الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

عائلة صلاح تتسلم منزلها الجديد بعد أن هدمه الاحتلال 3 مرات

نشر بتاريخ: 28/07/2010 ( آخر تحديث: 28/07/2010 الساعة: 15:51 )
بيت لحم- معا- أدخلت مؤسسة "هولي لاند ترست" الفرحة والبسمة الى عائلة المواطن رزق صلاح من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، بعد أن أعادت بناء منزلها الذي هدمته سلطات الاحتلال الاسرائيلي ثلاث مرات، بحجة انه يشكل خطرا امنيا على الشارع الالتفافي المعروف بشارع 60 المحاذي لبلدة الخضر.

"لقد ادخلوا الفرحة الى منزلنا وعائلتنا، شكرا لهم وشكرا لكل المتضامنين الاجانب الذين وقفوا الى جانبنا"، بهذه الكلمات وصف رزق صلاح مشاعره باستلام منزله الجديد الذي عملت الهولي لاند على اعادة بنائه خلال السنة الماضية، بجهودها وجهود مؤسسات محلية واجنبية وبعمل المتضامنين الاجانب، قبل بدء المراسم الرسمية لتسليمه مفتاح منزله في احتفال رسمي كبير وبمشاركة شعبية ورسمية ووجود المتضامنين الاجانب.

وشارك في مراسم التسليم الرسمية نائب محافظ بيت لحم عضو المجلس الثوري لحركة فتح محمد طه ابو عليا ورئيس بلدية الخضر رمزي صلاح، وسامي عوض مدير مؤسسة هولي لاند ترست التي تعنى بتفعيل المقاومة الشعبية لمواجهة الاحتلال الاسرائيلي وممارساته، ومحمود زواهرة رئيس لجان الدفاع عن الاراضي في بيت لحم، ومروان فرارجة منسق مشروع اعادة بناء المنزل في مؤسسة هولي لاند ترست ومنذر الوعرة مدير العلاقات العامة بالمحافظة وجمع غفير من اهالي الخضر وعائلة صلاح.

وفي بداية الاحتفال رحب مروان فرارجة الذي عمل على متابعة العمل من اليوم الاول في مشروع اعادة بناء المنزل، مشيرا الى انها ليست المرة الاولى التي تقوم فيها مؤسسة هولي لاند باعادة بناء منازل هدمها الاحتلال الاسرائيلي حيث يشكل تسليم هذا المنزل لعائلة صلاح النموذج الرابع في عمل المؤسسة.

وشكر فرارجة كافة الجهات والمؤسسات والمتضامنين الاجانب والمتطوعين المحليين على جهودهم وعملهم المخلص الذي اوصلنا اليوم لهذا الاحتفال باعادة عائلة صلاح الى منزلها لتعيش بكرامة في منزلها الذي تعرض للهدم ثلاث مرات من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي، الذي يتذرع باسباب واهية وغير منطقية وغير انسانية من اجل اجبار العائلات الفلسطينية على ترك منازلها واراضيها، مثمنا الدور الفاعل الذي لعبه عضو بلدية الخضر اسماعيل عيسى وتواصله الدائم مع المتطوعين.

سامي عوض مدير مؤسسة هولي لاند ترست الذي بارك في كلمته لعائلة صلاح عودتها الى منزلها، اكد ان عائلة صلاح يجب ان تشكل نموذجا من نماذج مقاومة الاحتلال الاسرائيلي بشتى الوسائل، خصوصا وانها قررت ان تقاوم الاحتلال وتعيد بناء منزلها بعد كل مرة يقوم فيها هذا الاحتلال البشع بهدم المنزل رغم كافة الصعاب المادية والمعنوية التي واجهتها الى انها لم تنكسر وشكلت نموذجا للتحدي والمقاومة الشعبية.

وشدد عوض على ان تحدي العائلة وصمودها كان الدافع وراء قرار مؤسسة هولي لاند لاعادة بناء المنزل، رغم عدم وجود الدعم الكافي والمخصص لمثل هذه النشاطات الا ان ما سطرته عائلة صلاح دفع المؤسسة لاخذ زمام المبادرة والبدء باعادة بناء المنزل.

واشار عوض الى ان "هذا الاحتفال اليوم ليس باعادة بناء المنزل والانتهاء منه بل لان عائلة صلاح قررت الصمود والمقاومة وبالتالي يجب علينا جميعا ان نحتذي بها لان لديها روحا للمقاومة الشعبية والبقاء في هذه الاراضي الجميلة التي حاول الاحتلال سرقتها".

وشكر عوض كافة الجهات التي ساهمت بانجاز هذا المنزل من مواطنين ومؤسسات رسمية واهلية دعمت المشروع كما وجه شكرا خاصا للمتضامنين الاجانب الذين قدموا من مختلف انحاء العالم وعملوا ليل نهار وتحت التهديد وتخويف جنود الاحتلال باعادة الهدم واعتقال كل من يتواجد الا انهم واصلوا عملهم بكل جهد وعطاء.

نائب محافظ بيت لحم وعضو المجلس الثوري لحركة فتح شكر في بداية كلمته المتضامنين الاجانب على دعمهم وصمودهم ونضالهم مع ابناء الشعب الفلسطيني، مشيرا الى ان عملهم الدؤوب وانجاز هذا المنزل يظهر اهمية عملهم ونضالهم الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني في مواجهة ممارسات الاحتلال.

وانتقد ابو عليا ممارسات الاحتلال التي تحاول النيل من صمود الشعب الفلسطيني وعلى رأسها الجدار والاستيطان والاعتقالات ومصادرة الاراضي واعتداءات المستوطنين، مشددا على ان "كل هذه المظاهر تعبر عن مدى قمعية وفاشية هذا المحتل الذي طال امده مطالبا العالم الذي يدعي الحضارة بايقاف اسرائيل ومنعها من الاستمرار بعنصريتها وفاشيتها".

واكد ابو عليا ان اعادة تشييد هذا المنزل يحمل رسالة للاحتلال تقول له "اننا سنبقى على هذه الارض ونصمد بها واننا سنبقى مثل طائر الفنيق الفلسطيني الذي يخرج من وسط الدمار والركام ويحلق عاليا في اعالي السماء."

وشكر نائب محافظ بيت لحم مؤسسة هولي لاند لعملها وانجازاتها في مقاومة الاحتلال، مشيرا الى ان عملها هذا واعادة البسمة لعائلة صلاح يؤكد على اننا شعب يحب الحياة وسيواصل الطريق في مقاومة المحتلين بشتى الوسائل حيث يعتبر بناء المنزل جزء من تعزيز صمود شعبنا تماما كما هي مقاومة الاحتلال بشتى الوسائل مثل مقاطعة المنتجات الاسرائيلية.

رئيس بلدية الخضر اشار في كلته الى ما تعانيه قرية الخضر من استهداف لاراضيهم من قبل دولة المحتلين حيث تتبادل هذه الحكومة الادوار مع المتطرفين اليهود والمستوطنين الذين قاموا قبل عدة ايام بالاستيلاء على نحو 150 دونما من اراضي القرية الزراعية تحت تهديد السلاح وحماية الاحتلال الذي يرفض تسلم اي شكاوي على المستوطنين مما يظهر حقيقة تبادل الادوار بين الطرفين.

واشار صلاح الى ان الاحتلال يمنع ايضا بلدية الخضر من اقامة حديقة عامة في هذه المنطقة الجميلة لانه يريد سرقتها، مشيرا الى انه وبالرغم من توفر المبالغ المخصصة لاقامة الحديقة الى ان الدول المانحة تتراجع امام مواقف الاحتلال، مطالبا المانحين بدعم هذا المشروع الذي يحمي الاراضي ويعزيز صمود المواطنين.

وطالب رئيس بلدية الخضر مؤسسة هولي لاند والمتضامنين الاجانب دعم خطوات الاهالي في التصدي لمحاولات الاحتلال سرقة اراضي القرية، مشيرا الى ان هناك سلسلة من الفعاليات والانشطة التي تنوي البلدية اتخاذها.

الاسيرة المحررة ابنة الـ19 عاما سلوى رزق صلاح شكرت في كلمتها التي القتها باسم عائلة صلاح مؤسسة هولي لاند ترست والمتضامنين الاجانب الذين عملوا على اعادتهم لمنزلهم بعد ان شردهم الاحتلال وهدم منزلهم في المرات السابقة، مشيرة الى ان المقاومة الشعبية اعادتهم الى منزلهم.

بعد ذلك قام نائب المحافظ ومدير مؤسسة هولي لاند ورئيس بلدية الخضر واحد المتضامنين الاجانب بتسليم المفتاح الخاص بالمنزل المعاد بناؤه لابنة المواطن رزق صلاح سلوى، حيث قامت واياهم بفتح باب المنزل والدخول اليه حيث اطلع الحضور على المنزل.