الحديث ذو شجون * بقلم : فايز نصار
نشر بتاريخ: 01/08/2010 ( آخر تحديث: 01/08/2010 الساعة: 17:58 )
نهضة وليست طفرة!
أعلن دولة رئيس الوزراء ، الدكتور سلام فياض انطلاقة كرة السلة الفلسطينية ، من القاعة الكبرى في خليل الرحمن ، برمية مسددة نحو الحلقة ، التي تقوم مقام الهدف في لعبة العمالقة ... الكرة الحمراء – التي سددها رئيس الوزراء لم تلج الشباك ، ولكنها لامست الحلقة .
في كرة السلة – حيث ترتفع غلة النقاط –لا بدّ من مواصلة الرمي والتسديد ، كما حث الحبيب أبو القاسم عليه السلام ، لأنك إذا لم تحصل على النقاط من الرمية الأولى ، فستحصل عليها في الثانية أو الثالثة ، لذلك لا يجب أن يتسلل اليأس بعد الرمية الأولى ، ان كانت غير موفقة ، لأن التالية ستكون صائبة نحو الهدف .
ورغم ذلك فقد تحقق الهدف الأسمى في المحافظة الكبرى ، بهذا الجمع الخير الذي ربا على الثلاثة آلاف متذوق لرياضة قليلة الانتشار في خليل الرحمن ، في افتتاح كرنفالي تزامن مع موسم الذروة في المناسبات الاجتماعية ، ومع الكلاسيكو الخليلي ، الذي حسمه العميد أمام الجيران غزلان الجنوب .
والحق يقال : إن الهدف الأسمى تحقق ، بتدشين قاعة رياضية كبرى ، بمعايير ومواصفات دولية ، وبحضور فريق أوروبي ينتسب إلى المدرسة الاسبانية لكرة السلة ، التي تحتل المراكز المتقدمة في القارة العجوز ، ممثلا باسيفا استوديانتس المدريدي ، الذي نجح في إيجاد موطئ قدم تحت شمس ليغا السلة ، رغم سطوة البرشا والريال على كل شيء في بلاد الأندلس ، ولاذي رفع لاقبعة لإبداع إبداع ، وخسروا بنتيجة ثقيلة ، لا يقلل من قيمتها غياب عدد من نجوم طلبة اسبانيا ، لأن أي فريق فلسطيني في رياضة كرة القدم ، قد لا يضمن لنفسه حتى الفوز على ناشئي فريق يلعب في ليغا كرة القدم .
الأمر إذا يحتاج إلى تحديد الهدف ، بعد قياس الإمكانيات المادية ، والطاقات البشرية ، قبل وضع الآليات الواقية للتنفيذ ، ولان طموحات شعبنا لا تقف أمامها الحدود ، طالما أن نفوسنا كبارا ، وان جسومنا مستعدة للتعب في مرادها ، فان أهدافنا المشروعة في إقامة دولة عصرية ، والمشاركة في الفعل الحضاري ، تزيد في قيمة الهدف .. ولا مشكلة في حساب الإمكانيات المادية المحسوبة ، بل في عدم إمكانية حساب الطاقات البشرية ، التي تقدر تقديرا ، بما يجعل النجاح الحقيقي للهدف منوط بحسن تقدير هذه الإمكانيات .
ويبدو ان القيادة الفلسطينية تحسن تقدير طاقات الشعب الفلسطيني ، الذي لا تقف الحدود أمام طموحاته ، تماما كما أن الحدود لا تقف أمام إرادته الصلبة ، وعزيمته القوية ، واستعداده للتضحية بأي ثمن من أجل هذه الفلسطين التي يحب .
من البداية راهن الختيار الراحل أبو عمار على إرادة هذا الشعب ، الذي خرج من كل معاركه مرفوع الرأس ، وشارك في بناء دول عربية وغير عربية ، لذلك كان القرار الأول بتحويل الأرض المجاورة لسجن الخليل - الذي سيبقى شاها على عذابات عشرات الآلاف من الشباب الفلسطيني – إلى منشاة رياضية عصرية تساهم في تحقيق الهدف الأسمى ، ولما ارتقى أبو عمار إلى جوار ربه ، أكمل فخامة الرئيس محمود عباس المهمة ، وأعطى الضوء الأخضر لانجاز هذا المشروع ، الذي لا تقل حاجة المجتمع له عن حاجته للتحرر ولرغيف الخبز .
والحق يقال : ان دولة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ، قدر أهمية المشروع ، فوضعه على سلم الأولويات ، وأولاه الدعم غير المحدود ، حتى وصل السقف المالي للمشروع إلى أكثر من خمسة ملايين دولار .
ومع تولي اللواء جبريل الرجوب زمام الأمور الرياضية في اللجنة الاولمبية ، بعد نجاحه على رأس اتحاد كرة القدم ، بدا الأخ أبو رامي البحث عن سبل إنجاح الرياضات الفردية والجماعية الأخرى ، فأولى ملف المنشآت الرياضية اهتماما خاصا ، وتابع عن قرب تنفيذ صالة بلدية الخليل الكبرى ، متعاونا مع رئيس البلدية الديناميكي خالد العسيلي ، الذي أصبح للخليل في عهدته صورة رياضية أخرى ، بوجود الاستاد الأخضر ، والقاعة الكبرى ، في انتظار المركز الرياضي لطارق بن زياد ، والمركز الثقافي الرياضي الكوري ، في الطريق نحو الحلم الرياضي الأكبر ، بإقامة المدينة الرياضية الكبرى في المحافظة الكبرى .
إذا يتحقق الهدف الرياضي الفلسطيني الأسمى كلما افتتحت منشاة رياضية .. وكلما استضفنا فريقا أو منتخبا عربيا أو عالميا .. وكلما استطعنا تأهيل فريق يقارع الجوار العربي والمحيط الآسيوي ، والانطلاق نحو العالمية .. وكلما وضعنا قطار رياضة جديدة على السكة السليمة ، كما حصل مع كرة القدم في المحطة الأولى ، وكرة السلة في هذه المحطة ، في انتظار أن يستفز الأمر القائمين على الرياضات الأخرى .
في الزمن الرياضي الفلسطيني الجديد يستطيع الخيرون المراهنة على القيادة الرياضية ، التي تراهن بدورها على إرادة هذا الشعب ... وفي الزمن الرياضي الفلسطيني ، الذي يقوده الرجوب تحولت الرياضي إلى نهضة رياضية شاملة ، ضمن مشروع وطني فلسطيني ، بما يفرح المخلصين على هذه الأرض التي تستحق الحياة ... إنها نهضة شاملة يجب أن تُسقى من الشرايين ، ويجب أن لا تتوقف ، حتى ندحر "الشامتين" الذين فقدوا صوابهم أمام روعة الانجاز ، فذهبوا إلى تقزيم الأمر ، الذي يرونه "طفرة" ، ونكتفي بالرد عليهم بالقول : " شو بيعمل الحاسد مع الرازق؟!"
والحديث ذو شجون