الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

إسرائيل تطمس آثارا مسيحية في عين كارم قرب القدس

نشر بتاريخ: 30/07/2010 ( آخر تحديث: 30/07/2010 الساعة: 15:12 )
القدس- معا- قامت بلدية الاحتلال مؤخرا بهدم وطمس معالم أثرية مسيحية من الفترة البيزنطية عثر عليها في منطقة عين كارم قرب القدس خلال حفريات قامت بها سلطة الآثار الإسرائيلية.

وتقوم بلدية الاحتلال الإسرائيلي وبالتنسيق مع وزارة السياحة الاسرائيلية ببناء مخازن على أنقاض الآثار التي هدمت بعد اكتشافها في قطعة الأرض المحاذية لعين مريم العذراء.

وتعد عين مريم العذراء من أهم الأماكن المقدسة للمسيحيين في فلسطين، ويزورها نحو مليون سائح سنويا، حيث تعرف المنطقة موقعا أثريا معلنا منذ فترة الانتداب البريطاني.

وكشف المحامي قيس ناصر المحاضر في قانون التنظيم والبناء تفاصيل طمس الآثار المسيحية ومخطط العمران فوقها، حيث تبنى وبشكل غير قانوني مخازن للبلدية. وأكد ناصر أن وزارة السياحة الإسرائيلية وبلدية القدس رفضتا الحفاظ على الآثار وتحويل المكان إلى مزار أثري مفتوح للجمهور.

ويروي ناصر أنه خلال "الجلسة التي عقدتها قبل أيام مع جهاز المراقبة الذي أشرف على الحفريات وبحضور مدير سلطة الآثار بالمدينة تبين لي أن الحفريات الأولية دلت على وجود آثار هامة تعود إلى الفترة البيزنطية لعين كارم، وهي تتصل مباشرة بعين مريم العذراء".

وقامت سلطة الآثار الاسرائيلية في الفترة من يوليو/تموز 2009 إلى فبراير/شباط 2010 بإجراء حفريات في الأرض المقابلة والمحاذية لعين العذراء.

ودلت الحفريات على وجود بركة مياه تبلغ مساحتها نحو 25 مترا مربعا بارتفاع نحو مترين تتصل بثلاث قنوات مياه تؤدي مباشرة إلى عين مريم العذراء.

وحسب تفسير سلطة الآثار، شكلت الآثار التي اكتشفت جهازا مائيا كاملا للمنطقة يرتكز على عين العذراء وعلى البركة وقنواتها.

واستنتجت سلطة الآثار أن بركة المياه من الفترة البيزنطية، وذلك لطريقة البناء والرصف التي استخدمت في البركة وميزت العهد البيزنطي.

وكشف الأستاذ المحاضر أنه وبعد فحص معمق استنتج أن الحفريات أجريت على جزء من الأرض حسب خريطة حددت مسبقا، ولهذا فإن ما اكتشف قد يكون جزءا بسيطا من كل الآثار الموجودة في الأرض، رغم أنه لم يستكمل اكتشاف الحفريات في المكان.

واستنكر رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس المطران عطا الله حنا "الجريمة التي ارتكبت بحق الآثار المسيحية في عين كارم التي تعد مسقط رأس القديس يوحنا المعمدان وعائلته، وفيها عاشت السيدة العذراء متسعا من الوقت".

وتابع: ما أقدمت عليه السلطات الإسرائيلية جريمة نكراء بحق الآثار المسيحية ومحاولة لطمس المعالم المسيحية في هذه البلدة التي يزورها سنويا أكثر من مليون سائح وحاج لتفقد معالمها الدينية".

وحذر المطران من خطورة الممارسات الإسرائيلية ودعا كل الهيئات الدينية الحقوقية والإنسانية إلى التصدي لهذه الجريمة الجديدة التي تضاف إلى سلسلة الجرائم التي أقدمت عليها اسرائيل بحق مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.

بدروه قال الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية حسن خاطر إن الاحتلال بمثابة ماكينة لتهويد القدس ولا تختلف ممارساته بانتهاك واستهداف المقدسات، فالاعتداءات على المقدسات الإسلامية تكون أكثر بروزا، كونها أكثر اتساعا وانتشارا من المقدسات المسيحية.

وأكد أن "إسرائيل تسعى لطمس وهدم كل الآثار العربية الإسلامية والمسيحية، وإلى تشويه وتدمير هذا التاريخ وتهويده، ولولا الحرج الدولي لقامت إسرائيل بهدم الأقصى وكنيسة القيامة".