الجمعة: 18/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

ندوة سياسية في جامعة بيرزيت حول "الفكر الصهيوني"

نشر بتاريخ: 26/07/2010 ( آخر تحديث: 26/07/2010 الساعة: 12:38 )
رام الله- معا- عقدت دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت بالتعاون مع مركز مدار للدراسات ندوة سياسية حول "الفكر الصهيوني"، بمشاركة الباحث أنطوان شلحت، الذي تحدث حول الثابت والمتحول في الفكر الصهيوني، والأستاذ سميح حمودة من دائرة العلوم السياسية الذي قدم قراءة لدراسات الرئيس محمود عباس حول الفكر الصهيوني.

وأكد أ.حمودة على ضرورة "تكثيف الوعي بالعدو الصهيوني وأفكاره ومعتقداته لمعرفة كيفية التعامل مع سياساته"، مشدداً على أن الرئيس محمود عباس من الأشخاص الذين دعوا إلى قراءة الصهيونية وتركيبة المجتمع الصهيوني، ومشيراً إلى أن قراءة الأفكار التي وردت في دراسات عباس تفسر لنا تمهيد انتقال حركة فتح من الاعتماد على الكفاح المسلح كحل وحيد إلى دائرة اعتماد المفاوضات مع العدو لحل القضية.

وأشار حمودة الى أن عباس في كتاباته ودراساته ربط بين الصهيونية والإمبريالية، محللا أسباب نشأة الصهيونية عبر قراءة علمية للمجتمع الأوروبي ومشكلة اليهود في أوروبا، ورابطاً ذلك بالأطماع الغربية في المشرق العربي، مضيفا ان دراسات عباس تشير الى أن الحركة الصهيونية ليست يهودية أو نابعة من رغبات اليهود أنفسهم، وإنما هي حركة استعمارية امبريالية أرادت الاستفادة من اليهود وتسخيرهم لصالح المشاريع الاستعمارية الغربية، ولكنها استمدت بعض المبادئ من الدين اليهودي مثل اعتقادها بقدسية الشعب اليهودي وتفوقه على الشعوب الأخرى، وهذا مصدر عنصريتها، كما ذكر أن عباس يؤكد في إحدى مؤلفاته على أن الصهيونية عدوة اليهودية وتشكل خطراً على مصالح الشعب اليهودي، كما أنها تخالف النزعة الأخلاقية في الدين اليهودي. ويقول عباس أنه لا غموض في العلاقة الجدلية بين الصهيونية والاستعمار والإمبريالية، فجميعها واحد ويهدف إلى تحقيق هدف واحد.

وأوضح حمّودة تأكيد عباس في دراساته على أن المجتمع اليهودي ليس مجتمعاً متجانساً والعرب الفلسطينيون واليهود الشرقيون هم ضحايا الصهيونية
مشددا على أن تحليل عباس للصهيونية تحليل علمي وصحيح ودقيق ولكن ما نبع من سياسات لاحقة وخاصة اتفاقية أوسلو وما بعدها انحرف عن هذا التحليل، كونه اعتقد بإمكانية الفصل بين الإمبريالية الأمريكية والصهيونية (إسرائيل) واعتبار أمريكا وسيطاً لحل الصراع وليس طرفاً أصلياً فيه منحازاً لإسرائيل، وكونه اعتبر أن هناك إمكانية للسلام مع الصهيوينية الغربية رغم عنصريتها ومبادئها التي لا تعترف بالحقوق العربية في فلسطين.

من ناحيته قال الباحث شلحت أن فكرة الصهيونية هي إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين واختراع قومية جديدة اسمها الشعب اليهودي، وأول من فكر فيها كان اليهودي تيودور هيرتسل الذي تحدث في كتابه "الأرض القديمة الجديدة" عن أفكاره لقيام دولة يهودية، مؤكدا على أن العنصرية من الأفكار الثابتة في المشروع الصهيوني، فهي مستمدة من الأحكام الدينية اليهودية، متطرقاً إلى التيارات التي ظهرت بداية نشوء الصهيونية والتي اختلفت حول كيفية التطرق إلى الفكر الصهيوني، فمنها التيار العمالي "العمل" والذي دعا للوصول إلى الحل بالتدريج دون حدوث صدام مع سلطة الإنتداب، في حين أن تيار التصحيح "التنقيحي" بزعامة جبوتنسكي يسعى إلى إقامة الدولة اليهودية حتى لو حدث ذلك الصدام.

وأشار إلى حركة "الحرس الفتي" التي حاولت الدمج بين الفكر الصهيوني والليبرالي، ودعت إلى إقامة دولة ثنائية القومية، وكذلك حركة "ميثاق السلام" التي رأت أنه من الضروري التعاون بين اليهود المهاجرين وأصحاب البلد الأصليين من أجل تحقيق الفكرة الصهيونية.مضيفا أن فكرة تجاهل الشعب الفلسطيني، ومبدأ تحالف الحركة الصهيونية مع القوى الدولية العظمى، كانت من القواعد الثابتة لدى الحركة الصهيونية، بالإضافة إلى البراغماتية التي كانت تتميز بها حيث كانت توافق على أي تسويات شريطة أن تسفر إلى دفع المشروع الصهيوني قدماً.