الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

طولكرم:المجدلاني يشارك في مهرجان إحياء الذكرى 43 لإنطلاقة جبهة النضال

نشر بتاريخ: 03/08/2010 ( آخر تحديث: 03/08/2010 الساعة: 18:34 )
طولكرم - معا - أكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني - عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور أحمد مجدلاني على تمسك جبهة النضال الشعبي الفلسطيني بالأهداف التي انطلقت من اجلها قبل 43 عاماً من أجل تحقيقها وتمسك شعبنا وقواه بحقوقه الوطنية والمشروعة وبالمشروع الوطني وأهدافه على قاعدة الثوابت والبرنامج الوطني.

وندد مجدلاني باستمرار الانقسام الداخلي المدمر وبالانقسام العربي الذي يغذيه، داعياً القوى إلى إنهاء الانقسام دون أبطاء لاستعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة الشاملة، كما دعا قيادة حماس مجدداً للتوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي أعدت برعاية الشقيقة مصر، لطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ شعبنا، قبل أن تستشري مظاهره المدمرة.

وتوجه الدكتور مجدلاني بهذا الشأن إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل قائلاً : " أن التوقيع على الورقة المصرية يكفل لحماس الانخراط في النظام السياسي الفلسطيني وفي إطار الشرعية بخلاف ما يشاع عن خطر إخراج حماس منه ".

وشدد الدكتور مجدلاني على أهمية صون منظمة التحرير الفلسطينية وتطوير مؤسساتها باعتبارها الكيان المعنوي الجبهوي للفلسطينيين أينما تواجدوا داخل الوطن وفي أقطار اللجوء والشتات، والمرجعية للسلطة الوطنية.

وتوقف الأمين العام أمام عملية السلام والدعوات إلى الانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين قائلاً : " إن نتنياهو، رجل العلاقات العامة الذي يدعو إلى المفاوضات المباشرة في وقت يتبجح فيه علناً بأنه أفشل المفاوضات واتفاقية أوسلو ولا يريد السلام مع الفلسطينيين ولا مع الأمة العربية جمعاء، بل يسعى وحكومته الأكثر تطرفاً وعداءً ببرنامجها وتركيبتها لحقوق الشعب الفلسطيني إلى فرض المزيد من الإجراءات على أرض الواقع تتعارض مع الحد الأدنى من أسس السلام الحقيقي ".

وبخصوص الدعوات الأمريكية للمفاوضات المباشرة قال الدكتور مجدلاني : " إن القضية ليست بشكل المفاوضات بل بمضمونها ومرجعيتها، داعياً لعدم العودة للمفاوضات بضمانات أمريكية التي لم يعد من الممكن الوثوق بها، ودون وقف الاستيطان وتحديد سقف زمني ومرجعيات مع ضمانات من نتنياهو ومن حكومته شخصياً للعودة للمفاوضات ".

جاء ذلك خلال مهرجان إحياء الذكرى الــ 43 لإنطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني والذكرى السنوية الأولى لرحيل الأمين العام لمؤسس د. سمير غوشة في محافظة طولكرم، وذلك في قاعة الجبهة بالمدينة، بحضور محافظ طولكرم العميد طلال دويكات، والمنسق المركزي للقوى الوطنية والإسلامية - أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية د. واصل أبو يوسف، وسكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة داخل فلسطين المحتلة عام 48 المحامي أيمن عودة، وأعضاء المجالس التشريعي والمركزي والوطني، وقادة وممثلو القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الوطنية والأجهزة الأمنية والاتحادات العمالية والنقابية والنسوية والطلابية في المحافظة.

واعتبر المتحدثون خلال المهرجان أن الوحدة الوطنية و ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، الأداة القادرة على مجابهة الضغوط التي تمارسها أطراف خارجية على القيادة الفلسطينية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وفق رؤية واملاءات حكومة اليمين الإسرائيلية المعادية للسلام بزعامة رجل العلاقات العامة بنيامين نتنياهو.

وجاءت هذه التأكيدات في صلب الكلمات التي ألقيت خلال المهرجان السياسي والجماهيري الذي نظمته الجبهة في ذكرى انطلاقتها المتزامنة مع إحياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل مؤسسها وقائدها المناضل د. سمير غوشة.

واستهل الشق الخطابي من المهرجان بكلمة العميد طلال دويكات محافظ محافظة طولكرم، ناقلاً تحيات الرئيس محمود عباس " أبو مازن " لقيادة وكوادر جبهة النضال الشعبي في هذه الذكرى الوطنية العزيزة لفصيل وطني وأساسي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مشيداً بنضال وتضحيات جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وقياداته في مختلف المحطات النضالية.

وندد دويكات بسياسة التهويد والاستيطان وتهويد القدس وفرض الوقائع على الأرض في غمرة الحديث عن المفاوضات وعن عملية السلام والجهود الدولية المبذولة لإحراز تقدما مقدراً أن ما تقوم به حكومة نتنياهو إنما يعبر تماماً عن عقلية الحكومة الإسرائيلية ومواقفها الحقيقية إزاء السلام العادل، مؤكداً أن هذه الممارسات تعطل المفاوضات وعملية السلام وتسعى إلى منع قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، مقدراً أن استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة يندرج ضمن سياستها لترسيخ الانقسام الذي دعا مجدداً إلى إنهائه فوراً كون بقاءه لا يخدم سوى الاحتلال ومخططاته ولاستعادة الوحدة بين جناحي الوطن.

ورأى دويكات أن الزيارات والجهود الدبلوماسية المكثفة التي يقودها الرئيس لدى عواصم صنع القرار والدول والمحافل المؤثرة في مختلف القارات حققت نجاحا لافتا تمثل الإجماع العالمي غير المسبوق على ضرورة إنهاء الاحتلال الذي بدء عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فوقها لإحلال السلام.

وأشاد د. واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية في كلمة ألقاها باسم القوى الوطنية بتاريخ وتضحيات جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وقيادتها ومؤسسيها وفي مقدمتهم القائد الوطني والقومي الكبير، الأمين العام المؤسس د. سمير غوشة، مثمناً مواقفها الوطنية والمبدئية الشجاعة وتمسكها بالثوابت الوطنية وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً لشعبنا الفلسطيني، وأكد أبو يوسف على عدم العودة للمفاوضات المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية في ظل ما تمارسه على الأرض من تهويد واستيطان وتهجير وعدوان وحصار وتنكر للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأكد أبو يوسف أن الوحدة الوطنية خيارنا الوحيد وهي صمام الأمان في مواجهة التناقض الرئيسي المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً أن استعادة الوحدة الوطنية وتقوية وتفعيل منظمة التحرير والتمسك بأهدافها وثوابتها هي المهمة الرئيسية المطروحة أمام شعبنا الفلسطيني وقواه الوطنية، داعياً لإنهاء الانقسام السياسي والجغرافي المضر بمصالح شعبنا والذي لا يستفيد منه سوى الاحتلال وأجنداته ومخططاته العنصرية .

من جانبه، أكد المحامي أيمن عودة سكرتير عام الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في كلمة باسم الجماهير العربية الفلسطينية في أراضي عام 1948 على وحدة الشعب الفلسطيني أينما تواجد وان الوحدة الوطنية قيمة عليل لشعبنا وحركته الوطنية، معرباً عن اعتزازه بالمشاركة في هذا المهرجان السياسي والوطني الهام لأكثر من سبب منها " أن هذا المهرجان يطرح إلى جانب القضايا الوطنية والسياسية قضايا طبقية واجتماعية تجتهد لترجمة الشعار الوطني إلى التفاصيل الحياتية، وأن الذي يحمل همّ الناس فالناس تحمل همه، وتكون جاهزية الناس أكبر للنضال عندما تناضل القيادة من أجل قضاياها الطبقية والحياتية ".

وأكد عودة عمق العلاقة التاريخية والنضالية التي تجمع بين جبهة النضال الشعبي الفلسطيني والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وأنه يعتز بدور جبهة النضال الشعبي في الحفاظ على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية طيلة مسيرتها، كما أن كل يساري وشيوعي يعترف بدور جبهة النضال الشعبي في تمرير كل مستلزمات النضال والمقاومة للشيوعيين في لبنان طيلة سنين عديدة، وأن الجبهة تعتزّ بأن د. سمير غوشة الأمين العام للجبهة لم يفوّت مؤتمرا للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة إلا وشارك فيه شخصياً.

وتحدث عودة حول المفاوضات مؤكداً أن أنها يجب أن تستند إلى ثلاث محددات رئيسية تتمثل بالضمانات والسقف الزمني والمرجعية، وتعرض عودة لقرار مقاطعة منتوجات المستوطنات، مشيدا بهذا القرار، مشدداً أن " الفلسطينيين في إسرائيل " سيدعمون هذا النضال بقوة عن طريق مقاطعة منتوجات المستوطنات والعمل المثابر من أجل أكبر عدد من اليهود الديمقراطيين لتصل نسبة المقاطعة في إسرائيل نفسها إلى نسب عالية جداً.

وتضمن المهرجان الذي أستهل بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء، وتولى عرافة الحفل محمد علوش سكرتير الجبهة في محافظة طولكرم، وقد تخلل الحفل العديد من الفقرات الفنية والدبكة الشعبية على وقع أغاني وأناشيد الجبهة والأغاني الوطنية.