الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أبو مازن يجدد رفضه الذهاب لمفاوضات مباشرة دون مرجعيات

نشر بتاريخ: 08/08/2010 ( آخر تحديث: 09/08/2010 الساعة: 02:23 )
رام الله- معا- وكالات- أكد الرئيس محمود عباس مجدداً ان الفلسطينيين مستعدون للذهاب الى المفاوضات المباشرة اذا توفّرت المرجعيات.

وقال الرئيس عباس في كلمة في افتتاح مجمّع فلسطين الطبي في رام الله بحضور رئيس الوزراء د. سلام فياض، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ووزير الصحة د. فتحي أبو مغلي، وعدد كبير من المسؤولين: "نمر الآن في مرحلة دقيقة جدا في ما يتعلق باستئناف المفاوضات المباشرة وعملية السلام"، مؤكدا ان المرجعيات اللازمة لبدء مفاوضات مباشرة تعني "توفّر خارطة الطريق، وأن نعرف الى اين ذاهبون إن كان من خلال مفاوضات مباشرة او غير مباشرة".

وتابع الرئيس: "المهم هو الارضية لهذه المفاوضات وأن يتوقف الاستيطان وأن نعرف حدود الدولة الفلسطينية المستقلة".

وتحدث الرئيس عباس للمرة الاولى عن "مفاوضات سياسية هامة وناجحة مع الحكومة الاسرائيلية السابقة"، موضحاً انها "توقفت لأسباب داخلية لديهم ولم تستكمل".

وقال الرئيس محمود عباس، إننا نسعى إلى للاكتفاء الذاتي في المجال الطبي في فلسطين، ونعمل على توسيع الخدمات الطبية في القدس المحتلة وخاصة في مستشفى المقاصد.

وتابع الرئيس: الصحة أمر في غاية الأهمية للإنسان، وبدون الصحة لا يستطيع أن يفعل شيئا ولا يمكن أن يكون عاملا فاعلا في المجتمع، لذلك الاهتمام بالصحة أمر في منتهى الأهمية والحيوية، ومن هنا تأتي أهمية هذا المجمع الصحي العظيم الذي أهنئ إخوتي الذين عملوا على إنشائه، كما أشكر الدول العربية الشقيقة التي ساهمت في بنائه واعداه وتجهيزه ليكون صرحا طبيا عظيما يستقبل المرضى من كل أنحاء العالم. ومن هنا أيضا لا بد لي أن اشكر الأصدقاء المانحين الذين قدموا ويقدمون لنا الدعم في كافة المجالات.

وقال: أتطلع إلى اليوم الذي أرى فيه أهلنا وإخوتنا وأشقاءنا العرب والمسلمين يأتون إلينا وإلى بلدنا ليروا معاناتنا، وماذا نفعل في هذا البلد لكي نعيش، لذلك دائما وأبدا ارفع صوتي لأنادي أخوتنا الذين دعمونا والذين لم يدعمونا، الذي دعمونا لكي يروا نتيجة دعمهم لنا، على أرض الواقع.

وأضاف الرئيس: إن الصحة هي مشافى وأبنية وأطباء ومعدات، وهذا كله مهم، وأن يكون المبنى قادر على أن يستوعب الناس، وأن يكون هناك أطباء قادرين على أن يعالجوا الناس، والأدوات التي يستعملها الأطباء، ولكن هذا غير كاف.

وتابع: لا بد من توفر أمرين هامين، وهما الإدارة التي تجمع كل هذه الأمور، ويتبعها النظافة، وأيضا يتبعها خدمات التمريض، والتي هي أهم من الطب، وإذا لم يكن هناك ممرضين أكفاء قادرين على أداء واجباتهم على الوجه الأكمل من جميع النواحي، فإننا سنرى الطبيب الماهر يجري العملية الناجحة، ومن ثم يموت المريض بعد ذلك بسبب أن خدمات التمريض كانت سيئة.

وأضاف، لا بد أن نعطي هذا الأمر الأهمية القصوى، وأن ندخل المشفى لنرى من البداية أنه ناجح أم غير ناجح، من خلال رؤية النظافة في المشفى ونظافة الممرضين أيضا، وهذا هو الامتحان المهم.

وتابع الرئيس قائلا: يجب علينا أن نعطي هذا الموضوع منتهى الأهمية، وإلا سيكون عملنا فاشلا، لذلك نريد مشافى نظيفة، وممرضين أكفاء قادرين على أداء واجباتهم على أحسن وجه.

وقال: لدينا أطباء في كل إرجاء العالم، لماذا لا يأتوا إلى أرض الوطن، نأتي بهم إلى هنا لإجراء العمليات في مشافينا بدل تحويل المرضي إلى المشافي.

وأضاف: يجب أن يكون لدينا اكتفاء ذاتي، ونأمل أن لا توقع تحويلات طبية إلى الخارج بعد اليوم بقدر الإمكان، بمعنى أن يكون هناك ثقة من قبل المواطن الفلسطيني بالقطاع الصحي.

وتابع: نريد أن ندعم مشافينا وأهلنا في القدس، وأريد أن اذكر أن مشفى المقاصد يريد أن يتوسع ليكون لديه 250 سريرا بدل 150 سرير، وهذا يحتاج إلى 10 مليون دولار، وقمة سرت العربية أقرت 500 مليون دولار لدعم صمود القدس، لذلك ذهبنا إلى الجامعة العربية للحصول على المبلغ، لم نجد قرشا واحدا وصل إليها، وهذا محبط لكن يجب علينا أن نعمل لتوسعة المشفى، وسنوسعه بكل الوسائل، مطالبا الأغنياء الفلسطينيين بالتبرع لمساعدة أهلهم في بناء وطنهم.

وقال: بدأتم في زراعة الكلى، وهذا مهم، ونتمنى أن نبدأ بزراعة القلب ومعالجة أمراض السرطان والأمراض المستعصية، مؤكدا أنه سيقوم بالتوقيع على قانون التأمين الصحي لإدامة النظام الصحي.

وأضاف: هذه الأمور يجب الاهتمام بها لأنه إذا ركزنا على النظام الصحي نبني بلدنا، فلا يكفي أن نبنى فنادق وأن نبني طرق، وهذا كله مهم، ولكن التعليم والصحة هما الأهم.

وتابع الرئيس: إن الإنسان هو المكسب الحقيقي وهو ثروتنا الحقيقية، لأننا لا نملك ثروات طبيعية أو زراعية ولكننا نملك العقل الذي به نستطيع أن نكون من الدول المتقدمة.

وفيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، قال: نحن لا زلنا مصممون على المصالحة، ونريد منهم أن يذهبوا ليوقعوا على الوثيقة المصرية.

وأضاف: "سمعنا مؤخرا أنهم قالوا أنهم يريدون أن يذهبوا بنا إلى الانتخابات ليقصونا، ولكن نحن لا نريد أن نقصى أحدا، ولا نقبل أن نقصي أحدا".

وتابع: "الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وأفكاره وسياساته عليه أن يتعايش مع بعضه البعض أيا كانت أفكارنا أو عقائدنا، نحن نريد أن نعيش مع بعضنا البعض".

واستطرد قائلا: "الحكم بيننا هو صندوق الاقتراع، ولكن لا يعني هذا أننا نريد أن نقصي أحدا، فلقد ذهبنا إلى صندوق الاقتراع عام 2006 بإرادتنا مع إننا كنا نعلم أننا سنخسر، وبالرغم من ذلك ذهبنا لأن الشرعية شرعية ولا أحد يستطيع أن يتجاوز الشرعية".

وجدد الرئيس، مطالبه حركة حماس بالتوقيع على الوثيقة المصرية، قائلا: وقعوا على الوثيقة ولنذهب إلى الانتخابات، واتركوا للشعب الفلسطيني أن يحكم. ولكن بدون الوحدة الوطنية وبدون وحدة الأرض والشعب لا يوجد حل سياسي، وبالتالي لا يوجد دولة فلسطينية مستقلة، الدولة المستقلة تأتي من خلال الوحدة الوطنية، لذلك للوحدة الوطنية الأولوية، وعلينا جميعا العمل على تحقيقها لنصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

بدوه قال وزير الصحة د. فتحي أبو مغلي، نفخر اليوم بتقديم هدية غير مسبوقة للرئيس والشعب الفلسطيني، وذلك بتوطين الخدمة الطبية داخل الوطن، والاستغناء بالتدريج عن التحويلات الطبية.

وأضاف: إن إجراء أول عملية جراحية لزراعة الكلى في المشافي الحكومية، دليل كبير على تطور الخدمة الطبية المقدمة للمواطن الفلسطيني.

وأشار وزير الصحة، إلى أن تكلفة زراعة الكلى في الخارج كانت تكلف السلطة الوطنية حوالي 20 ألف دولار، بينما تكلفتها في المشافي الحكومية هي خمس هذا المبلغ.

وأكد د. أبو مغلي، أن وزارة الصحة ستعمل على توطين الخدمات الطبية في مشافي الوطن، من خلال الشراكة مع القطاع الأهلي والخاص، من خلال وضع إستراتيجية تهدف إلى تقديم خدمات صحية ذات جودة عالية.

وقال: إن وزارة الصحة قامت خلال السنوات الثلاث الماضية بتطوير الشبكة الصحية في كافة إرجاء الوطن، من خلال تحديث وتطوير كافة أقسام المشافى، وتطوير الكفاءات الطبية.

وأضاف: نتيجة للجهد الكبير الذي بذلته وزارة الصحة في تطوير القطاع الصحي، انخفض حجم التحويل الخارجي، خاصة إلى إسرائيل، إلى أقل من 5% من حجم التحويلات، واستبدالها بالتحويل إلى المشافى في مدينة القدس، والتي بلغ حجم التحويل إليها تقريبا 100%.

وعدد وزير الصحة، الانجازات التي قامت بها وزارة الصحة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لتطوير الشبكة الصحية في فلسطين، كإدخال زراعة القوقعة للمرضى الصم، والتي لاقت نجاحا كبيرا تكلل بزراعة القوقعة لمريضة كندية من أصل فلسطيني جاءت للعلاج في فلسطين بسبب قلة التكاليف مقارنة مع الخارج.

وشدد د. أبو مغلي، على أن تطوير القطاع الصحي، يحتاج إلى مصادر تمويل مستدامة، والتي تحتاج على قانون تأمين صحي إلزامي يحافظ على مصادر التمويل.

من جانبه قال رئيس مجلس أدارة المجلس الفلسطيني للتنمية والأعمار' بكدار' د. محمد اشتية: إن الأشقاء في دولتي الكويت والبحرين، مولوا بناء مشفى الأطفال ومشفى القلب والجراحات التخصصية في مجمع فلسطين الطبي، مما يدل على العلاقات الأخوية بين الشعب الفلسطيني وأشقاءه في الكويت والبحرين.

وأضاف: إن البناء مهم، ولكن الأهم هو العنصر البشري القادر على إدارة هذه المجمعات الطبية، والشعب الفلسطيني لديه القدرة على الصمود والتحدي، نريدها أن تترجم على أرض الواقع.

وشدد د.اشتيه، على ضرورة التركيز على قدرة الشعب الفلسطيني على الإبداع والتميز، مشيرا على أن الطاقات الفلسطينية تشغل أعظم المشافى في العالم، يجب الاستفادة منها في ارض الوطن.

وأكد في نهاية كلمته، على أن الإبداع الإنساني هو الذي يجعل للمادة قيمة، وبالتالي فان الإبداع الفلسطيني سيجعل من هذا المجمع رمزا للإبداع.