أسر الجندي يكشف عن تيار مغامر في حماس يطالب بهدم المعبد والخروج من الحكم
نشر بتاريخ: 27/06/2006 ( آخر تحديث: 27/06/2006 الساعة: 08:46 )
معا- سواء كان لقيادة حركة «حماس» دور مباشر، او لم يكن لها اي دور في عملية أسر الجندي الاسرائيلي في قطاع غزة اول من امس، فان هذه العملية وتداعياتها كشفت عن ظهور وتنامي ردود متشددة في الحركة على الحصار المفروض على حكومتها، تصل حد المغامرة بمشروعها في الحكم، على الاقل في هذه المرحلة.
وتشير مصادر في الحركة الى تنامي دعوات في اوساطها القاعدية والوسطى تذهب الى ما هو ابعد من المطالبة بالخروج من الحكم والعودة الى المقاومة.
وقالت هذه المصادر ان البعض في الحركة يطالب بهدم المعبد على رؤوس الجميع والعودة الى ما قبل «اوسلو» وتأسيس السلطة، خصوصاً من اولئك الذين يتهمون اوساطاً في السلطة بالمشاركة في الحصار على الحكومة.
وجاءت ردود فعل حكومة حماس على عملية أسر الجندي مختلفة بصورة ملحوظة عن ردود فعل الحركة. ففيما طالب نائب رئيس الحكومة ناصر الشاعر الخاطفين باطلاق الجندي «للخروج من الازمة»، اعتبر البعض في الحركة ان أسر الجندي هو الرد الامثل على حالة الحصار التي فرضتها اسرائيل والغرب وجهات وعربية وفلسطينية- حسب تعبيرها- على اول حكومة للحركة.
وقال مسؤول لصحيفة الحياة اللندنية:" صحيح ان الحكومة غير راضية عن العملية لانها قطعت عليها جهودا متصلة لرفع الحصار الا ان ثمة ارتياحاً كبيراً في غالبية اوساط الحركة، وهؤلاء الذي يشعرون بارتياح يجادلون قائلين ان خطف الجندي قلب الطاولة على رأس الجميع وفرض عليهم البحث عن حل".
واضاف: "واصحاب هذا التيار، وهم التيار الاوسع في قواعد الحركة، يقولون ان زمام المبادرة عاد مع هذه العملية الى ايدينا بعد ان كنا محاصرين لا حول لنا ولا قوة، وبات الكل ينشد ودنا ويسعى لمقابلتنا".
وكان رئيس الحكومة وجميع اعضائها في قطاع غزة قد تواروا عن الانظار عقب شيوع نبأ اختطاف الجندي لدرجة عجز ان الرئيس عباس عن الاتصال بهم.
وقال مسؤول في السلطة ان الرئيس طلب من مساعده في رام الله الطيب عبدالرحيم الاتصال مع نائب رئيس الحكومة ناصر الشاعر والاجتماع به ومطالبته بالتحرك باسم الحكومة وعمل شيء لحل الازمة.
ويعتقد ايضا ان الحكومة تخشى من ضياع حصيلة اشهر عديدة من الجهود التي بذلتها في الاتصال مع جهات اقليمية وغربية وحتى اسرائيلية بهدف رفع الحصار.
وكان وسطاء عديدون نقلوا اخيراً رسائل اعتدال من الحكومة الى جهات غربية، خصوصاً الادارة الاميركية بهدف رفع الحصار. وتقول مصادر غربية ان هذه الرسائل حظيت باهتمام في بعض دوائر صنع القرار في الغرب، وهو ما بات مهددا بالعملية الاسرائيلية المرتقبة بعد خطف الجندي الاسرائيلي.
وتفاعلت امس عملية أسر الجندي على مختلف المستويات في الاراضي الفلسطينية. ففيما كانت وساطات مصرية وفرنسية وغيرها تتحرك، بعضها على الارض، وبعضها الآخر على المستوى السياسي، بهدف اطلاق الجندي والخروج من الازمة، كانت اوساط أخرى تتحرك في الاتجاه المعاكس وتطالب بمبادلته بالأسرى الفلسطينيين والعرب.