الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي يدعو الى اختطاف شخصية فلسطينية كبيرة وتدمير مؤسسات السلطة والدخول الى المناطق الماهولة

نشر بتاريخ: 28/06/2006 ( آخر تحديث: 28/06/2006 الساعة: 19:17 )
بيت لحم- معا- وصف الكاتب الاسرائيلي ايلكس فيشمان في مقال نشره في صحيفة "يديعوت احرونوت" الجيش الاسرائيلي كملاكم غاضب يقف في منتصف الحلبة ملوحا بقبضته متوعدا ومهددا الا انه لايفعل شيئا سوى تلقي الضربات الا ان قرر اخيرا الوقوف على قدمية والرد على ضربات الخصم .

واضاف فيشمان ان القرار الاسرائيلي الحالي يقضي بالقيام بعملية محدودة في قطاع غزة مضيفا بان القيادة الجنوبية في قوات الاحتلال تلقت اوامر واضحة تطلب منها مد اصابعها الى داخل قطاع غزة واثارة الكثير من الضجيج في سماء غزة دون الجوء الى عملية واسعة من شأنها ان تعطي اسري الجندي الذريعة لقتله .

واشار فيشمان الى الاستعدادت الجارية على الطرف الاخر من المتراس حيث لجأ الفلسطينيون الى تلغيم محاور الطرق وزرع العبوات الناسفة في كل زاوية مع استمرار اعمال التحصين والتخندق الفلسطينية منذ فترة طويلة .

الجيش الاسرائيلي يتحدث عن ضرورة جباية ثمن باهظ من الفلسطينيين حيث تتحدث خطة العملية الواسعة التي اعدها الجيش عن مقتل العشرات من المسلحين الفلسطينيين خلال معارك استنزاف برية وفصل مناطق القطاع عن بعضها والقيام باعمال تفتيش من منزل الى اخر عدا عن التسبب في تأكل قدرة الفلسطينيين على اطلاق الصواريخ باتجاه الاهداف الاسرائيلية وذلك بالتزامن مع تنفيذ عمليات اغتيال تستهدف قادة حماس السياسيين والعسكريين كونهم وجهين لعملة واحدة .

وتطرق الكاتب الى توصية المستوى العسكري بعيد عملية اسر الجندي بقصف مؤسسات الحكم الفلسطينية ومقار القياد التابعة لحركة حماس مشيرا الى انه لم يتبق للجيش حاليا ما يقصفه كون الحكومة والحركة اخلت هذه المقرات والمؤسسات .

واكد الكاتب ان العملية الواسعة التي هدفت الى ايقاع الصدمة بالفلسطينيين وزرع الدمار والقتل بغية اعادة الهيبة لقوة الردع الاسرائيلية لا زالت تنتظر بسبب المخاوف على حياة الجندي الاسير الذي تحول الى بوليصة تأمين في يد السلطة الحمساوية على حد وصفه .

وفي المقابل تدرك اسرائيل ان استمرار ضبط النفس في هذه القضية سيؤدي الى ارتفاع وتيرة الابتزاز واتساع ظاهرة الاختطاف مما سيشكل خطرا على حياة سكان دولة اسرائيل وكذلك تدرك الحكومة الاسرائيلية ان كافة الوسطاء يستغلون الواقعة لتحقيق مكاسب على حساب اسرائيل حيث لا احد منهم مؤهل لعمل شيئ في هذا المضمار، فالمصريون لا يستطيعون الوصول الى محتجزي الجندي وحتى الاعلان عن نشرهم لـ2500 جندي على طول الحدود بهدف منع تهريب الاسير الى خارج قطاع غزة لم يخرج الى ارض الواقع اما اعلان ابو مازن عن اعطائه الاوامر لقواته للبحث عن الجندي فقد اثار ابتسامات الجيش الساخرة عدا عما اثارته المعلومات التي وصلت من السلطة حول مساعي اسماعيل هنية لاطلاق سراح الجندي من سخرية كونه شريك الخاطفين بالحد الادنى من خلال معرفته ان لم يكن في عملية الاختطاف ذاتها وحتى الصراعات المفترضة بين خالد مشعل وقيادات حماس هي من وحي الخيال الاسرائيلي .

وفي معرض تشخيصه للوضع الحالي قال الكاتب بان اسرائيلي موجدة حاليا في مرحلة انتقالية تقع بين ضبط النفس والقيام بعملية كبيرة وفي هذه المرحلة سيؤدي اغتيال اسماعيل هنية او وزير الداخلية او حتى وزير الخارجية الفلسطيني الى الحاق الاذى بالجندي الاسير ولكن يمكن اغتيال احد كبار مساعدي المذكورين حتى نظهر للخصم مدى قربنا منه ومتى نريد تنفيذ ذلك نستطيع المس باي شخص كان .

واضاف فيشمان انه وفي هذه المرحلة لا بد وان تحاول اسرائيل اختطاف احد الشخصيات الكبيرة في حماس واستخدامها كورقة ضغط ومساومة اثناء المفاوضات لاطلاق سراح الجندي وفي هذه المرحلة الانتقالية لن نحتل بيت حانون ولكنا سندخل بعض المكاتب والمؤسسات لنظهر انه بامكاننا ان ندخل مدينة غزة في اي وقت نريد اذا استمر الخصم في اغضابنا عدا عن قدرتنا على قطع الكهرباء والماء واغلاق معابر البضائع .

وانهى فيشمان مقاله بالقول اذا لم تنته قضية الجندي بشكل يرضي اسرائيل فأننا نستطيع تقسيم القطاع الى قطاعين وتدمير مؤسسات الحكم الفلسطينية والدخول الى الاماكن المأهولة رغم ان عملية بهذا الحجم تحتاج الى حشد لوائين عسكريين لكننا سنصل الى هذه المرحلة في حال لم نرض عن حل قضية الجندي الاسير .