مارتن انديك : تركيا تستغل غزة لتعزيز موقعها في العالم العربي
نشر بتاريخ: 28/07/2010 ( آخر تحديث: 28/07/2010 الساعة: 21:22 )
بيت لحم- معا- قال السفير الامريكي السابق لدى تل ابيب ومدير السياسات الخارجية في مركز بروكينغام، مارتين انديك الذي عايش لفترة طويلة مسيرة المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ويعتبر خبيرا فيها في مقابلة مع صحيفة هأرتس الناطقة بالعبرية نشرتها اليوم "الاربعاء" في زاوية "حديث اليوم " ان نتنياهو سيجد صعوبة في تمديد قرار تجميد الاستيطان او عدم التمديد .
واضاف ردا على سؤال " هل سيمدد نتنياهو العمل بقرار تجميد الاستيطان ؟"
انني لا احسد نتنياهو على وضعه فمن الصعب عليه اتخاذ قرار بتمديد تجميد الاستيطان وكذلك الامر عدم التمديد خاصة اذا ما تم استئناف المفاوضات المباشرة حتى حلول موعد اتخاذ القرار حينها ستكون اسرائيل مسؤولة عن تفجر المحادثات ومن المفهوم ايضا بانه سيتعرض لهجوم اليمين اذا ما قرر تمديد التجميد بما في ذلك اعضاء حزبه الذ وضع نتنياهو بين المطرقة والسنديان .
انا لا اعتقد بان نتنياهو وابو مازن وباتكيد الرئيس اوباما وهيلاري كلينتون يرغبون في السقوط ثانية في دائرة النقاش حول المستوطنات واعتقد بان جميعهم راغبون في التركيز على مواجهة التحدي المركزي وهو التوصل الى اتفاق حول حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية وقضية المستوطنات ستجد حلها نتيجة لهذا الاتفاق .
س: في اعقاب زيارتك الاخيرة لرام الله والقدس تحدثت بتفاؤل عن وجود تغيير في الاجواء يبشر بنضج الظروف لصناعة السلام لم تؤدي الردود الفلسطينية الاخيرة بك الى التراجع عن هذا التفاؤل ؟
ج : من الخطأ الارتهان لما يقوله احد الاطراف للجمهور لان المهم ما يجري في المحادثات الخاصة يقولون بانني سمعت في الجانب الفلسطيني وخرجت بشعور قوي بان ابو مازن يفهم اهمية الدخول في مفاوضات مباشرة، وهو يبحث عن طريقة لشرح ذلك والسؤال المهم هل سيحظى ابو مازن بدعم الجامعة العربية ؟ هذا سيكون نقاشا كبيرا لكنني اعتقد بان دعما للمفاوضات المباشرة سيخرج من هناك .
س: طرح دان مريدور في الفترة الاخيرة فكرة حول نوع من التجميد الجزئي واستمرار البناء في المناطق التي سبقة تحت سيطرة اسرائيل ، ما رأيك ؟
ج : لا اعرف اذا كانت هذه الفكرة ستساهم في الامر ام لا انها تشبه ما طرحه شارون واولمرت اللذين حاولا تسويق مثل هذه الفكرة لدى الرئيس بوش وانا لا استطيع الحكم اذا كانت هذه الفكرة ستنجح ام لا ولكن الامر الحاسم هو دخول الاطراف في مفاوضات مباشرة حتى يختبروا جدية بعضهم البعض ويجب على نتنياهو ان يكون مستعدا لايضاح المدى الذي سيذهب اليه فيما يتعلق بقضية الاراضي وانا اعتقد بان قضية المستوطنات ستجد حلها .
س: وصفت زيارة نتنياهو الاخيرة لواشنطن كبداية وانطلاقة للعلاقات بين البلدين وكلفته اتجاه الجالية اليهودية في امريكا استعدادا لانتخابات الكونغرس في نوفمبر هل حقا كانت ناجحة ؟
ج: اعتقد بانها كانت ناجحة يبدو ان اوباما ابتعد خلال العام السنة الاولى من حكمه عن اسرائيل والان يعود ويتقرب منها ولكنني اعتقد ان اوباما ونتنياهو تعلموا بعض الدروس المهمة وهذا الاجتماع عكس تلك الدروس حيث ادرك اوباما بانه يستطيع انجاز اكبر اذا عمل مع رئيس الوزراء وليس ضده ونتنياهو ادرك حاجته لوجود رئيس امريكي الى جانبه اذا ما اراد ادارة مفاوضات جدية .
س: هناك من يشككون بامكانية تحقيق اتفاق مع الائتلاف الحكومي الحالي ؟
ج : دائما كنت على قناعة بان هذا الائتلاف سيدعم نتنياهو في الذهاب لمفاوضات مباشرة وربما الخروج منها باتفاق وانا اعرف بان هذه القناعة تعارض المسلمات ولكن اولا نتنياهو تعهد لتحقيق مثل هذا الحل وثانيا ليبرمان مستعد لتسوية اقليمية " متطرفه " ومن واقع تجربتي مع ليبرمان انهم لا يقدرونه جيدا او كما يجب لانه في كثير من المرات يلعب لصالح جمهوره الداخلي ولكن هذا لا يعني بانه لن يدعم اتفاقا ان مطلبه الاساسي يتمثل بالانفصال وهذا بالضبط قصة الاتفاق وهذا لا يعني بان الامر سيكون سهلا وانها لن تكون هناك دراما وهيستيريا ولكن كلما تقدم نتنياهو سريعا وتوصل لاتفاق قبل الانتخابات القادمة بامكانه تحقيق الاتفاق واقراره .
س: هل ستنجح محاولات اليهود وضع اسرائيل على جدول انتخابات الكونغرس رغم قلق الجمهور الامريكي من الاوضاع الاقتصادية ؟
ج : اليهود يميلون للتصويت لصالح الديمقراطيين وهم يساهمون كثيرا في الحملات الانتخابية لهذا دائما اعتبر العامل اليهودي حاسما بالنسبة للمرشحين الديمقراطيين وانا لا اعتقد بانني سأفاجيء احدا حين اقول بان هناك كثيرين غير راضون عن اوباما، وانا اعتقد بانهم داخل البيت الابيض ادركوا بانهم يواجهون مشكلة حقيقية لذلك يخرجون عن طورهم في محاولتهم اظهار صداقتهم لاسرائيل بالتوازي مع التزامهم بالسلام الجمهوريون سيحاولون استغلال الغضب فيما سيبذل الديمقراطيون قصارى جهدهم لاقناع الجمهور بعدم وجود سبب للغضب ولكن ورغم كل ذلك نحن نتحدث عن انتخابات محلية .
س: قلت في نقاشات مجلس سياسات الشرق الاوسط ان ايران ليست معنية بالسلام في الشرق الاوسط فيما قال بقية الحضور بعدم امكانية تجاوزها او تجاوز حلفائها اذا اردنا تحقيق السلام ؟
ج: لدي خبرة كافية مع الايرانيين ودائما كانت سياستهم تقوم على استغلال الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والسؤال هل يمكن ان نتخيلهم يدعمون السلام وهم يستخدمون الارهاب والعنف ؟! اوباما حاول ان يدير حوارا معهم وكذلك كلينتون في محاولة لمنعهم " الايرانيين " من التدخل في الشؤون العربية وافضل طريقة لتحقيق ذلك هي حل الصراع ولكن دون التوقع منهم أي تعاون .
ماذا عن ساعة البرنامج النووي المتكتكة ؟
ج: هناك الكثير من الساعات المتكتكة في الشرق الاوسط مثل ساعة مبارك والحريري والملك عبدالله السعودي وكذلك ساعة انتخابات بيبي " نتنياهو " وافضل طريقة للتأثير على تلك الساعات هي اخذ المبادرة والتقدم بدلا من الرد واعطاء الاخرين فرصة استغلال غياب قرارك .
س: هل تعتقد بشكل جدي بان تركيا تدير ظهرها للغرب ؟
جك في هذه المرحلة من المهم تهدئة الاجواء ومن الممكن ان تكون حتى حكومة تركية معنيه بهذا ايضا حينها يستطيع الدبلوماسيون العمل والاهتمام بما يقلق الاطراف ، اوردغان يرى اهمية في استغلال غزة لبناء موقعا له في العالم العربي ولكن يوجد هنا مخاطر بالنسبة لتركيا خاصة تتعلق بعلاقاتها مع الولايات المتحدة واذا ما رغبوا في لعب دور مفيد في الشرق الاوسط يجب عليهم امتلاك قدرة التأثير في حل الصراع واذا لم يجدوا طريقا للتعايش مع اسرائيل فأنهم لن يمتلكوا مثل هذا التأثير ولن يستطيعوا لعب مثل هذا الدور .