الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

لقاء مشترك بين كتلة الجبهة النقابية للسلام وقيادة اتحاد نقابات العمال

نشر بتاريخ: 07/08/2010 ( آخر تحديث: 07/08/2010 الساعة: 19:18 )
سلفيت-معا- في إطار علاقات التعاون والتضامن النقابي" بين كتلة الجبهة النقابية" والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، عقد اليوم في مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين المركزي بمدينة نابلس، لقاء نقابيا مشتركا جمع ممثلين كتلة الجبهة النقابية الديمقراطية للسلام والمساواة وكتلها النقابية في الهستدروت مع قيادة وأعضاء الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، جرى خلاله بحث عدد من القضايا العمالية والنقابية الملحة وذات الاهتمام المشترك.

ضم اللقاء كل من الأمين العام لاتحاد نقابات العمال شاهر سعد ونائبه راسم البياري ووفد الجبهة المكون من الأمين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي محمد نفاع ورئيس كتلة الجبهة النقابية جهاد عقل وعدد من الاعضاء، إلى جانب عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني عاصم عبد الهادي، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح الحاج سمور النتشة، وعدد من أعضاء الأمانة العامة واللجنة التنفيذية لاتحاد نقابات العمال.

وفي بداية اللقاء رحب سعد بزيارة ولقاء وفد الجبهة النقابية والحزب الشيوعي، مبينا أهميتها وضرورتها في ظل الظروف الراهنة والتصعيد الخطير من قبل الجانب الإسرائيلي ضد عمالنا وأبناء شعبنا والأرض والمقدسات الفلسطينية دون ان يحرك احد أي ساكن.

وتحدث الأمين العام عن المشكلات الكبيرة والمتتالية التي يعيشها عمالنا وعاملاتنا يوميا ونقاباتهم نتيجة الأوضاع الاقتصادية والتشغيلية السيئة في ظل استمرار الحصار والاغلاقات وإقامة الجدار والاستيطان وتواصل الاعتداءات اليومية من قبل الجانب الإسرائيلي ومستوطنيه، ذلك عدى حوادث العمل والإصابات والانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها العمال الفلسطينيون داخل الخط الأخضر بشكل يومي.

وبخصوص قرار الرئيس الأخير والسلطة الفلسطينية بوقف ومقاطعة العمل في المستوطنات، قال سعد " نحن مع المرسوم الرئاسي في هذا الشأن من منظور وطني ونضالي، لكن في ظل عدم قدرة السلطة والحكومة على تأمين هذا الكم الهائل من العمال الفلسطينيين في السوق المحلي وفي ظل عدم توفر فرص عمل بديلة تضمن لهم عمل لائق وحياة كريمة، موقف الاتحاد العام والنقابات واضح، أولا توفير البديل المناسب لعمالنا وبعدها مطالبة العمال بالكف عن العمل في المستوطنات".

وأشار الى أن البرامج التشغيلية المعلنة من قبل الحكومة لا تكفي لاستيعاب أكثر من 2000 عامل وعاملة حسب ما تم قراءته من معطيات حتى الآن. وأكد سعد على موقف الاتحاد المعلن من قضية مقاطعة بضائع المستوطنات وشدد على أهمية العمل الموحد والجماعي إقليميا ودوليا لوقف كافة أشكال التعامل مع بضائع المستوطنات وخدماتها وخاصة ان هناك هجمة عنصرية شرسة تحاك ضد أبناء شعبنا ومزارعينا في مختلف مناطق الضفة والقدس وغزة.

ودعا الأمين العام شاهر سعد وبإجماع كافة الاعضاء بالاتحاد، إلى ضرورة أن يكون هناك لجنة نقابية مشتركة لمتابعة قضايا العمال الفلسطينيين داخل الخط الأخضر من إصابات وحوادث عمل وانتهاكات، مشيرا إلى العيادة القانونية التي أعلن عنها الاتحاد وأطلقها على شرف الأول من أيار الماضي بالتعاون والشراكة مع منظمة العمل الدولية، مهمتها تحصيل حقوق العمال والدفاع عن قضاياهم ومتابعتها في مختلف المحافل. وأشار سعد الى المناطق الصناعية الحدودية الإسرائيلية وما تشكله من خطر حقيقي على حياة عمالنا ومستقبل الاقتصاد الفلسطيني، مبينا الويلات التي يعيشها العمال على المعابر الحدودية وحواجز الاحتلال.

وأضاف" هناك ما يزيد على 30 ألف عامل وعاملة فلسطينيين يعملون في المستوطنات وداخل الأراضي المحتلة حسب الإحصائيات والأرقام المتوفرة لدى الاتحاد ، حيث ان 22 ألف منهم يعملون في المستوطنات لا تتابع السلطة الفلسطينية أوضاعهم وقضاياهم ولا تعترف بهم أصلا، مستعرضا ما يتعرضون له من استغلال وتحايل وسرقة من قبل " سماسرة العمل" والمشغلين العرب واليهود ".

وأكد سعد على ضرورة محاربة ما اسماه " الترانسفير الطوعي للشباب" وذلك بفعل عدم توفر فرص عمل وعمل كريم للخريجين والمبدعين من أبناء شعبنا والكفاءات، وتطرق للحديث عن مطالب الاتحاد المتكررة لإقرار الحكومة قانون الحد الأدنى للأجور ، وتفعيل صندوق التشغيل وقانون الضمان الاجتماعي والتأمينات لمساندة عمالنا في ظل الظروف الصعبة الراهنة .

وقال موضحا خلال اللقاء " تربط الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين علاقات قوية وكبيرة مع عشرات الاتحادات والنقابات العمالية الدولية والعالمية وعلى رأسها الاتحاد الدولي لنقابات العمال (ITUC ) ، وذلك من شأنه الإسهام في خدمة أهداف الاتحاد ومساعدته في إيصال أصوات عمالنا وشعبنا للعالم"، وأشار الى تجربة الاتحاد الأخيرة من خلال مشاركته في مؤتمر "فانكوفر" الكندية – اكبر تجمع عمالي نقابي دولي ومشروع القرار الذي قدمه الاتحاد والذي طالب فيه بإنهاء الاحتلال من الأراضي الفلسطينية وضرورة محاربة ومقاطعة بضائع المستوطنات، مثمنا الدور الكبير الذي لعبته المرأة النقابية الفلسطينية في لجنة القرارات داخل المؤتمر وخص بالذكر النقابية فدوى خضر .

وفي نهاية حديثه أكد سعد تطلع الاتحاد العام إلى تعاون مثمر وبناء مع مختلف الأطر والكتل النقابية وجميع الأطراف الصديقة، وعلى رأسها كتلة الجبهة النقابية الديمقراطية للسلام والمساواة لتحقيق مصالح عمالنا وعاملاتنا.

بدوره أكد الأمين العام للحزب الشيوعي محمد نفاع على وطنية الحزب، متوجها إلى كل الأحزاب والكتل العربية والإسرائيلية لان تعمل بشكل عقلاني ومسؤول للنهوض بالواقع العمالي والنقابي، قائلا" نعمل من منطلق الدفاع عن حقوق العمال، وانه يجب تعزيز ثقافة البقاء في الوطن،". وشدد على مسألة التمسك بالثوابت الوطنية رغم كل الضغوط والتحديات التي تمارس، مشيرا ان العلاقة القائمة بين اتحاد نقابات عمال فلسطين والحزب قوية ومتينة ويجب تعزيزها والحفاظ عليها من خلال التعاون والبناء ومضاعفة التنسيق واللقاءات المشتركة ، وتوجه لكافة العمال والنقابيين الفلسطينيين مباركا لهم انتخاب أمينهم العام شاهر سعد نائبا لرئيس الاتحاد الدولي للنقابات مشيرا إلى حجم المسؤولية الملقاة على عاتق هذا المنصب الحساس .

من جهته قال جهاد عقل رئيس الجبهة النقابية الديمقراطية " إننا في بيت الشعب ومن هنا نستذكر جميع شهداء الحركة النقابية الفلسطينية والمناضلين منهم"، لافتا إلى ان هناك حملة عنصرية منظمة تحاك ضد الشعب الفلسطيني، ومؤامرات موجهة ضد الحركة النقابية الفلسطينية يجب التصدي لها بحزم وبشكل منظم من خلال الوحدة والثبات، معربا عن سعادته بإعلان الاتحاد العام الوحدة النقابية بين شقي الوطن في الضفة وغزة، آملا ان تتجسد الوحدة لكل الاتحادات والنقابات الفلسطينية.

مضيفا ، نحن في كتلة الجبهة جزء لا يتجزأ من الحركة النقابية الفلسطينية، ونقدر المنصب الجديد الذي تقلد به الأمين العام سعد لخدمة عمال فلسطين وحمل قضاياهم .

وأشار الى عدد من القضايا العمالية التي تستوجب تحرك عاجل من جميع الجهات النقابية وغيرها والمتمثلة في التحايل على العمال والعاملات والاعتداء عليهم نفسيا وجسديا والتحرش الجنسي للعاملات من قبل المشغلين عدى الأجور المتدنية التي يحصلون عليها.

في حين شدد عاصم عبد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب، على أهمية التعاون الفعال بين مختلف الأطر لتفعيل وتحصيل حقوق عمالنا ، مبينا ان العلاقات النقابية الفلسطينية الإسرائيلية يجب ان تكون فقط لتحصيل حقوق عمالنا وعاملاتنا والحفاظ عليها ، مؤكدا على ضرورة تعزيز دور الاتحاد والنقابات العمالية على كافة الصعد لتمارس دورها الطبيعي في حمل هموم الطبقة العاملة، وأشار الى صعوبة فصل النضال النقابي عن النضال السياسي.

البياري بدوره ثمن الزيارة موضحا انها تأتي في إطار تعزيز العلاقات التاريخية والتعاون المشارك ، مبينا ضرورة إيجاد وإعداد برنامج موحد ومشترك لمواجهة كافة التحديات على الصعيد النقابي والعمالي في فلسطين، وان تكون المرحلة القادمة مسيرة أفعال وترجمة لكل الشعرات التي رفعت من خلال تنفيذها على الأرض.

هذا واتفق الحضور على تشكيل لجنة عمل نقابية مشتركة مهمتها متابعة قضايا عمالنا داخل الخط الأخضر وتحصيل حقوق العمال والدفاع عنهم ، على ان يتم الإعداد والتحضير لها ابتداء من اليوم وعلى ان لا يتجاوز سقف عملها العام، مؤكدين على وضع خطط وبرامج عمل لمواجهة جميع التحديات والمعيقات التي تعترض عمل النقابات وتشكل خطر على عمالنا وعاملاتنا.

وفي نهاية اللقاء قدم وفد الجبهة النقابية والحزب درع تقدير للامين العام شاهر سعد لتوليه منصب دولي نائبا لرئيس الكنفدرالية الدولية للنقابات العمالية ، في إشارة منهم الى ان هذا المنصب تكريما لكل العمال والنقابيين العرب ونصرا لقضيتنا في وجه الاحتلال.