حملة اسرائيلية سياسية واسعة لتجنيد الرأي العام العالمي حول اجتياحها
نشر بتاريخ: 29/06/2006 ( آخر تحديث: 29/06/2006 الساعة: 08:43 )
بيت لحم - معا - أطلقت وزيرة الخارجية الاسرائيلية"تسيبي ليفني" حملة دبلوماسية واسعة النطاق لتجنيد دول الغرب والعديد من دول العالم الأخرى الى جانبها.
يأتي ذلك في وقت انطلقت فيه قوات الاحتلال بعملية عسكرية ضد قطاع غزة فجر أمس، حيث بدا واضحاً من حملة ليفني، أنها نابعة من القلق من خطر تبدد التعاطف الدولي مع الدولة العبرية، الذي نشأ في الأشهر الأخيرة مع فوز حركة حماس، في الانتخابات الفلسطينية، وتصاعد إطلاق الصواريخ على البلدات الصهيونية، ومن ثم اختطاف الجندي الصهيوني "جلعاد شليت".
وقالت مصادر سياسية مطلعة ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية، أنهت فقط في الأسبوع الماضي جولة في أوروبا أقنعت فيها المسؤولين هناك بأن هناك مصلحة مشتركة بين دولهم والدولة العبرية في ما قالت عنه "في مكافحة الإرهاب الفلسطيني" وهي لا تريد أن يتبدد هذا الانجاز بسبب العمليات الحربية ضد غزة.
وبدأت لفني جهودها السياسية بالاتصال بنظيرتها الأميركية، كوندوليزا رايس، وإبلاغها ان الحكومة قررت اللجوء الى العمل العسكري لتحرير الجندي الأسير، بعد أن فشلت الجهود الدبلوماسية العالمية ورفع الوسطاء أيديهم من الأمل بتحرير الجندي بالطرق السلمية.
وأوضحت لفنى ان الهجوم على غزة لا يرمي لاحتلالها "فنحن لم ننسحب من هناك لكي نعود" حسب قولها، زاعمةٍ أن الهدف الوحيد من الهجوم هو إطلاق سراح الجندي، وقالت انه "في اللحظة التي يعود فيها سالما ستتوقف العمليات الحربية وتعود القوات الاسرائيلية الى مواقعها خارج القطاع، لتواصل الحرب العينية ضد قادة الارهاب".
وفجر أمس أرسلت لفني رسائل شخصية الى وزراء الخارجية في عشرات الدول التي تقيم دولة الاحتلال معها علاقات دبلوماسية، حاولت فيها شرح موقف حكومتها، كما أمرت السفارات الصهيونية في الخارج بالمبادرة الى القيام بحملة اعلامية واسعة في كل دولة لتوضيح الموقف الاسرائيلي، وزودت هذه السفارات بصور تظهر الجندي مع أفراد عائلته ومع صديقته، وتبرز بشكل حاد المأساة الشخصية للعائلة في أعقاب خطف ابنها.
من جهته انضم شيمعون بيريس، نائب رئيس الوزراء الصهيوني ووزير التطوير الاقليمي في حكومة الاحتلال، الى الطاقم الاعلامي العالمي لتبرير العملية الحربية، فأجرى عشرات المقابلات الصحافية، أمس، مع وسائل الاعلام الغربية قال فيها ان "اسرائيل انسحبت من قطاع غزة بمبادرتها حتى يتحرر أهلها من الاحتلال ويتفرغوا لادارة شؤونهم الحياتية وتطوير اقتصادهم. وكلفنا هذا الانسحاب ثمنا اقتصاديا وسياسيا باهظا، لم نطالب أحدا بأن يعوضنا عنه، فما الذي يريده الفلسطينيون منا بعد، لاأفهم. إنهم أسرى لقوى الارهاب التي تخدعهم وتجعلهم يعيشون في أوهام بأنهم قادرون على تصفية اسرائيل. ونحن نثبت لهم ان اسرائيل قوية لا يمكن تصفيتها".
وسئل بيريس عن سبب التسرع في الخروج الى العملية البرية قبل أن تستنفد إمكانيات التفاوض، فأجاب ان "لا أحد تتفاوض معه. فحتى داخل حماس، هناك خلافات حول الموضوع ولم نجد من يعطينا أي بصيص أمل في امكانية تحرير الجندي". على حد زعمه