الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحاجة مريم تحلم بتأمين بيت لابنها الأسير قبل موتها

نشر بتاريخ: 28/07/2010 ( آخر تحديث: 28/07/2010 الساعة: 18:29 )
الخليل- معا- الحاجة مريم جوابره البالغة من العمر (80 عاما) من مخيم العروب شمال مدينة الخليل، أمضت حياتها بالعمل لتربية بناتها الأربع بعد وفاة زوجها واعتقال إبنها الوحيد ناجح محمد بدوي مقبل الذي أعتقل في العاشر من شهر تموز عام 1990، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة خلف زنازين الاحتلال المتهم بقتل محامي إسرائيلي ومشاركته في العديد من العمليات ضد مصالح وأهداف اسرائيلية.

وشارك أيضا في العملية التي كان على رأسها ومن مخططيها التي كانت ضد مجموعة من جنود الاحتلال الإسرائيلي على بوابة الخضر بالقرب من مدينة بيت لحم، وعلى أثرها طورد من قبل الاحتلال لعدة سنوات قبل اعتقاله، إلا أنه الان يبلغ من العمر أربعة وأربعين عاما حيث أمضى عشرين عاما من محكوميته رهن الاعتقال، وما زال يقبع داخل السجون الاسرائيليه بانتظار بصيص الأمل الذي أصبح بالنسبة لوالدته حلما أن ترى أبنها الأسير محررا قبل وفاتها.

العجوز مريم كانت تعمل آذنه في إحدى مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث قامت ببيع ما وفرته من مصاغ ذهبي عبر السنين الطويلة أثناء عملها لشراء قطعة أرض لبناء بيت صغير لأبنها الأسير ناجح، ليكون عنوانا له بعد أن أصبح منسيا عبر السنين الطويلة خلف القضبان، على أمل الأفراح عنه بالقريب العاجل.

لقد طرقت الحاجة مريم العديد من أبواب المؤسسات الحكومية ومحافظ الخليل عدة مرات لمساعدتها لتحقيق حلمها ببناء بيت لابنها الأسير، فلا احد يستجيب لطرقاتها وصرخات أنينها فكلها وعودات بلا تنفيذ، ومن بين تلك المؤسسات التي تقع على مسؤوليتها مساعدة الاسرى وزارة شؤون الأسرى حيت التقت حسبما ذكرت مع وزير الأسرى عيسى قراقع قبل عام وزارها في بيتها ووعدها بمساعدتها، ولكن دون جدوى وفائدة وغير ذلك العديد من المؤسسات الحكومية الأخرى، لم يلب أحد مطالبها ومساعدتها سوى مساعدات معينة قدمتها مؤسسة نادي الأسير بمحافظة الخليل من خلال علاقات شخصية حسب الإمكانيات المتوفرة، حسب قولها.

فالبيت قيد الإنشاء والحاجة مريم تعمل في الإشراف على بنائه على أقل من مهلها حسب الإمكانيات المتوفرة لديها، حيث قامت بشراء مستلزمات البناء من حديد وأسمنت وغير ذلك من خلال الشيكات التي طلبتها من البنك باسمها لتحمل مسؤولية وأعباء فوق أعباء السنين الطويلة التي حملتها.

عشرون عاما والحاجة مريم تعتصم أمام مقرات الصليب الاحمر، عشرون عاما وهي تجول بين أكثر من عشرين سجنا لزيارة ابنها، عشرون عاما أليست كافية لان تكفل لها أن تموت بكرامة وقد حققت حلمها بضمان بيت يأوي ابنها بعد الافراج عنه؟.