سيدي رئيس الوزراء: نحن نطمع بكرمكم وانا لمنتظرون *بقلم: عمر الجعفري

سيدي رئيس الوزراء .. سيدي اللواء ...ووزارة الشباب ....نحن نطمع بكرمكم وانا لمنتظرون ........

كانت الحافلة تقف امام مدخل المخيم تنتظر الجماهير المؤازرة لعشيقها فريق ابداع الذي سيلاقي فريق استويدنانتس الاسباني ، وقفت بعيدا اخشى الركوب ، مترددا تارة متقدما اخرى بضع خطوات ، أسأل نفسي ماذا سيحل بنا اليوم ، وخاصة وأن المباراة ستجري بحضور رئيس الوزراء الذي اصبح يعرف الكثير عن فريق المخيم ، ونحن ايضا امام مهندس اللقاء اللواء جبريل الرجوب الذي صمم ان يكون لقاء افتتاح الصالة الرياضية في الخليل امام فريق اجنبي "ولازم انبيض وجه الزلمة " ، ونحن امام الخلايلة الذي جاءوا بالالاف يتابعون مباراة في لعبة ليست منتشرة عندهم ولم يملأ رؤسهم الا كرة القدم ، بل نحن امام العالم أجمع حيث ستنقل المباراة في بث حي ومباشر عبر الفضائية الفلسطينية .

في النهاية قررت عدم الذهاب بحجة ان هناك مباراة بكرة القدم على ستاد الخضر ضمن بطولة كأس المرحوم ابو عمار احد قطبيها شباب الخليل والثاني شقيقه فريق الظاهرية فقلت للصحفي الصاعد " وجدي الجعفري " متحايلا : من باب تقسيم العمل اذهب انت الى الخليل لتغطي اخبار افتتاح الصالة وانا سأبقى هنا اتابع مباراة العميد مع الظاهرية .

جاءتني هذه الفكرة الجهنمية بعد ان شاهد فريق الاستويودنتس الاسباني نشامى ابداع قبل ليلة من حفل افتتاح الصالة وتحديدا وهم يتابعون مباراة تتويج الابطال التي جمعت ابداع وتفاهم بير زيت والفارعة ، فقد صرح بعض اعضاء الفريق الاسباني لاحد العارفين باللغة الاسبانية قائلين " هذا هو الفريق الذي سنلعب معه غدا سنغلبه بكل سهولة " هكذا قالوا إذا ما تمت الترجمة بأمانة ، وخاصة ان الكثير من محبي ابداع ومتابعيه وداعميه وناقديه وحاسدية والمتشمتين فيه يجلسون في حفل تتويج الابطال في صالة العمل الكاثوليكي .

بصراحة فكرت كثيرا قبل الذهاب وقلت في نفسي اليوم ستعلق المشانق لفريق ابداع وخاصة ان الكثيرين كان نقدهم لاداء فريق ابداع عندما شارك في الاسكندية لم يكن بناء ولا زالوا يعايرون هذا الفريق الشهم حتى يومنا هذا وكأن من شارك في الفرق الفلسطينية احضر لنا كما تقول والدتي التي تبلغ الثمانيات واكثر من العمر أحضروا " رأس كليب " .

كان الصحفي الابن " وجدي " على اتصال دائم معي ، وأنا دائم الحركة متوترا في ستاد الخضر ، بالرغم من ان مباراة شباب الخليل والظاهرية كانت مثيرة ، وهذا هو حال كل مباريات الشباب والظاهرية فهي مباراة دربي خليلي يحمل في ثناياه القوة والندية والاثارة .

وجاءت جهينة بالخبر اليقين ابداع يتقدم ... ابداع يحافظ على تقدمه ... مدرب ابداع شارك العديد من الناشئين .. الجمهور الفلسطيني ورئيس الوزراء واللواء الرجوب والجميع يثنون ويتفاعلون مع ابناء المخيم .. الذين فازوا على فريق استويودنتس وبفارق .

المصيبة ان فريق ابداع بعد ان فاز قالوا :ان الفريق الاسباني فريق ناشئين ولكن عندما فاز الفريق الاسباني على نجوم الدوري قالوا ان اداء الفريق تحسن . ان هؤلاء المشككون الشامتون الحاسدون المنافقون الافاكون هدفهم هو وأد هذا الفريق الذي خرج من بين الركام ومن ازقة المخيم وكأن كرة السلة اصبحت حكرا لهم ولا ابالغ اذا قلت لو انهم يستطيعوا ان يشقوا الارض لتبتلع هذا الفريق لن يتوانوا عن ذلك ولو لحظة .

هكذا كان المشهد الابداعي وهكذا كان الابطال الذين رفعوا رؤسنا وكما قال اللواء الرجوب قبل اقل من 24 ساعة من المباراة في حفل ختام توزيع جوائز بطولات الاتحاد وفي صالة العمل تحديدا "نحن مع ابداع وكل الجماهير التي ستتواجد غدا خلف فريق ابداع هذا الفريق الطموح المثابر "

لقد انتظر ابناء المخيم فريقهم كما جرت العادة بل اّثر الفريق ان يبقى في الخليل من اجل مغادرة جمهورة بالحافلة التي اقلته لحضور المباراة انتظروا حتى عاد فريقهم ، بعد ان غمرهم ابناء مدينة خليل الرحمن بكرمهم فأكلوا المنسف العربي في ظل كرم خليلي معروف لتعود القافلة قبل منتصف الليل بقليل أمام سعادة وفرحة وتصفيق الابناء الذين تعودوا على مثل هذه المواقف .

فتحية لكم ايها الابطال الذين رفعتم رؤوسنا ، وتحية لرئيس الوزراء ومثلها للواء جبريل الرجوب وتحية للخليل الجارة البطلة واخص بالذكر رئيس بلديتها المقدام ، مبروك لهم ولنا هذه الصالة احدى " عجائب فلسطين " وأسمح لي سيدي رئيس الوزراء وسيدي اللواء جبريل ان اتقدم لكم ووزارة الشباب والرياضة من خلال وكيلها ابو زيد بطلب من ابناء المخيم أليس هذا الفريق الذي شاهدتموه بحاجة الى بناء صالة مماثلة له ، وخاصة ان فريقنا الذي يحمل هّم الوطن واللجوء والهوية هو صائد البطولات والانجازات .

نحن نطمع بكرمكم وانا لمنتظرون ......

* عضو ادارة نادي ابداع الرياضي