آليات عسكرية إسرائيلية تحط على سرير مواطن في مدينة غزة
نشر بتاريخ: 05/08/2010 ( آخر تحديث: 05/08/2010 الساعة: 19:08 )
غزة - معا - في أحد البيوت المتواضعة المسقوفة بألواح من الاسبست في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، تستوقفك إبداعات الشاب الفلسطيني عبد اللطيف السدودي الذي صنع العديد من آليات الجيش الإسرائيلي من طائرات وآليات ودبابات ومدفعيات مختلفة بأنواعها ليعرضها على سرير النوم الخاص به نظراً لضيق المكان الذي يسكن فيه.
غرفة نوم عبد اللطيف المتواضعة تحولت لمقصد للعديد من وسائل الإعلام العربية والدولية ليشاهدوا حجم الإبداع المتمثل في النماذج المصغرة لآليات الجيش الإسرائيلي التي جسد فيها الشاب العشريني أدق التفاصيل لطائرات وآليات جيش الاحتلال التي طالما قصفت قطاع غزة.
يقول عبد اللطيف " بدأت قصتي مع هذا الفن بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فأثناء الحرب وعلى بعد أمتار من منزلي قصفت طائرة من نوع اف 16 بيت مجاور لبيتنا ودمرته بالكامل وأثر بي ذلك المشهد كثيراً ليبقى محفوظاً في ذاكرتي".
ويتابع السدودي" حينها بدأت بالتفكير في صنع مجسمات لتلك الطائرات، وبعد انتهاء الحرب وأثناء جلوسي على شاطئ بحر غزة لفتت انتباهي قطعة من الفلين استطعت أثناء فحصي لها أن أنحت عليها وأقطعها لأجزاء عديدة".
ويضيف" بدأت بعدها بالبحث على هذا النوع من الفلين في أسواق غزة لأجد أنه يتم استخدامه في ثلاجات الخضار وأنه رخيص الثمن وهو ما ساعدني على البدء في النحت وصناعة المجسمات منه، وفوراً بدأت في صناعة نموذج طائرة الاف16 التي قصفت منزل جيراننا المجاور" .
ويكمل عبد اللطيف" وبالفعل أذهلت هذه الطائرة الأهل والأصدقاء الذين رأوا في الطائرة أدق التفاصيل للطائرة الحقيقية حيث بدت وكأنها نموذج مصغر لها، وبدأ الجميع يشجعني على الاستمرار وصناعة المزيد من المجسمات".
ويستدرك عبد اللطيف قائلاً " لم أستعن خلال عملي للمجسمات بأي صور للطائرات الإسرائيلية أو أطبق عليها أو أعرف مقاييس معينة، فذاكرتي وصورة هذه الطائرات لم تفارق ولن تفارق مخيلتي بعد أن شاهدت العديد منها وهي تدمر منازلنا في قطاع غزة".
وحول المواد التي يصنع منها عبد اللطيف مجسماته العسكرية يقول " كل ما أستخدمه هو الفلين وأصابع الصمغ والقليل من المحركات الصغيرة التي أحصل عليها عادة من العاب الأطفال المكسرة لتحريك مروحيات الطائرات التي أصنعها".
ويتابع عبد اللطيف " صنعت الإف 16 والأباتشي والعديد من المروحيات وبعدها انتقلت لصناعة الدبابات الإسرائيلية فصنعت المركافاه فخر الصناعة الإسرائيلية وناقلات الجنود وكذلك صنعت الجرافات الكبيرة وصورتها وهي تهدم في منازل المقدسيين نظراً لحجم الأثر التي تركتها داخلي تلك المشاهد".
ويضيف " بعدها انتقلت لتجسيد تراثنا الفلسطيني فصنعت آبار المياه القديمة والحياة عصر أجدادنا وأيام البلاد وفقاً لرواية جدي الذي كان يقطن في مدينة أسدود التي طردنا الاحتلال منها ليبني عليها مستوطناته".
ويأمل عبد اللطيف أن يعرض مجسماته يوماً ضمن معرض يستطيع من خلاله أن يتوسع في صناعاته الفنية بعد أن ضاق منزله بعشرات المجسمات والآليات والطائرات العسكرية التي صنعها.