الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حكاية وعبرة في الرياضة ** بقلم:منذر قريع

نشر بتاريخ: 08/08/2010 ( آخر تحديث: 08/08/2010 الساعة: 21:05 )
يحكى أن إحدى المؤسسات الرياضية، كانت تتهم بعض أعضاء مجلس أدارتها بالجبروت والتسلط، وكان هناك الفئة الأخرى من مجلس الإدارة، والتي تفننت في شكوى حزنها وهمها إلى الناس، لعل وعسى تجد النصير والحليف.
كثر تناقل الكلام والهمس واللمز، من يتحمل المسؤولية؟ ومن عليه الحق من الطرفين؟ ووجدت الفئة المتهمة، في الحكمة والخبرة، خير رد على جماعة الكلام والهمس واللمز، لعل وعسى أن تفهم وتستوعب وتعود إلى رشدها، وتأخذ دورها.

فتقول الحكاية....
في احد الأيام، تفاجأ الموظفون والإداريون واللاعبون في المؤسسة بوجود لوحة كبيرة معلقة على باب المدخل الرئيسي للمؤسسة تقول: "توفي اليوم الشخص الذي كان يمنع تطور وتقدم ونمو الموظفين والإداريين واللاعبين والمؤسسة في هذا البلد" وفي أسفل اللوحة كتب "برجاء حضور العزاء وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على المتوفى في قاعة النشاطات الكبيرة في المؤسسة.
حزن الجميع شكليا وفرحوا داخليا، واعتقد الجميع أن المتوفي سيكون احد أعضاء الفريق المتجبر في مجلس الإدارة، وبدأ الحديث والنفاق عن المحاسن والمآثر لمجلس الإدارة حتى دون معرفة الشخص المتوفى.

بعد لحظات، طلب احد أعضاء مجلس الإدارة المتسلطة من الحضور بضرورة الوقوف صفا واحدا، من اجل ألقاء نظرة الوداع الأخيرة على المتوفى، وفعلا وبصمت رهيب وقف الجمع أمام باب الغرفة وكأن فوق رأسهم الطير.
تم تنظيم الدخول بالدور، على أن لا يجتمع اثنان عند المتوفى، بحيث لا يدخل شخص ألا عندما يخرج الأخر... وأصيب الجميع بالدهشة.....فكل شخص دخل إلى الغرفة ونظر إلى الكفن داخل التابوت وقرأ لوحة صغيرة بجانبه، خرج غير قادر على الكلام! أو التعبير عما رأى أو قرأ، أو حتى الرد على استفسارات وتساؤلات باقي الحضور! وكأن جن أو شيطان قد مسه، ويغادر المؤسسة بصمت!

غادر الجميع المؤسسة، وبقي بعض أعضاء مجلس الإدارة المتهمين بالتسلط والتخريب والتدمير وحدهم مع التابوت والمتوفى في ظل صمت مقيت!
ترى ماذا رأى الجميع في الكفن؟ وماذا قرؤوا؟

كان هناك مرآة داخل الكفن تعكس صورة كل من ينظر إلى داخل الكفن، أما اللافتة الصغيرة فقد كتب عليها " في هذا العالم، هناك شخص واحد قادر على أن يضع حدا لطموحاتك وتطورك ونموك أنت ومؤسستك، وهذا الشخص هو أنت وأنت فقط". هنا كانت الرسالة، فالمؤسسة بحاجة إلى رجال الأفعال وليس رجال الأقوال، ومن قرر أن يكون في صف القواعد، فلا ضير، وليترك غيره يعمل وليكتفي هو بالصمت والتوقف عن الانتقاد فارغ المحتوى.
العمل المؤسسي بحاجة إلى تشمير عن السواعد، وهذه السواعد التي تكون غالبا من جبلت المؤسسة بعرقها وتعبها، من عاشت أيام المؤسسة بحلوها ومرها، بفرحها وحزنها، الذين حفروا اسم المؤسسة على أجسادهم في الملاعب، وكذلك في العمل الإداري، فبقوا كما هم لم يتغيروا في جهدهم وعطائهم.

حياة الإنسان لا تتغير مع توليه لمنصب أداري، فليس بحاجة إلى تغيير نوعية الصداقات الخاصة به، أو حتى مكان ونوعية العمل أو مصادر دخله وحياته المادية، لتتلاءم مع حياته الجديدة.
تغير حياة الإداري الناجح هو من يتغير عند الحدود التي وضعها لنفسه وعرف قدراته جيدا، راقب شخصيته بدقة وبتمعن، لا يخاف الصعوبات والخسائر، ويعمل نحو الأفضل عبر الثقة بأن يكون دائما فائزا، فليس هناك مستحيل، يخلص العمل لوجه الله، عبر الابتعاد عن اليأس والإحباط والتقاعص والتكاسل.