"معا" حصلت على نسخة- نص نداء بن اليعيزر لـ عمرو موسى
نشر بتاريخ: 29/07/2010 ( آخر تحديث: 29/07/2010 الساعة: 14:17 )
بيت لحم - معا - حصلت وكالة معا على نسخة من "نداء مباشر وصريح من الوزير الإسرائيلي بنيامين (فؤاد) بن اليعيز الى جامعة الدول العربية لدعم المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وجاء نص النداء كما تلقته "معا" :"
نعم للمفاوضات المباشرة!
تجتمع اليوم لجنة مبادرة السلام التابعة للجامعة العربية في القاهرة والتي من شأنها تحديد وجهة مستقبل المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث من المتوقع أن يتمحور النقاش حول تبني مسار المفاوضات المباشرة أو إعلان انتهاء مرحلة مفاوضات التقريب.
... ومع اقتراب موعد انتهاء قرار تجميد الاستيطان الذي تم اتخاذه من قبل الحكومة الإسرائيلية سوف تدخل المنطقة إلى مرحلة فاصلة إزاء مستقبل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بشكل خاص ومستقبل المنطقة بشكل عام... وهنالك عدة عوامل ومركبات التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل الوصول إلى هذا المفترق السياسي والإقليمي، عوامل ومركبات التي قد تقود المنطقة إما إلى سبات سياسي عميق تتجمد فيه المفاوضات لسنوات طوال أو توصلنا جميعا إلى دائرة عنف جديدة والتي قد تطال الجميع.
واضاف اليعيزر في ندائه لعمرو موسى.. كوني ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي أعي ما هي الحرب تماما لهذا اسعى لتجديد المفاوضات من اجل الحفاظ على الاستقرار والهدوء في المنطقة، وإن الرفض الفلسطيني بعدم قبول اقتراح التوجه للمفاوضات المباشرة يجب أن يقابله نضوج عربي يتمثل برؤية بعيدة المدى ذات إبعاد إستراتيجية التي تسعى لحل الصراع على أساس مبادرة السلام العربية.
واضاف اليعيزر في ندائه :" إن نقطة الانطلاق لجولة المفاوضات المباشرة القادمة-والتي قد تكون الأخيرة- ليست بمثالية وربما قد ترتكز على أرضية غير ثابتة ومتينة ولكنها اثبت وامتن من جولات مضت وهي الفرصة السانحة الأخيرة لمفاوضات حقيقية وجادة التي قد تدلي بحل حقيقي، هنالك مسائل عالقة بين الطرفين والتي يمكن أن تحل فقط من خلال مفاوضات مباشرة، كمسالة الأمن، ترسيم الحدود، الماء، اللاجئين والقدس".
... وقال الوزير الاسرائيلي في ندائه ان العناد الفلسطيني الذي اتضح مرة أخرى في خطاب الرئيس عباس أمام المجلس الثوري لحركة فتح والذي من خلاله أكد عباس انه "لا مفاوضات مباشره دون وضوح" محددا وقف الاستيطان وتحديد الحدود كشروط مسبقةK يضع الفلسطينيين في خانة الرافض لسلام ويضع الدول العربية التي وافقت ودعمت مفاوضات التقارب في موقع المتبني لهذا الرفض.
واضاف ... أن القرار الإسرائيلي بتجميد الاستيطان لمدة 10 اشهر والذي يراه بعض من النقاد على أنه تنازل شكلي لا يقلل من كونه سابقة حيث لم تقم أية حكومة إسرائيلية في السابق بمثل هذه الخطوة، ولكن الفلسطينيين فشلوا في استغلال واستثمار هذا الرأسمال السياسي لتحريك العملية السلمية في الاتجاه المناسب.
وقال الوزير في ندائه... ان استطلاعا للرأي اجري مؤخرا في الضفة الغربية يشير إلى إن أغلبية الفلسطينيين يعتبرون رفض عرفات لاقتراح براك في عام 2000 لدولة فلسطينية خطأ الذي تكرر مرة أخرى عندما رفض الرئيس عباس العرض الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود اولمرت.... أن تجاهل هذه الحقائق يبين عدم الاستعداد الفلسطيني كقيادة باتخاذ خطوات جريئة واخذ زمام المبادرة مما يدعو إلى تدخل عربي يوجه الفلسطينيين ويرعى المصالح العربية ويتماشى مع مبادرة السلام العربية في قمة بيروت عام 2002.
... مبادرة السلام العربية بلورت بشكل جلي المصلحة العربية والتصور العربي للحل الدائم للصراع مع إسرائيل وتحدد القضية الفلسطينية كمحور لهذا التصور، ولكن الظروف السياسية والإقليمية والدولية لطالما لم تكن ناضجة بشكل كاف للوصول لمعادلة صحيحة تنتج الحل، واليوم يمكن القول انه هناك تكامل شبه كلي لجميع المتغيرات على المستوى الفلسطيني والإسرائيلي والإقليمي من جهة والدولي من جهة أخرى.
... حيث أن الحكومة الإسرائيلية الحالية قد عبرت من خلال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن رغبتها وإرادتها الحقيقية بالوصول إلى حل للقضية الفلسطينية من خلال المفاوضات المباشرة، وقد شهدت مدى التزام نتانياهو بالتوصل لتسوية من خلال مرافقتي له في لقاءاته مع الرئيس مبارك... حكومة نتانياهو اليمينية تحظى بدعم وشعبية واسعة بين الإسرائيليين ويجب عدم تجاهل الحقيقة التاريخية التي لا جدال حولها إن حكومات اليمين في إسرائيل بقيادة بيغن وشارون في السابق قاموا بأكبر التنازلات من اجل تحقيق السلام وهذا هو ما تسعى إليه أيضا الحكومة الحالية. هذا بالإضافة إلى أن تواجد حزب العمل الذي انتمى إليه في حكومة الائتلاف الوطني، تتيح لنتانياهو الذهاب بعيداً من اجل التوصل إلى تسوية وحل للصراع.
أما على الجانب الفلسطيني، فلا شك أن هناك النية والرغبة في تحقيق السلام ولكن التشبث بشروط مسبقة لم يكن لها مثيل في أية مفاوضات مضت لا تخدم وتقدم المفاوضات وآن الأوان لتبني موقف شجاع في هذه اللحظة الفاصلة.
إقليميا يبرز عاملين
العامل الأول يتمثل في محور الاعتدال الذي تقوده كل من مصر السعودية والأردن والذي يسعى إلى إيجاد الحل المناسب للقضية الفلسطينية بالتوافق مع المصالح العربية وفي نفس الوقت إيجاد السبيل لإنهاء الانقسام الفلسطيني، هذه القيادة العربية الواعية والناضجة يجب عليها الأخذ بيد الفلسطينيين ودفعهم إلى المفاوضات المباشرة.
واضاف الوزير ... ومن خلال حياتي السياسية تعرفت بشكل جيد على العالم العربي، واشكر وأثمن المساعي الحثيثة التي يبذلها كل من الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبدالله الثاني من اجل الحفاظ على الاستقرار والهدوء في المنطقة.
العامل الثاني هو وفي حال تقاعست هذه الدول من الأخذ على عاتقها هذا الموقع القيادي والملزم للفلسطينيين سوف يجدون إيران في المرصاد، إن المحاولات الإيرانية لسلب الساحة العربية وتفريغها من المضمون والمصالح العربية تلبية وخدمة لمصالحهما هي تهديد مباشر على الأنظمة العربية ومحاولة للفت الأنظار عن قضايا أخرى مثل برنامج إيران النووي على حساب الفلسطينيين والعرب.
واضاف... إيران تسعى من خلال التفافها حول دول محور الممانعة سوريا وقطر إحداث شرخ في الوفاق العربي وتجزئة القرار العربي بينما تطرح أجندة خاصة على إنها البديل الأفضل للعرب، هذا الزحف الفارسي يجب أن يواجه بإصرار واعتدال عربي وتأكيد أنه لا مكان لوسيط أفضل من الدول العربية لحل القضية الفلسطينية ورعاية للمفاوضات المباشرة لتأكيد هذا الدور دولياً هنالك وفاق وتناغم أمريكي -أوروبي داعم للعملية السلمية.
الرئيس اوباما قد أعرب من خلال خطاب القاهرة عن الإصرار الأمريكي لحل الصراع وأبدى تفهم عميق للموقف العربي أخذا في الحسبان الاحتياجات الأمنية والعلاقات الخاصة التي تربط الولايات المتحدة في إسرائيل، هذا الالتزام الأمريكي الحازم والصريح تجاه الطرفين والداعي لبدأ المفاوضات المباشرة ودعم الأوروبي له يوفر الأرضية اللازمة للمبادرة بمثل هذه المفاوضات بدون التعلق بشعارات الشروط المسبقة التي فقط تعرقل وتكلبش مساعي تحقيق السلام.
في الفترة الأخيرة صرح كل من الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في مناسبات مختلفة إلى أنهما مستعدان لساعة الامتحان قائلين امتحنوني "وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان"... لقد حان الأوان لنفحص ونمتحن مدى جدية هذا الجانب او ذاك.
واضاف ان الخيارات هي نفس الخيارات والسبيل للوصول إلى حل هو نفس السبيل، المفاوضات المباشرة... لقد كنت شريكاً لمساعي كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي رابين ورئيس الوزراء شمعون بيريس في إحلال السلام، وأنا ملزم بالحذو في خطاهم من اجل جلب الإسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.
لقد آن الأوان لتبديل الكراهية بالأمل والتفكير الحقيقي في كيفية صنع وخلق مستقبل أفضل للجميع، إن تفويت هذه الفرصة الحقيقية ستكون لها عواقب وخيمة تطال تبعاتها جميع الإطراف في المنطقة... وإن الظروف للحل قد نضجت والتهديدات للسلام قد نضجت هي الأخرى الكرة ألان في ملعب الدول العربية التي يجب أن تقود الفلسطينيين في الاتجاه الصحيح وان تقول وتعلن إن انسب الطرق إلى الحل هو طريق المفاوضات المباشرة.