروان وهو ممكن اليوم أكثر من أي وقت مضى.