صيّادة غزة.. وللنساء نصيب من البحر أيضا
نشر بتاريخ: 02/08/2010 ( آخر تحديث: 02/08/2010 الساعة: 18:15 )
غزة- معا- رغم صغر سنها وبراءتها التي سبقت أفعالها كانت، مدلين كلاّب احدى الشخصيات التي نقشتها ريشة الزمن على لوحة الحياة لتجبرنا على الوقوف أمامها احتراما وتقديرا.. هي فتاة لم تتجاوز سن السادسة عشر، تحدت جميع السبل والعوائق التي ارادت ان توقف مسار حياتها وحياة عائلتها متمسكة بسلاح الإرادة التي خلت من عقول وقلوب الكثير في مدينة الحصار غزة.
امتهنت مدلين الصيد بعدما أرهق كاهل والدها المرض فتوقف عن العمل، فأصبحت المنقذة لعائلتها من بحر الفقر الذي لا يرحم لتبدأ العمل وهي في الرابعة عشرة من العمر.
تقول مدلين "لم اختر العمل بالبحر بل هو الذي اختارني، حيث انني منذ نعومة أظفاري وانا اعيش بين أمواجه ورغم انه يؤثر على دراستي وتحصيلي العلمي، إلان انني احاول الا اجعله عقبة في حياتي بل سلم يوصلني لحياة افضل وعيشة كريمة".
وأضافت مدلين: "اخوتي لم تتح لهم الحياة تعلم الصيد والسباحة على يد والدي لصغر سنهم فكنت أنا معلمهم ليساعدوني بالعمل".
ومن أحلام مدلين التي ترسمها رغم ضيق حالها هو الحصول على شهاد الدبلوم من وكالة الغوث في تصميم الازياء وذلك لأستكمال ما قامت بالتدريب عليه اثناء دورة تصميم الازياء في مؤسسة اتحاد الكنائس.
وأوضحت مدلين بأن اخاها كايد الذي يبلغ من العمر (15 عاما) اصبحت تعتمد عليه حتى انه في بعض الاحيان عند مرضها يخرج هو للصيد مكانها برفقة اختها ريم والتي تبلغ من العمر ( 13 عاما) "حيث ذهب كايد للعمل في مجال الخياطة لمساعدة أهلي وإعالتهم".
أما ريم التي تشابكت أصابعها الصغيرة بخيطان الغزل لتمسك باحدى الاسماك فتقول: "أنني أحب الصيد والسباحة بالبحر وبالاخص ميعاد جمع الغزل مع أختي مدلين في ساعات مبكرة من الصباح بعد أن نكون وزعناه داخل المياه مساء اليوم الذي يسبقه".
وقاطع الحديث محمد كلاّب والد الفتيات رغم انشغاله باخراج الاسماك العالقة بخيوط الغزل، مؤكدا أن ما يصطاده لا يكفي إلا لقوت يومه، وعندما يكبر البحر وتشتد الرياح فلا يستطيع مد الغزل في البحر لمدة اسبوع.
وقال كلاّب انني افتخر باولادي وافتخر بنفسي، حيث أني لو أراد الله سبحانه وتعالى اخذ امانته فقد علّمتُ بناتي مهنة تكف سؤال حاجتهم وتحميهم من هذا الزمان.