الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

صلاة جمعة حاشدة في الشيخ جراح تضامنا مع النواب المهددين بالطرد

نشر بتاريخ: 30/07/2010 ( آخر تحديث: 30/07/2010 الساعة: 19:05 )
والقدس -معا- أقيمت ظهر اليوم، في خيمة اعتصام النواب في مقر الصليب الأحمر في الشيخ جراح صلاة الجمعة، بمشاركة حشود كبيرة من المواطنين تضامنا مع النواب المهددين بالإبعاد على رأسهم محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني، وحاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، وذلك في إطار فعاليات اللجنة الوطنية لمقاومة الإبعاد.

وأم المصلين، الشيخ عماد الزغل، الذي أكد مجددا وقوف أبناء الشعب الفلسطيني في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية مع أبنائه النواب، واصفا سياسة الطرد والإبعاد التي تنتهجها إسرائيل بأنها ظالمة وتعسفية. كما استنكر سياسة هدم المنازل والاستيلاء على عقارات المقدسيين كما حدث أمس في حارة السعدية بالبلدة القديمة من القدس.

وكان النواب المهددون بالإبعاد والوزير السابق المهندس خالد أبو عرفة استقبلوا في خيمة الاعتصام "اسحق فرنكنتال" رئيس مركز "إيريك للسلام".
وأبدى فرنكنتال الذي قُتل ولده الجندي "إيريك" على أيدي خلية من حماس عام 1994 تضامنه مع النواب المعتصمين، واستنكر قرار الاحتلال القاضي بإبعادهم وفصلهم عن شعبهم الذي انتخبهم وعن أسرهم وعائلاتهم.

ووجه فرنكنتال رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية كتبها على دفتر المذكرات الخاص برسائل المتضامنين، طالبها فيها الاعتراف بالنواب الذين انتخبهم الشعب الفلسطيني من خلال انتخابات نزيه وشفافة، وأشار إلى أن المعتقلين الفلسطينيين هم أسرى وليسوا جنائيين، وأن على حكومة إسرائيل التفاوض مباشرة لإطلاق سراح شاليط وعدم إتباع الطرق الملتوية.

كما أكد فرنكنتال في رسالته إلى الحكومة الإسرائيلية على أن الاحتلال هو الإرهاب الحقيقي وهو السبب فيما يقوم به الفلسطينيون من ردات فعل ضد الاحتلال.

وكان وفد من العاملين في مقر الصليب الأحمر الدولي في غزة قام أمس بزيارة تضامنية مع النواب المقدسيين المهددين بالإبعاد. وأكد الوفد تضامنه الكامل مع النواب المقدسيين ورفضه للإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى إفراغ مدينة القدس من سكانها الأصليين.

ورحّب النواب بالوفد وعبروا عن وحدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة والداخل الفلسطيني المحتل والتي تجسدت بشكل عملي في خيمة اعتصام النواب التي استقبلت الفلسطينيين من جميع المناطق المحتلة داخل فلسطين بالإضافة إلى فلسطينيين من خارج فلسطين ومتضامنون أجانب.

وللمرة الأولى منذ تسعة وعشرين يوماً يتناول النواب المقدسيون المهددون بالإبعاد ووزير شؤون القدس طعام الغداء مع عائلاتهم. فمنذ اعتصام النواب داخل مقر الصليب الأحمر رداً على التهديد الإسرائيلي باعتقالهم أسوة بزميلهم النائب المختطف محمد أبو طير ومن ثم إبعادهم إلى خارج مدينة القدس، لم يجتمع النواب مع عائلاتهم وأطفالهم على مائدة واحدة لتناول الطعام سوياً.

ورغم اللقاءات الشبه يومية بين النواب المقدسيين وعائلاتهم، إلا أنه لم يتسن لهم تناول ولو وجبة طعام واحدة مع بعضهم البعض، وذلك بسبب التوافد الشعبي والرسمي المكثف لخيمة الاعتصام، وانشغال النواب بلقاء الوفود الرسمية والشعبية والأجنبية المتضامنة معهم.

إلى ذلك التقى الوزير السابق لشؤون القدس المهندس خالد أبو عرفة مجموعة من المتضامنين الأجانب من غرب ولاية فرجينيا الأمريكية. وقد رافق الوفد من مؤسسة السبيل والذي يمثل مؤسسات وكنائس أمريكية الناشطة المقدسية نورا كارمي.

ورحّب أبو عرفة بالوفد واعتبر تضامنهم مع النواب يشكل حافزاً ورافعة لإسماع قضية النواب للرأي العام والمؤسسات الدولية.

وبيّن الوزير السابق لشؤون القدس أنهم تلقوا في الأيام الماضية رسالة من اتحاد البرلمانيين ولجنة حقوق الإنسان بالاتحاد الأوروبي وغيرهم، تعرب عن التضامن مع النواب والعمل على إلغاء قرار الإبعاد الصادر بحقهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وقال أبو عرفة: "بدأت مأساتنا وهي جزء من مآسي مدينة القدس المحتلة -لأن كل العالم لا يعترف بسلطة اليهود عليها ويتعامل مع القدس على أنها محتلة- عندما انتخبنا بطريقة نزيهة وشهد لها كل العالم لأن الانتخابات جرت بمطالبة العالم".

وأضاف "عندما فازت قائمة التغيير والإصلاح تنصل عدد كبير من المسؤوليات والاتفاقيات وعندها قام الاحتلال باعتقال 64 نائباً ووزيراً فلسطينياً". وتساءل الوزير: "هل حصل أن اعتقل هذا العدد من الوزراء والنواب وتهمتهم الوحيدة أن الشعب اختارهم وانتخبهم". وأضاف: "رغم تدخل الرئيس محمود عباس وإبلاغ الاحتلال له بأن تنفيذ القرار قد تم تأجيله، قامت قوات الاحتلال باعتقال النائب محمد أبو طير، وفي اليوم التالي وصلت أنا وإخواني للاعتصام في مقر الصليب الأحمر الدولي"

وختم حديثه قائلاً: "نحن في هذه الأيام مرتاحين لحجم التضامن الذي أذهلنا وحتى مديرة الصليب الأحمر قالت أن حجم التضامن يدل على أننا حقاً ممثلون للشعب الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة".