السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحاجز الطيار والمواطن الفلسطيني والانتظار

نشر بتاريخ: 19/05/2005 ( آخر تحديث: 19/05/2005 الساعة: 10:36 )
تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي سياسة الخداع الاعلامي فيما يتعلق بالحياة اليومية للشعب الفلسطيني والممارسات التي تتخذها هذه السلطات بحقه ، ويوما بعد يوم يتضح ان اسرائيل لا تلتزم باية مبادرة او محاولة لتغير الاوضاع على الارض وتهدئتها بل على العكس فانها تزيد من تعقيد الحياة اليومية بل وتعمل على خلق الاوضاع التي تذل المواطن الفلسطيني .
وابرز هذه الممارسات الاسرائيلية هي الحواجز العسكرية ، أسواء الثابتة او المقامة على مداخل المدن او الطيارة - التي يقيمها الجيش بشكل مفاجئ وهي متحركة - وفي كلتا الحالتين يواجه الفلسطينيون ابشع صور التعذيب والاذلال يوما بعد يوم ، والاسوأ في هذا الموضوع هو ادعاء سلطات الاحتلال انها تعمل على تغير وتسهيل الحياة اليومية للفلسطينين وتدعي بانها ازالت العديد من الحواجز منذ قمة شرم الشيخ التي جمعت الرئيس الفلسطيني ابو مازن ورئيس وزراء اسرائيل ارئيل شارون والتي ادت الى مرحلة التهدئة التي لم تلتزم بها اسرائيل حتى الان اما ابرز خدع اسرائيل فيما يتعلق بهذه الحواجز هو ادعاؤها بان الجيش ازال الحواجز في عدد من المناطق ، لدرجة ان اسرائيل دعت ممثلي وسائل الاعلام العربية والغربية واحضرت الجرافات وجعلتها تعمل ببطئ حتى يتسنى للمصورين التمتع باخذ افضل الصور لهذه العملية الغير صادقة بتسهيل الحياة اليومية للفلسطينين .

اما نيتها الصادقة فهي احضار نفس الجرافات على نفس المواقع التي فتحت فيها الحواجز بعد عدة ساعات واغلاقها بل واقامة اكثر من حاجز ترابي عليها لكن هذه المرة دون احضار وسائل الاعلام كما حدث في منطقة العوجا باريحا عندما سلمت للسلطة الفلسطينية وحاجز وادي الباذان قرب نابلس الذي اغلقته بعد ساعات من فتحه وتصدر اخباره معظم وسائل الاعلام والشواهد على هذه السياسة الاسرائيلية كثيرة......

اما الجانب الاخر والبشع ايضا من الحواجز فهو استمرار اغلاق العديد من مداخل المدن الفلسطينية بالسواتر والحواجز الترابية فالمسافر من بيت لحم الى الخليل وبالعكس عليه عبور هذه الحواجز مشيا على الاقدام مسافة 300 متر على الاقل ومن ثم الركوب في سيارات الاجرة والسفر الى وجهته وفي معظم الاحيان سيواجه المسافر عند نهاية الحاجز دورية لقوات حرس الحدود التي احترفت في مضايقة المواطنين واذلالهم هذا بالاضافة الى حاجز عتصيون - بين بيت لحم والخليل - وهو حاجز طيار لكنه تحول الى شبه يومي ( وتطول ساعات الانتظار عليه ) كما يقول السائق احمد علقم وهو سائق سيارة اجرة بين بيت لحم والخليل حيث اكد لنا ان المشكلة الرئيسة واليومية التي تواجه السواق على طريق بيت لحم الخليل هي الحواجز باضافة الى حاجز جسر حلحول .

اما الحاجز الطيار الاخر الذي يزعج المواطنين في منطقة الجنوب هو حاجز معاليه ادوميم العسكري والذي ينصبه الجيش منذ ساعات الصباح الباكر وحتى الساعة التاسعة صباحا بحيث ينصب بشكل يومي والهدف منه هو تاخير المواطنين عن اعمالهم واذلال الشبان وايقافهم لساعات .....

ومن قضايا الحواجز الكثيرة ايضا هو منع سيارات الخليل العمومية من الدخول الى بيت لحم بحيث ان السائق زياد الحروب ابدى رغبةواضحة للحديث لنا عن قصة واجهته قبل ايام حيث انه كان يقل احد المرضى في سيارته ومنعه الجيش من الدخول الى بيت لحم لايصاله للمشفى مما اضطره بعد فترة طويلة للعودة الى حاجز الخضر وانزال الراكب المريض وحمله الى الجانب الاخر ونقله بسيارة اخرى للمشفى .

هذه هي سياسة اسرائيل الاعلامية فهي تتحدث عن شيئ في الاعلام وتمارس نقيضه عل الارض وقد برعت في لعب هذا الدور الذي يبقى المواطن الفلسطيني هو الوحيد الضحية التي عليها تحمل كافة الممارسات الاسرائيلية وربما البحث لها عن بدائل لتجنب الجرائم المتواصلة بحقه .