الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

شاب يفقد أصابع يده لتوفير لقمة العيش

نشر بتاريخ: 07/08/2010 ( آخر تحديث: 07/08/2010 الساعة: 14:20 )
غزة- معا- لحظة عابرة لم تكن في الحسبان، كأن الروح خرجت من الجسد، وللأسف عندما يفقد الإنسان أغلى ما يملك يرى الحياة كالظلمة، هكذا فقد الشاب طارق هشام بكرون (22 عاما) أصابع يده الساعة الثامنة والنصف صباحا، حيث كان يعمل على ماكينة روول 14ساعة يوميا لتعديل الحديد وكانت مهجورة قبل الحصار المفروض على قطاع غزة.

وقال بكرون وملامحه حزينة إنه يخرج من البيت الساعة الثامنة صباحا حتى التاسعة مساءا لمكان عمله عند عمه أبو عماد، وهذا النظام يوميا حتى يوم الجمعة لا يعرف طعم للراحة وكل هذا لتوفير لقمة العيش، وبعد هذا الألم أقول "قدر الله وما شاء فعل".

وأضاف بكرون والدمع في عينيه "عندما كانت الماكينة مستمرة في تعديل لفة الحديد حدثت مشكلة بقطع السيخ داخلها مما أعاق العمل، وعند اقترابي منه لسحبه كان شديد السخونة ووضعت الكفة للحماية فإذا بها تخطف يدي كلمح البصر ومن الخوف والألم وبقدرة الإله وفضله سحبت يدي وللأسف فات الأوان تم ضغطها بين عجلتي الماكينة".

وقال: عندما رأيت يدي متفجرة وغارقة بالدم أصابتني "سخسخة في روحى" تم نقلي للمستشفى من قبل زميلي احمد أبو جبه والقيام باللازم، إلى جانب ذلك إصابة أخيه وليد في رقبته بالسيخ أيضا.

وأكد هشام والد المصاب أن هذه الماكينة قبل الحصار كانت مهجورة في مكان ما، ولكن بسبب الحصار أصبح لدينا منفعة منها لتعديل الحديد الذي يتم استخراجه من البيوت المدمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو الآتية عبر الأنفاق.

وجهه الوالد رسالة للمجتمع الدولي أن يتم فك الحصار والى متى هذا الصمت العربي ونحن صابرون ولكن الإنسان يصبر عندما يري بصيص من الأمل، للأسف لا نرى أي بصيص ونعيش في نفق مظلم نريد وقفة جدية لإنهاء الحصار لا نملك سوى هذه المقولة لا حول ولا قوة إلا بالله.

وقال أبو عماد بكرون صاحب المتجر أن هذا العمل خطير جدا بالنسبة لنا كالتعديل وبسببه هناك عدة إصابات حيث نلتزم الحيطة والحذر، مضيفا أن الحديد كان يأتي من إسرائيل "لفة طن ونصف" أما الآن تأتي من الإنفاق 50 كيلو حيث يتم قص السيخ" 6 متر" ولكن كل هذا من آثار الإغلاقات المتكررة وأضرارها على الوضع الإقتصادى.

وأضافت أم طارق والدة المصاب "ذهلت عندما شاهدت ابني الذي فقد الإحساس بيده بعد الإصابة"، مؤكدة لو أن المعابر مفتوحة لما وصلنا لهذا الحد خاصة أن الوضع الافتصادى والسياسي غير متكامل واغلب الشبان يبحثون عن عمل اكبر من طاقتهم كالعمل في الأنفاق وغيرها من الأعمال الخطيرة لتوفير لقمة العيش.