عطشان يسبح- السياح يهربون من فنادق بيت لحم بسبب انقطاع المياه

بيت لحم- تقرير "معا"- بعد أشهر من انقطاع الماء عن محافظة بيت لحم، وبعد العشرات من التقارير والتقارير المضادة حول الموضوع، لا تزال القصة غير منتهية، بل انها تتفاقم اكثر واكثر وحاجة الناس تزيد فيما صبرهم يقل.

وان كان الامر لا يتخطى مسؤولية المحافظ وسلطة المياه اصلا ولو اعطوا ألف مبرر وذريعة، فان الجموع صارت تشكو للرئيس ورئيس الوزراء قبل الله أن يتدخلا لوضع حل لهذه المشكلة ومعاقبة المسؤولين عن تفاقمها وعدم الاكتفاء بتشكيل لجنة لادارة الازمة او مسؤول متابع للازمة الباقية.

ومن خلال متابعة وكالة "معا" ( لادارة الازمة ) وبعد اتهام الاحتلال طبعا بكل المسؤولية، يتضح ان هناك "عدم كفاءة" في ادارة الازمة ما تسبب في هروب السياح من فنادق بيت لحم ولجوء الناس الى كل الحيل من اجل الحصول على رشفة ماء.

السيدة سمر مديرة فندق شيبرد العريق في بيت لحم قالت غاضبة لوكالة "معا": "ان ما يحدث يفوق كل تصور وان كل مسؤول يأتي لحل المعضلة يزيد من تفاقمها، والغريب ان السلطة لا تزال تحدد شكل البدائل التي يمكن ان تعوض عن انقطاع المياه، فحتى اذا اراد الفندق شراء صهاريج المياه فانه لا يجد".

اما الصحافي "ن.ع" فأكد لوكالة معا انه منذ يومين يتصل باصحاب الصهاريج ولكنهم لا يردون على الهواتف لانهم أعلنوا اضرابا ضد المحافظ !!! وحين توجهت وكالة معا الى اصحاب الصهاريج للتأكد من قضية الاضراب اجاب السيد اياد مرة وهو رجل اعمال وممثل لاصحاب وسائقي الصهاريج في بيت لحم: نعم هذا صحيح نحن اعلنا الاضراب امس الثلاثاء واليوم مستمرون به لان اللجنة التي شكلها المحافظ لادارة توزيع المياه تتحكم بشكل بطئ جدا بالمياه وتمنع عنا سرعة التعبئة وترفض توظيف عامل ضح على مدار ال 24 ساعة بل انه يغلق الصنابير ويعود الى بيته وكأنه في وظيفة عادية في يوم عادي فيما الاهالي يتصلون بنا الاف المرات من اجل الحصول على ماء للشرب.

ويتضح من خلال التحقيق الذي قامت به وكالة "معا" اليومين الماضيين الملاحظات التالية:

اولا: لا تزال محافظة بيت لحم ترتجل الحلول وتعطي الوعودات للمواطنين دون وجود خطة ناجحة لتجاوز الازمة.

ثانيا: ان سلطة المياه في بيت لحم ارتجالية وغير مختصة ومرتبكة واصبحت مثلها مثل اي مواطن تتفاجأ وتحتار وتفكر في حلول بدل عطاء الموطن اجابات وخطط بديلة.

ثالثا: ان اللجنة التي شكلها المحافظ لحل الازمة لا تملك حلولا بديلة، والاهم من ذلك انها لم تكلف نفسها مهمة اعطاء امر لموظفي التعبئة بالعمل 24 ساعة من اجل ضخ المياه ما يترك ازمة خانقة على ملاحقة الحاجيات الضرورية.

رابعا: ان الحصول على المياه في محافظة بيت لحم اصبح رهنا بالكفاءات الفردية لكل شخص وان الذين يملكون مهارات الفهلوة والعلاقات العامة قادرون على الحصول على المياه بشكل اكثر من غيرهم لانعدام وجود نظام واضح او حتى مراقبة.

خامسا:الكثير من الناس في الضفة الغربية لا يسددون فواتير المياه او يحصلون عليها بشكل تسريب ولا يريدون ان يفهموا انهم يتحملون مسؤولية الازمة او ان عليهم معرفة معنى المواطنة ، ومع ذلك يجب تجاوز الازمة والبدء بوضع خطة للحلول منذ الان حتى لا تتفاقم الازمة في السنوات القادمة اكثر واكثر.

محمد وهو تاجر اغنام قال لـ"معا": ان مزرعة البقر والاغنام عندي تحتاج يوميا الى 10 كوب ماء والا فانها ستنفق من العطش، وبسبب لجوء الناس المكثف للصحافة ان تتدخل قال احد الزملاء المحررين من شدة الضيق: لم يبق سوى ان نطلب من رئيس الوزراء ان يطلب من الاجهزة الامنية تولي امر توزيع المياه على المواطنين ، او ان نوجه رسالة اخوية لدولة رئيس الوزراء نطلب فيها تدخله ان نحصل على شربة الماء.

يشار الى ان القران الكريم ذكر 23 نوعا من المياه لكل منها طبيعتها الخاصة وهي:

(1) الماء المغيض: وهو الذي نزل في الأرض وغاب فيها وغاض الماء: قل ونقص يقول تعالى ( وغيض لماء وقضى الآمر) هود44
(2) الماء الصديد: وهو شراب أهل جهنم يقول تعالى (من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد) ابراهيم16
(3) ماء المهل:القطران ومذاب من معادن أو زيت مغلي . يقول تعالى ( وأن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه) الكهف 29
(4) ماء الأرض: الذي خلق مع خلق الأرض ويظل في دورة ثابتة حتى قيام الساعة يقول تعالى(وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض) المؤمنون 18
(5) الماء الطهور: وهو العذب الطيب يقول تعالى ( وأنزلنا من السماء ماءً طهورا) ]الفرقان 48
(6) ماء الشرب: يقول تعالى ( هو الذي انزل من السماء ماء لكم منه شراب ) النحل 10
(7) الماء الأجاج: شديد الملوحة وهو غير مستساغ للشراب يقول تعالى ( مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج) الفرقان 53 ويقول تعالى (هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج) فاطر 12 ويقول تعالى ( لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون) الواقعه 70
(8) الماء المهين: هو الضعيف والحقير ويقصد به مني الرجل لضعف تحمل مكوناته للعوامل الخارجيةيقول تعالى ( ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين) السجدة 8ويقول تعالى (ألم نخلقكم من ماء مهين) المرسلات 20.
(9) الماء غير الآسن: وهو الماء الجاري المتجدد الخالي من الملوثات يقول تعالى واصفا أنها الجنة (فيها انهار من ماء غير آسن) محمد 15إضافة :معنى الآسن: غير متغير الرائحة، والآسن من الماء مثل الآجن، وقد أسن الماء يأسن أسناً وأسوناً إذا تغيرت رائحته.
(10) الماء الحميم: حم الماء: أي سخن، و الماء الحميم: شديد السخونة والغليان
ويقول تعالى (وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم) محمد 15
(11) الماء المبارك: الذى يحيي الآرض وينبت الزرع وينشـرالخيــر يقول تعالى( ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد) ق 9
(12) الماء المنهمر:المتدفق بغزارة ولفترات طويلة من السماء فيهلك الزرع والحرث ويقول تعالى (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) القمر 11
(13) الماء المسكوب: الملطف للأرض ويعطي الإحساس بالراحة للعين يقول تعالى ( وظل ممدود وماء مسكوب) الواقعة 30 _31
(14) الماء الغور:الذي يذهب في الأرض ويغيب فيها فلا ينتفع منه يقول تعالى ( قل أرأيتم أن أصبح ماؤها غورا فلن تستطيع له طلبا ) الكهف41)
(15) الماء المعين: الذي يسيل ويسهل الحصول عليه والإنتفاع به يقول تعالى (فمن يأتيكم بماء معين) الملك 30
(16) الماء الغدق: الوفير يقول تعالى( ولو استقاموا على الطريقة لأستقيناهم ماء غدقا) الجن 16
(17) الماء الفرات:الشديد العذوبة يقول تعالى ( و أسقيناكم ماء فراتا) المرسلات 27
(18) الماء الثجاج: وهو السيل يقول تعالى ( وأنزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا) النبأ 14
(19) الماء الدافق:وهو مني الرجل يخرج في دفقات يقول تعالى ( خلق من ماء دافق) الطارق16
(20) ماء مدين:يقول تعالى ( ولما ورد ماء مدين) القصص 23
(21) الماء السراب: ما تراه العين نصف النهار كأنه ماء يقول تعالى ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء) النور 39
(22) الأنهار والينابيع : الذي يسقط من السحاب فيجري في مسالك معروفة يقول تعالى ( ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض) الزمر 21
(23) الماء السلسبيل : وهو ماء في غاية من السلاسة وسهولة المرور في الحلق من شدة العذوبة وينبع في الجنة من عين تسمى سلسبيلا لأن ماءها على هذه الصفة يقول تعالى ( عينا فيها تسمى سلسبيلا ) الإنسان .
وإذا كان خالصا لا يخالطه شيء فهو قراح.
وإذا كان حارا فهو سخن.و إذا كان بين الحار و البارد فهو فاتر.
وإذا كان باردا فهو فار.
وإذا كان جامدا فهو قارس.
وإذا كان شديد الحرارة فهو حميم.