التخصص الجامعي ما بين الرغبات والامال وبين الواقع والاحتياجات
نشر بتاريخ: 06/07/2005 ( آخر تحديث: 06/07/2005 الساعة: 05:20 )
معا- ربما علينا ان نحذر دوما الانطباع الاولي, وان لا نكتفي بقراءة العناوين اللافته للانتباه, وخصوصا عندما يتعلق الامر بالطالب الفلسطيني, فكثيرا ما نسمع عن كليات جديدة او تخصصات في الجامعات الفلسطينية وعن شدة الاقبال عليها, ثم لا نلبث ان نكتشف ان لا دور للطالب في تحديدها أو حتى في اختيارها, وحتى عن انعدام العلاقة بينها وبين متطلبات سوق العمل الفلسطيني, عل السبب يكمن في عشائرية المجتمع الفلسطيني وتمتعه بقرار الفرد الواحد او السلطة الواحدة, فهو مجتمع يفترض او يفرض وجود ما يوحي بالوجاهة ووظيفة المستقبل, دون اي علاقة باحتياجاتنا او احلام وطموحات طلبتنا, وننظر الى بعض المهن تلك النظرة الدونية المحتقرة, بالرغم من كونها الاكثر احتياجا والاكثر انسانية كالتدريس.
وفي تحقيق صحافي حول التخصص المطلوب في جامعاتنا الفلسطينية ومقابلات اساتذة وطلاب جامعات فلسطينية, نجد ان البعض تأثروا بالفضائيات والاعلام العالمي وان البعض الاخر ممن كانوا ضحايا للقانون العشائري او سلطة الفرد الواحد وهددت احلامهم يطمحون الى رؤية انفسهم من خلال الاخر, وطرف آخر تمسك بتخصصه ودعا الى التركيز عليه والارتقاء به وهؤلاء من اساتذة الجامعات, ولعلهم يرون في ذلك وفي معرفتهم العميقة ومن خلال تجربة طويلة, ان ما يملكونه ايضا سوف يكون طرف خيط في طريق الاصلاح ومدنية المجتمع الفلسطيني وانفتاح ابواب الدولة المنتظرة.
رئيس جامعة بيت لحم الدكتور مناويل حساسيان يرى ضرورة انشاء تخصص الادارة العامة وذلك لان معظم عاملي وزارات السلطة ليسوا ذوي مهارات واختصاصات, مضيفا ان هذا التخصص متوفر وله دعم من الدول المانحة وتم طرح برنامج البكالوريوس على وزارة التعليم العالي الا انها رفضت مبررة ذلك بعدم وجود مدرسين وتم تحويل هذا البرنامج الى برنامج ماجستير في الادارة العامة.
ويرى الدكتور كريم عبد النور رئيس دائرة ادارة الاعمال في الجامعة ضرورة انشاء كلية القانون والاقتصاد وذلك لانه حسب رأيه يرى في الاقتصاد والقانون وجها آخر للسياسة وهو ما يمارسه المجتمع الفلسطيني عشوائيا دون فهمها, مضيفا اننا نتحدث عن القانون في العالم ونحن الابعد عن تطبيقه وممارسته فهو مغيب.
ومن جهته يرى الدكتور زين الدين العواودة عميد شؤون الطلبة ورئيس دائرة اللغة العربية في جامعة بيت لحم ان المجتمع الفلسطيني احوج ما يكون الى عمادة دراسات عليا في البحث العلمي وذلك حسب اعتقاده بان البحث العلمي يمثل عصبا اساسيا للتطوير الفكري والحضاري, حيث يكون مستنبطا من الواقع الفلسطيني ويعكس صورة هذا الواقع فكريا وعلميا وسياسيا واجتماعيا ويسهم في تطوير قطاعات ومؤسسات المجتمع الفلسطيني.
قسطندي الشوملي دكتوراة في وسائل الاتصال والاعلام يعتقد بان انشاء كلية صحافة واعلام مستقلة هي الاحتياج الاول الذي يجب على الجامعة المباشرة بانشائه لانها ستجمع بين الثقافة العربية الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني والعقل الفلسطيني .
واضاف الشوملي بان وجودها سوف يساهم في تجميع ما نثر من ثقافتنا ما بين المنفى والمهجر وهذه اولى الخطوات على درب التلاحم الفلسطيني الفلسطيني.
كما اتفق اغلبية المدرسين على ضرورة وجود كلية مستقلة للصحافة والاعلام مزودة بكافة التجهيزات التقنية واساليب التدريس الحديثة, ويرى بلال سلامة, الاستاذ في التنمية الاجتماعية ان وجود كلية الصحافة من شانه ان يكشف زيف الدعاية العالمية المستخدمة في احتلال العقول العربية التواقة الى كل ما هو مبهر وجديد حتى لو كان على حساب الحقيقة.
اما الطلبة الحالمين والذين اندثرت احلامهم ما بين رغبات وضغوطات العائلة والبيئة وحتمية الواقع من جهة, وما بين ذاتهم وجموحها ورغباتها وتحديد هويتهم المستقبلية من جهة اخرى فقد تفاوتت اراؤهم ما بين الحقوق والصحافة والاعلام, وهنالك ما نسبته 75% من الطلاب يرون ضرورة وجود كلية حقوق وذلك لانه سيحد من القانون العشائري ويطبق سيادة القانون المدني, ويجعلهم اكثر عمقا في فهم السيناريوهات السياسية وما يدور في حلبة الصراع الفلسطيني داخيا وخارجيا ويرفع المستوى الفكري للطلبة البائسين.
وحوالي 20 % من الطلبة يرى ان وجود كلية صحافة واعلام سوف يرفع من المستوى الفكري والثقافي للطلبة ويعمل على تغيير الصورة التي رسمها العالم للشعب الفلسطيني والتي عجزت صحافتنا الحالية عن تغييرها.