وزير الأشغال العامة :الغارات الإسرائيلية على المنشآت المدنية الفلسطينية خلفت خسائر تقدر بعشرات الملايين من الدولارات
نشر بتاريخ: 29/06/2006 ( آخر تحديث: 29/06/2006 الساعة: 01:37 )
طولكرم - معا - أكد وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة الفلسطينية المهندس عبد الرحمن زيدان ، أن الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على المنشآت المدنية في قطاع غزة ، خلفت خسائر تقدر بعشرات الملايين من الدولارات .
واضاف زيدان في تصريح صحفي ، أن عدم مشاركة رئيس الحكومة إسماعيل هنية والوزراء من قطاع غزة في الاجتماع الحكومي الأسبوعي، جاء بسبب انشغالهم بمعالجة آثار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، وتحسبا من استهدافهم من جانب جيش الاحتلال ، وذلك بعد التهديدات التي وجهت لهم من قبل حكومة الاحتلال بأنهم هدفا لها، مشيرا إلى أن الوزراء يخرجون إلى الشارع عند اللزوم فقط.
واشار المهندس زيدان إلى أن استهداف المنشآت المدنية ، يشير بشكل واضح لا يقبل التأويل، إلى وجود نية مسبقة لقوات الاحتلال لاجتياح قطاع غزة، وهي تختلق اسر الجندي كذريعة لتبرير عملية الاجتياح ، محذرا من نية قوات الاحتلال ارتكاب مجزرة ضد سكان قطاع غزة ، الذي يعتبر من أكثر المناطق في العالم اكتظاظا بالسكان .
وقال الوزير الفلسطيني " إن حجم القوات الإسرائيلية ، والحشود العسكرية الكبيرة التي تحيط بقطاع غزة ، لا تشير إلى أن النية هي فقط تحرير الجندي الإسرائيلي من الأسر، لأن تحرير الجندي لا يحتاج إلى هذا العدد الكبير من القوات وآلات الحرب ، مشيرا إلى أن إسرائيل كانت ترسل في أوضاع مماثلة مجموعة محدودة من جنودها للقيام بعملية عسكرية خاصة ، كتحرير جنود من الأسر ، كما حدث أثناء محاولة تحرير الجندي الإسرائيلي نحشون فاكسمان ".
وقال المهندس زيدان " إن الجندي الإسرائيلي الأسير لم يكن يلعب في قطاع غزة ، بل كان يشارك في عمليات القصف التي يتعرض له القطاع ، والذي أسفر عن استشهاد مئات الفلسطينيين غالبتيهم من الأطفال والنساء ، كما حدث مع عائلة الطفلة الفلسطينية هدى غالية ".
واشار زيدان إلى وجود وساطات تقوم بها جهات لم يحددها ، لنزع فتيل العدوان الإسرائيلي ، داعيا إلى الحفاظ على حياة الجندي الإسرائيلي الأسير ، كما دعا إلى الحفاظ على حياة المليوني فلسطيني الذين يعيشون في قطاع غزة ، وسلامة المنشآت المدنية ، وإلى تحرير 12 ألف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي .
وقال زيدان " لسنا هواة قتل ولا مصاصين دماء ، وإنما نحن شعب يريد أن يعيش بحرية كباقي الشعوب ، مشيرا إلى تزامن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، مع التوقيع على وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني ، بهدف إفشال الحوار الوطني الفلسطيني ، وإحداث نقطة شقاق جديدة بين الفلسطينيين لما فيه مصلحة للدولة العبرية، مؤكدا أن أمل إسرائيل سيخيب ".
وقدر وزير الأشغال العامة الفلسطيني الخسائر الناجمة عن القصف الإسرائيلي للمنشآت المدنية الفلسطينية بعشرات الملايين من الدولارات ، مشيرا إلى أن ثمن محولات الكهرباء التي قصفت يزيد عن عشرة ملايين دولار ، تزود ثلاثة أرباع مليون فلسطيني بالكهرباء ، إضافة إلى قصف 3 جسور رئيسة قيمتها عالية جدا .
وحول التهديدات الإسرائيلية لرئيس الحكومة ووزرائها ، أكد زيدان ، أن الحكومة تأخذ هذه التهديدات على محمل الجد ، وأن هناك استعداد من جانب إسرائيل للمس ليس بوزراء الحكومة ، وإنما بكل فلسطيني ، سواء كان مواطنا أم مسؤولا ، فلا حرمة عن إسرائيل للطفولة أو للشيخوخة .
وأضاف أن هذه التهديدات تؤكد أن الحكومة الفلسطينية في نفس البوتقة مع الشعب الفلسطيني ، فما يصيب الشعب يصيبنا ، ونحن نعلم أن إسرائيل لا تقيم وزنا لحياة البشر ولا للقوانين الإنسانية ،وتحاول دائما زج أنفها في كل شأن فلسطيني .
واشار إلى أنه رغم التهديدات الإسرائيلي بالتعرض للوزراء ولمسؤولي الحكومة، فإن الحكومة ستواصل عملها بانتظام، وأن الوزراء سعيدون بخدمة شعبهم في مثل هذه الظروف ، وأن يكونوا شهداء , مؤكداً إلى أن طواقم وزارة الأشغال بالتعاون مع وزارة المالية بدأت بإصلاح الأضرار التي خلفها القصف الإسرائيلي ، حيث تم فتح طرق بديلة للجسور التي تم قصفها، وتقديم المساعدات لأبناء الشعب الفلسطيني الذين تضرروا من القصف.
واضاف الوزير " إن موقفنا هذا جزء من صمود الشعب الفلسطيني ، الذي استهجن الهجمة الإسرائيلية المبيتة ".
وطالب زيدان كل من بقي لديه ضمير وقدر من العدالة والإنسانية في هذا العالم ، أن يوقف العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف ضرب وإبادة الشعب الفلسطيني ، والتدخل في شؤونه , مضيفاً " إننا نستغرب موقف العالم الذي تحرك من أجل جندي كان يقوم بالقتل يوميا،لقد تحرك رؤساء دول ووزراء خارجية ولم نرى تحرك العالم تجاه القتل اليومي الذي يتعرض له أبناء الشعب الفلسطيني وأطفاله من قبل دولة الاحتلال ".