رفح : ندوة سياسية بعنوان المقاومة الشعبية وأثارها .. وطنياً وعالمياً
نشر بتاريخ: 08/08/2010 ( آخر تحديث: 08/08/2010 الساعة: 19:13 )
رفح -معا- دعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني إلى تفعيل و تصعيد المقاومة الشعبية ضد الإحتلال الإسرائيلي و إجراءاته و ممارساته العدوانية ، و قالت أن المقاومة الشعبية السلمية هى أحد أشكال النضال التي تستطيع كل شرائح و فئات الشعب الفلسطيني المشاركة فيها و أن تكون جزءاً أساسياً منها .
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في قاعة الشهيد محمود أبو مذكور بنادي خدمات رفح بعنوان " المقاومة الشعبية و آثارها .. وطنياً و عالمياً " حضرها حشد غفير من ممثلي الفصائل و القوى السياسية و ممثلي المؤسسات الأهلية و المنظمات الشعبية و لجان الإصلاح و الوجهاء و الشخصيات الوطنية و وفد من حركة التضامن الدولية "ISM"، و تأتي هذه الندوة في إطار الفعاليات التي تنظمها الجبهة لإحياء الذكرى الثالثة و الأربعين لإنطلاقتها و الذكرى السنوية الأولى لإستشهاد القائد الوطني و القومي الكبير د. سمير غوشة .
و تحدث في الندوة كل من أنور جمعة عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، و يسري درويش عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني " فدا " ، و نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني ، و إيدي مورميس عضو حركة التضامن الدولية "ISM" .
و أكد أنور جمعة عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خلال كلمته أن المقاومة بكافة أشكالها و صورها هي حق مشروع لكل الشعوب التي ترزح تحت نير الإحتلال و الاستعمار ، و هي حق كفلته كل الأعراف و المواثيق و القوانين الدولية ، و شدد جمعة على أن تغليب شكل من أشكال المقاومة في مرحلة معينة لا يعني إلغاء أو التقليل من شأن و أهمية الأشكال الأخرى ، التي لا بد من التكامل مع بعضها في منظومة واحدة تحقق الأهداف الوطنية التي إنطلقت من اجلها المقاومة .
و قال جمعة أن الشعب الفلسطيني مارس أشكال متنوعة من النضال خلال مراحل نضاله الوطني الطويل ، و قد اتسمت كل مرحلة من مراحل نضاله بتقدم احد أشكال النضال على الأخرى و أحياناً تعايشت أشكال نضالية مختلفة في مرحلة واحدة ، و شدد على أن المرحلة الراهنة تتطلب تفعيل المقاومة الشعبية .
و أضاف جمعة أن المقاومة الشعبية جلبت تأييداً دولياً و دعماً عالمياً لشعبنا الفلسطيني و قضيته الوطنية ، كما خلقت شروخ في المجتمع الإسرائيلي ، و شكلت هاجساً للاحتلال جعلته يوصي في مؤتمر هرتسيليا للأمن القومي الإسرائيلي الذي عقد أواخر كانون ثاني 2010م و يقرر شن حرب بلا هوادة ضد كل من يحاول نزع الشرعية عن إسرائيل في المؤسسات و المحافل الدولية .
و في كلمته أكد يسري درويش عضو المكتب السياسي لحزب فدا أن المقاومة الشعبية هي الأداة المناسبة للفعل الوطني و التي تضمن مشاركة كل أبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة الإحتلال و سياساته العدوانية ، و هي بذلك تختلف عن المقاومة المسلحة و التي تقتصر على عدد مبادر و تحرم المشاركة الجماعية لكافة أبناء شعبنا .
و قال درويش أن الشعب الفلسطيني خاض انتفاضتين شعبيتين أعادتا القضية الوطنية لسلم أولويات العالم و حشدت الرأي العام العالمي لصالح قضيتنا ، و لكن استخدام العسكرة في الانتفاضة قضى عليها و لم يحقق النتائج المرجوة للشعب الفلسطيني .
وقال درويش أن عسكرة الانتفاضة منح إسرائيل الحجج و الذرائع لتبرير جرائمها و حيدت قطاعات واسعة من الجماهير الفلسطينية التي لا تستطيع المشاركة في المقاومة المسلحة .
و في كلمة نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أكد أن المقاومة وسيلة و ليست غاية ، حيث أن الغاية هي إنجاز المشروع الوطني .
و قال غنيم أن هناك أشكال متعددة للنضال و المقاومة ، و الأمر الذي يحدد نجاح أي أسلوب نضالي هو مدى تقريب شعبنا من أهدافه الوطنية ، و ما يضمنه من إشراك قطاعات واسعة من شعبنا في العملية الكفاحية و مدى نجاحه في تجنيد العالم لصالح قضية شعبنا .
و شدد غنيم على ضرورة توفير عوامل النجاح للمقاومة الشعبية من خلال وحدة الشعب و الوطن و النظام السياسي ، و احترام الحريات السياسية و الاجتماعية للشعب ، و توفير مقومات الصمود ، و تبني استراتيجية وطنية قائمة على سياسية الهجوم و ليس ردود الفعل .
و في كلمة إيدي مورميس عضو حركة التضامن الدولية ISM إن المتضامنين الدوليين يتوافدون لدعم المزارعين و الصيادين و سكان المناطق الحدودية الذي يتعرضون لبطش الاحتلال .
و قال أن قوارب و سفن المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كانت تأتي بأعداد قليلة في السابق أما الآن فهي تأتي بأعداد كبيرة ، و دعا مورميس المجتمع الدولي للتحرك لإنهاء الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .
و أكد مورميس أن المتضامنين الدوليين في قطاع غزة جاءوا من أجل الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل نيل حريته و استقلاله و كفاحهم ضد الاحتلال الإسرائيلي غير المشروع و الذي يرتكب جرائم تنافي كل المواثيق و المعاهدات الدولية و مبادئ حقوق الإنسان .
هذا و قد أجمع المتحدثون في كلماتهم على أهمية إنهاء الإنقسام و إستعادة الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني ، و أشادوا بنماذج المقاومة الشعبية المتمثلة باللجان الشعبية لمقاومة الإستيطان و جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية و الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي في قطاع غزة ، و تم الدعوة لأوسع مشاركة شعبية في الفعاليات الوطنية .