الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشبان المسيحية بالخليل تعقد ورشة حول تعزيز ثقافة التضامن مع الاسرى

نشر بتاريخ: 07/08/2010 ( آخر تحديث: 07/08/2010 الساعة: 14:25 )
الخليل- معا- نفذ برنامج تأهيل الأطفال المحررين من المعتقلات الإسرائيلية التابع لجمعية الشبان المسيحية في الخليل، ورشة عمل حول دور المؤسسات في تعزيز ثقافة التضامن والدعم والمناصرة لقضية الأسرى وذويهم.

وتأتي هذه الورشة من خلا الشراكة مع مؤسسة إنقاذ الطفل السويدية وبتمويل من المفوضية الأوروبية، وأقيمت الورشة بالتعاون مع وزارة شؤون الاسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في محافظة الخليل.

وتحدث الأخصائي نادر خلاف من جمعية الشبان المسيحية أن الورشة تكتسب أهميتها في أنها تبحث في مسببات التراجع وغياب ثقافة التضامن مع الاسرى وذويهم والعمل على تحليل الوضع القائم, والبحث في آليات من شأنها أن تستنهض عملية التفاعل والتضامن العملي إلى مستوى يرقى إلى حجم المعاناة النفسية والاجتماعية للأسرى عامة و الأطفال خاصة, ودعم قضيتهم الإنسانية والحقوقية. وتسليط الضوء على تزايد المعاناة للأطفال المعتقلين وارتفاع نسبة الاعتقال في صفوفهم كما تشير الإحصائيات بذلك.

وأوضح بأن برنامج تأهيل الأطفال المحررين يقدم خدمات التأهيل الشامل والنوعي من الإرشاد النفسي والمهني والاجتماعي والأكاديمي للأطفال وأسرهم, وذلك بهدف التقليل من حجم الصعوبات والضغوطات النفسية والاجتماعية الناتجة عن تجربة الاعتقال والتخفيف من آثار ما بعد الصدمة النفسية التي يتعرض إليها الطفل والمساعدة في إعادة دمجهم في أسرهم ومدارسهم ومجتمعهم.

وأشار إلى أن البرنامج ينفذ بالشراكة مع مؤسسة إنقاذ الطفل السويدية وتمويل من المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية ويعمل في كافة محافظات الضفة الغربية والقدس.

هذا وقد شارك في ورشة العمل قرابة الثمانين مشاركا من مدراء ومندوبوا المؤسسات الرسمية والأهلية والدولية ورؤساء البلديات والاعلامين وممثلي النقابات والتنظيمات والقوى السياسية في محافظة الخليل.

وفي مداخلة إبراهيم نجا جرة مدير مكتب وزارة الاسرى في الخليل, حيث تحدث عن المعاناة الحقيقية للأسرى داخل المعتقلات وذويهم من تراجع مستوى التضامن والتقصير الشعبي والجماهيري في المشاركة بالفعاليات والنشاطات الخاصة بمناصرة قضيتهم, والمطالبة بتكثيف الجهود في الارتقاء إلى مستوى يليق بمعنى التضامن الفعلي والحقيقي مع الأسير وأسرته.

وطالب المؤسسات بالعمل على توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلين وفضح ممارسات الاحتلال بحقهم. ودعا إلى تشكيل اللجان الداعمة للأسرى ودعم صمودهم ومؤازرة أسرهم والعمل على إنهاء معاناتهم.

وفي مداخلة أمجد النجار مدير نادي الأسير الفلسطيني تحدث عن ألم الأسير والصعوبات التي يعيشها داخل المعتقلات بشكل مستمر وعن سياسات الإهمال والقمع والتعسف بحق المعتقلين من إدارات السجون.

وأشار إلى الإحباط من تراجع ثقافة التضامن في الشارع الفلسطيني مع الاسرى وأهاليهم وظهر ذ لك من انخفاض حجم المشاركات في الفعاليات الجماهيرية والنشاطات والاعتصامات التي تنفذ في مناسبات تخص الاسرى وغيرها من فعاليات التضامن.

وطالب بأن يكون هذا العام هو عام الاسرى وأن لا يكون فقط مجرد شعار يرفع في الخطابات والتصريحات وإنما يحتاج إلى إجراءات فعلية للتطبيق على ارض الواقع.

وأشار إلى جهود النادي في العمل الحثيث على إنجاز مؤتمر الأسرى الذي سيعقد في مدينة الرباط في المغرب العربي في أكتوبر القادم من هذا العام وأن سبب اختيار المغرب باعتبارها نافذة على أوروبا وجعل قضية الاسرى قضية رأي عام عالمي.

وفي مداخلة أبو عبد السكافي رئيس لجنة أهالي الأسرى, تحدث عن الواقع المؤلم من غياب التضامن وعن إحساس أسر المعتقلين بهذا التراجع وانعكاس ذلك على نفسية الأسير, وأن التراجع لازال يستمر ويتفاقم في العودة والتراجع للوراء, وقال إن قضية الاسرى تحتاج إلى تكاتف وتضافر الجهود لحشد وتعبأة الشارع الشعبي أولا ونقلها إلى العالم الخارجي. مطالبا إنهاء هذه المعاناة التي تؤرق كل أسرة تعيش هذا الواقع.

وبعد المداخلات تم فتح باب النقاش في نفس الموضوع ومن ثم التقسيم في مجموعات عمل مركزة و صغيرة للبحث في مضمون هدف الورشة, و العمل على استخلاص النتائج والتوصيات في مسببات غياب ثقافة التضامن ووضع الخطط والآليات العملية لتفعل ثقافة التضامن, وحشد الدعم الجماهيري والرسمي والإعلامي والدولي للتضامن مع الأسرى وذويهم. وخلصت الورشة بالعديد من التوصيات وكان أبرزها:-

- العمل على الجانب الحقوقي الخاص بالاتفاقية الدولية الخاصة بحماية الأطفال ورفض سياسة اعتقالهم والخطر القائم لتزايد نسبة الاعتقال للأطفال ومخالفته للقانون الدولي الإنساني وآثاره المدمرة على شخصية الطفل ونموه النفسي والعاطفي والاجتماعي والعقلي والسلوكي.
- على منظمة التحرير والحكومة الفلسطينية والتنظيمات والقوى السياسية اتخاذ قرارات فعلية في النزول للشارع الفلسطيني في قيادة التضامن الجماهيري ونقله للعالم الخارجي.
- الأعلام أداة قوية وجزء أساسي في إنجاح أي قضية رأي عام ومطالبة الأعلام الرسمي والمحلي والعربي بإعطاء قضية الأسرى مساحات أكبر في نشرات الأخبار والبرامج الوثائقية عن معاناة الاسرى وأهاليهم, واعتبار قضيتهم من اولويات القضية الفلسطينية.
- العمل على أن تكون قضية المعتقلين الفلسطينيين هي تظاهرة وطنية وثقافية وعربية وسياسية وقانونية وأخلاقية كأن تكون شبيهة بفعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية.
- تدويل قضية الأسرى ووضعها في كافة المحافل الدولية, وأروقة الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي والجامعة العربية والمنظمة الإسلامية والاتحاد الإفريقي.
- العمل على أن تكون قضية الأسرى هي قضية حقوقية وقانونية إنسانية عادلة وليس التعامل معها كقضية اجتماعية تحتاج للخدمات الاغاثية.
- أن تعمل وزارة التربية والتعليم الفلسطينية بإدراج قضية الأسرى في المناهج الفلسطينية بحيث تكون جزءا من التربية المدنية و الوطنية وثقافة الهوية الذاتية الفلسطينية.
- العمل على إدراج كافة المعتقلين ضمن خدمات وزارة الاسرى وخاصة في التعليم الجامعي والمنح الخاصة بالتعليم بغض النظر عن المدة الزمنية التي قضاها الأسير في فترة محكوميته.
- توحيد وتكثيف الجهود بين كافة المؤسسات العاملة مع الاسرى ومؤسسات المجتمع الفلسطيني في إدارة الفعاليات والنشاطات الخاصة بالأسرى وإعطائها بعدا جماعيا ليخدم معنى التضامن الفعلي.
- التأكيد على ضرورة دعم موازنة نادي الأسير الفلسطيني, ودعمه ومؤ آزرته من كافة المؤسسات وقطاعات المجتمع الفلسطيني ليستطيع الاستمرار في مسيرته.
- العمل على تشكيل لجان لمتابعة التوصيات التي تخرج بها الورشة وإنضاجها عمليا.

وفي نهاية الورشة تم عرض فيلم عائد لبيتي ويروي الفيلم قصص حقيقية لأطفال تم اعتقالهم في المعتقلات الاسرائيلة ومن ثم تلقوا خدمات التأهيل النوعي والشامل من برنامج تأهيل الأطفال المحررين وانعكاس اثر العمل النفسي والاجتماعي والمهني والأكاديمي على تقوية فرص إعادة دمجهم.

وقد نال الفيلم إعجاب الحضور بالتصفيق الحار. يذكر أن هذا الفيلم تم إنتاجه من قبل جمعية الشبان المسيحية ومؤسسة إنقاذ الطفل السويدية وبتمويل من المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية ECHO.