التربية وابداع المعلم يعقدون حفلا ختاميا لمشروع التدقيق الاجتماعي
نشر بتاريخ: 05/08/2010 ( آخر تحديث: 05/08/2010 الساعة: 21:04 )
رام الله -معا- عقدت وزارة التربية والتعليم ومركز إبداع المعلم الحفل الختامي لمشروع التدقيق الاجتماعي الذي تخلله عروضا قدمتها فرق طلبة المدارس الأربعة عشر المشاركة في فعاليات المشروع ، امام لجنة التحكيم ، في رام الله.
وقبل بدء العروض تحدث أ. ثروت زيد مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي الى جمع غفير من مدراء ومدرسي وطلبة المدارس وحضور تربوي ، حيث قال ان مفهوم المواطنة اشمل من إحساس الشخص بالانتماء فهو يتسع ليصبح الحافز للعمل والاحساس بالمسؤولية تجاه قضايا المجتمع ، واشار الى ان التربية المدنية مفهوم واسع يشمل القيم والمفاهيم والعادات ، ويشمل الحكم الصالح والمشاركة بأنواعها ، كما انها احساس الفرد بالولاء والانتماء لشعبه وهو ما يدفعه للعطاء الواعي ويحفزه للسؤال والاستكشاف.
واضاف زيد ان المسؤولية والسلطة والسيادة والمشاركة والانصاف التي هي مفاهيم مدنية لا يكفي ان نعرفها انما علينا ان نعيشها، وهذا ما يجعلنا نختلف عن غيرنا من الشعوب فنحن لدينا القابلية للتغيير والحوار والصراحة.
كما قال مدير عام الاشراف والتاهيل التربوي ، ان المساءلة ليست بمعنى ان احمل سيفا والوح به بقدر ما هي السعي نحو التحسين والتطوير في الأداء العام .واشار الى ان مركز ابداع المعلم كمنظمة مدنية متميزة قائلا نعتز بشراكتها والتعاون معها في تنفيذ المشاريع.
من جهته رفعت الصباح مدير عام مركز ابداع المعلم تحدث حول المشروع قائلا :"ان مدرسينا لا زال معظمهم يدرسون مادة التربية المدنية بطريقة تقليدية لا تتناسب مع روح المشاركة والحوار ، الا انه اشار الى ما يمر به المعلم من ظروف اجتماعية واقتصادية ونفسية لا تعزز الى حد ما ايمانه بانه يحمل رسالة في غاية الاهمية".
وبخصوص مشروع التدقيق الاجتماعي (المسؤولية المجتمعية) قال الصباح بانه مرتبط بمشروع المواطنة الذي ننفذه منذ سنوات عده ، وهدفنا من خلاله تطوير مهارات تدريس مادة الاقتصاد لدى المدرسين ، كما هدفنا ايضا تمكين الطلاب والطالبات من منهجية تحليل وتحديد المشكلات واختيار البدائل والبحث في السياسات البديلة القادرة على البناء العادل.
الأستاذ محمد من مدرسة جنين الثانوية قال لأول مرة طلبتنا ينتقلون من حالة تلقي المعرفة إلى حالة إنتاج المعرفة ، بهذه الجملة اختصر تجربة اشتراك الطلبة في مشروع التدقيق الاجتماعي ،وهو المشروع الذي يتناول الاتفاقيات التي تُبرم مع جهات حكومية وأهلية خارجية لتمويل مشاريع عديدة في الأراضي الفلسطينية، و المبالغ التي تُخصص لتنفيذ هذه المشاريع في القرى والبلدات والمدن الفلسطينية سواء كانت مشاريع بنية تحتية او بناء مرافق ومنشأت او غيرها... أين تذهب الاموال المخصصة للمشاريع وما هي آليات صرفها ؟ هل فعلاً تم تنفيذ تلك المشاريع حسب المعايير التي أتُفق عليها مع الجهات المانحة ؟ هل أُعطيت العطاءات لتنفيذ تلك المشروعات للمقاولين بشكل قانوني، فيه من الانصاف والعدالة والنزاهة القسط الأعظم أم ان العلاقات الشخصية والواسطة والمحسوبية لعبت دورها في هذا المجال ؟ هل حققت المشاريع المنفذة جملة الاهداف التي وُضعت من اجلها ام أن هناك تقصيراً ما من جهة ما ؟ وما هو مدى الالتزام باتفاقيات تنفيذ تلك المشروعات وبنودها ؟
من حقي وحقكم ان نتساءل:
عبيرمصلح عضو لجنة التحكيم قالت انه من الضروري ان نصل الى درجة مساءلة القائمين على تنفيذ تلك المشاريع او الاشراف عليها من منطلق ان القانون الفلسطيني يكفل لجميع المواطنين الحق في المعرفة والحصول على المعلومات.
مراد عبد الغني من وزارة التربية والتعليم وعضو لجنة التحكيم اشار الى ان المسؤولية المجتمعية تم ترجمتها فعليا على ايدي فرق عمل تشكلت من مدراء المدارس ومعلمي مادة الاقتصاد ولجان مختارة من الطلبة في اربع عشرة (14) مدرسة من مدارس الضفة الغربية بعد أن تلقوا تدريبا على أصول الشفافية والمساءلة وتحليل الموازنات ضمن مشروع اطلق عليه اسم "المسؤولية المجتمعية او التدقيق الاجتماعي"، وقام بتنفيذه والإشراف عليه منذ بداية العام مركز أبداع المعلم بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي.
الاستاذ خالد كيلاني استاذ الاقتصاد في مدرسة الشيخ عز الدين القسام في يعبد وهو مشرف فريق الطلبة الذي حاز على المرتبة الاولى لما تميزبه الطلاب من عرض موفق وتقديم تقرير متكامل عن مراحل العمل وعن الاستنتاجات والتوصيات ، قال ان مشروعهم تناول مشروع تضمين بئر المياه في البلدة ، بحيث ناقشوا وحللوا معايير التضمين واسبابه والبدائل وكيف تعاملت بلدية يعبد مع هذه المسالة ، وقال ان هدفنا كان مساندة بلدية يعبد ، في تقييم هذا المشروع وهذه المسالة اعتبرناها في غاية الاهمية ان نشرك الطلبة في الاهتمام بقضايا الشان العام ، من جهة نوصل لهم مفاهيم الاقتصاد والتقييم والتدقيق وكتابة التقارير ، ومن الجهة الثانية نساعد على بناء وعرس قيم النزاهة واهمية المشاركة من قبل المواطنين .
احدى طالبات مدرسة ترقوميا الثانوية اعربت عن سعادتها بشدة اثر معرفتها ان فريق مدرستهن حقق الترتيب الثاني بين الفرق المشاركة ، وقالت ان هذا المشروع استطاع ان يفتح لنا ابوابا جديدة من المعرفة ، وشعرنا اننا حتى وان كنا طالبات في الصف العاشر الا ان لنا قيمة عالية واهمية وقدرة على التاثير والتغيير ، واشارت مدرستها ايمان المشرفة على الفريق الى انهن استطعن تغيير نظرة الجمعية النسوية في البلدة ، من حيث ضرورة الاهتمام بالمعايير عند تنفيذ توزيع المشاريع كالحدائق و الابار على الفئات المنتفعة ، وقالت ان الجميع بات يعرف ان هذه الاموال تاتي باسم الشعب الفلسطيني، وليست لحزب او عائلة او حارة ما ، ويجب ان توزع بعدالة.
المعلمة رانية في مدرسة بنات بيت ساحور مشرفة فريق الطالبات الذي حقق الترتيب الثالث ،
اشارت الى مدى التعاون الذي وجدته الطالبات من المشرفين والمنفذين ومسؤولي البلدية،حيث أبدوا ترحيباً حاراً بهذه الفكرة وتعاونوا بشكل جيد مع أعضاء فرق المساءلة من خلال الرد على استفساراتهم وتساؤلاتهم حول المشاريع التي تم الانتهاء من تنفيذها او تلك التي ما زالت في طور التنفيذ.
أسمى ابوصاع مديرة مدرسة بنات دير الغصون قالت اننا في بداية الإعلان عن المشروع ثرنا رافضين وغاضبين وقلنا اننا لا نستطيع ان نمارس الدور الرقابي والتدقيقي على مشاريع نفذت،اولا لاننا اعتقدنا ان هذا ليس دورنا ، وثانيا لخوفنا من اثار التدخل من قبل المدرسة والطالبات في امور كانت حكرا على البعض وعلى الرجال تحديدا ،ولكننا الان نشير الى ضرورة استمرار مشروع التدقيق الاجتماعي وضرورة اتاحة المجال لكافة المدارس الفلسطينية لكي تقوم بمسؤولياتها تجاه ما يجري في البلدات .
الا ان بعض الاساتذة والطلبة كمدرسة بنات المسيرة في شعفاط ومدرسة علي المحتسب في الخليل ومدرسة ذكور دير جرير الثانوية اكدوا ان المسؤولين والمنفذين والمشرفين على المشاريع خبا ترحيبهم وتحول الى حجر عثرة أمام استفسارات تلك الفرق وتزويدها بالمعلومات والوثائق المطلوبة.
لكن الأستاذة عبلة الاخضر مديرة مدرسة علي المحتسب في الخليل أكدت على أهمية هذه التجربة لطالباتها لجهة الحث على المشاركة في امور الشان العام ، وقالت مدرسة الاقتصاد في مدرستها لوزانا الكركي وهي ومشرفة فريق الطالبات الذي حقق ترتيبا متقدما ،ان مشروعهن تميز بضخامة العمل الذي نفذنه، حيث عملت الطالبات على مراجعة بلدية الخليل والجهات المنفذة والمشرفة على تنفيذ مشروع استاد الحسين الرياضي والذي بلغت قيمة عطائه حوالي ثلاثة ملايين دولار ، وأشارت الكركي الى مقدار الجهد الذي بذلنه خلال العام المنصرم ، ولكن أيضا مقدار السعادة التي تحققت للطالبات اثر مشاركتهن في مشروع ريادي كهذا .
وافاد فضل سليمان مدير المشروع في مركز ابداع المعلم , ان هذه تجربة جديدة وفريدة ينفذها المركز كجهد تكميلي وكمساهمة مدنية في الجهود الرسمية والشعبية التي تنادي بزيادة الشفافية والمساءلة . مضيفا ان النزاهة في العمل وهو شعار المؤسسة الممولة(تيري) يجب ان يصبح شعارنا جميعا ،فنحن نسمع الكثير من الاقاويل حول المشاريع وقلة الشفافية والمحسوبية ,وايضا حول ان المشاريع التي تنفذ والاموال التي تصرف لا تحقق اهدافها ولا تصل لمستحقيها لأسباب منها قلة النزاهة والعدالة والانصاف في العمل ،وهذا يؤكد اهمية ان يقوم المواطن بدوره في الرقابة على ما يجري ، لا سيما ان القانون يعطيه الحق بذلك ، حق المعرفة والحصول على معلومات .