قوى يسارية وشخصيات مستقلة تعلن تحركا شعبيا لصد الضغوط الخارجية
نشر بتاريخ: 09/08/2010 ( آخر تحديث: 09/08/2010 الساعة: 14:29 )
رام الله- معا- عقدت كل من الجبهتان الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية والشخصيات الوطنية المستقلة مؤتمرا صحفيا في مركز وطن الاعلامي في رام الله للاعلان عن سلسلة تحركات لافشال الضغوط الرامية الى الانتقال من المفاوضات غير المباشرة التي لم تحرز أي تقدم إلى المفاوضات المباشرة.
وتلا هاني المصري المتحدث باسم المستقلين بيانا صادرا عن تلك القوى والشخصيات موجه الى الشعب الفلسطيني يؤكد على ان الذهاب الى المفاوضات المباشرة بدون الاتفاق على مرجعية واضحة وملزمة تقوم على أساس تجميد الاستيطان بصورة كاملة بما في ذلك في القدس، وتتضمن الاستناد إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتحديد السقف النهائي للحل منذ البداية، بحيث يشمل إنهاء الاحتلال عن جميع الأراضي المحتلة عام 1967م، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بالعودة وتقرير المصير بما يشمل حقه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس ستكون له اثار كارثية.
واضاف البيان ان الموقعين عليه يرون انه من منطلق إيماننا بأن الطريق للسلام العادل لا يتحقق عبر مفاوضات بشروط جائرة، نرفض الدخول في مفاوضات مباشرة، أو أية مداخل يمكن أن تجر المنظمة إلى مفاوضات مباشرة بلا مرجعية ولا سقف زمني وآلية تطبيق ملزمة، وبدون دور دولي فاعل ولا ضمانات أمريكية أو دولية حقيقية وبدون التزام إسرائيل بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ونطالب بالصمود في وجه الضغوط الخارجية ورفضها، وندعو للتمسك بهذا الموقف مهما كانت التهديدات و العواقب.
واشار البيان الى إن الاستجابة للضغوط الظالمة ستؤدي إلى الدخول في مفاوضات وفقا للشروط الإسرائيلية ما سيغري بمواصلة ومضاعفة هذه الضغوط على الجانب الفلسطيني ولن يساهم ذلك في تحقيق أهداف الشعب بل إنما سيلحق أضرارا بالغة به، وقد يؤدي الى فشل ومخاطر أكبر واضخم من فشل مفاوضات كامب ديفيد السابقة.
واوضح البيان أن اسرائيل ستستغل مفاوضات في ظل الشروط المطروحة حاليا للتغطية على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية لتهويد وأسرلة القدس، وتسريع الاستيطان واستكمال جدار الضم و التوسع العنصري ونظام المعازل، و استمرار الحصار على قطاع غزة، ويمكن أن تؤدي للتغطية على تنفيذ المخططات "العدوانية" الإسرائيلية ضد أطراف عدة في المنطقة، وستؤدي إلى إنقاذ إسرائيل من حملة الإدانة والمقاطعة الدولية التي تزداد نشاطا عبر قوى التضامن الشعبي الدولي.
وقال: "إن مواجهة الضغوط الخارجية تتطلب استنفار طاقات و جهود وكفاءات الشعب الفلسطيني من أجل الالتفاف حول البرنامج الوطني، وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، لأنها شرط ضروري لا غنى عنه للتصدي للضغوطات الخارجية و جميع التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية".
وأضاف أن إنجاز المصالحة الوطنية يؤدي إلى تحصين وتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية وجعلها قادرة على الصمود في وجه الاحتلال ومخططاته الاستعمارية والتوسعية والعنصرية، ومضاعفة قدرة الشعب الفلسطيني على إنجاز أهدافه في الحرية والعودة والاستقلال، من خلال استنفار قوى الدعم العربي و الدولي المناصرة للقضية الفلسطينية، و الاستثمار الأقصى لحالة التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني التي تتطلب الاستناد إلى عدالة القضية الفلسطينية وتفوقها الأخلاقي، وتوظيف جميع القرارات والتقارير الدولية المناصرة للقضية الفلسطينية خصوصا الفتوى القانونية لمحكمة لاهاي وتقرير غولدستون وتداعيات مجزرة أسطول الحرية، بوصفها توفر فرصة ثمينة جدا يجب استغلالها لملاحقة إسرائيل على احتلالها وجرائمها ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
وتابع: "إننا إذ نصدر هذا البيان الموجه للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، واثقين بأن شعبنا سيعرب عن موقفه المتمسك بحقوقه الوطنية الثابتة بجميع الأشكال الممكنة، وسيفرض إرادته الوطنية المستقلة، معتبرين هذا البيان باكورة سلسلة من التحركات الشعبية السلمية الرامية إلى إفشال الضغوط الخارجية بما يساعد على حماية القضية الفلسطينية والموقف الفلسطيني الصامد في وجه الضغوط".
وقال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية ان حركته تشارك في هذا الجهد الجماعي من قبل عدد من القوى الاساسية والشخصيات المستقلة في الوطن والشتات لحماية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
واضاف البرغوثي "ان الاخوة في غزة تعذرت مشاركتهم لاسباب تقنية في هذا المؤتمر الا انهم حاضرون بيننا ونحن نتحدث باسمهم".
واكد البرغوثي ان الوضع الراهن هو من اخطر الاوضاع منذ عام 48 لان هدف اسرائيل تصفية عناصر القضية الفلسطينية المتمثلة بالقدس وحق العودة واقامة دولة ذات سيادة.
واعرب عن استغرابه من موقف المجتمع الدولي الذي بدا ضغوطا على اسرائيل قبل عام لوقف الاستيطان وانتهى به الامر بضغوط على الفلسطينيين للتعايش مع استمرار الاستيطان مشيرا ان في ذلك تنكرا للقانون الدولي والشرعية الدولية التي تحدثوا بها وتشدقوا بها.
كما اعرب البرغوثي عن خشيته من ان الذهاب الى مفاوضات مباشرة او غير مباشرة في ظل استمرار الاستيطان من ان الفشل سيكون اكبر من فشل كامب ديفيد وان الفلسطينيين اذا ذهبوا للمفاوضات سيتعرضون لضغوط اكبر حيال قضايا اكثر خطورة مثل التنازل عن حقنا في القدس وحق العودة.
واكد ان هذه لحظة للقاء وطني جامع داعيا الى لقاء يجمع كل القوى دون استثناء بعيدا عن الخلافات للوصول الى موقف استراتيجي جماعي يصد تلك الضغوط وتحقيق المصالحة الوطنية لتغيير ميزان القوى لصالح شعبنا.
وقال: "ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين واننا لدغنا من جحر اوسلو بالتوقيع عليه قبل تجميد الاستيطان وان النتيجة كانت ان عدد المستوطنين زاد 300% وان عدد المستوطنات زاد 100%".
واشار الى ان تجميد الاستيطان هو بضاعة فاسدة يعاد ترويجها وانه شاهد في الخليل كيف يتم توسيع المستوطنات رغم القرار المزعوم بتجميد الاستيطان.
وقال ان عملنا الموحد يساهم في تاطير وترسيخ الوحدة الوطنية مؤكدا ان البيان واعتصام الغد عند دوار المنارة برام الله هي بداية لسلسة تحركات لصد تلك الضغوط وان الحياة تثبت اليوم انه ما من قوة افضل للجهات الرسمية الفلسطينية من قوة الشعب الفلسطيني بعد تبخر كل المراهنات على دول عديدة تحولت من قوى مساندة لنا الى ضاغطة علينا للسير في طريق خطير.
واشار الى ان حملة التواقيع على البيان مستمرة وان عدد الموقعين يزيد عن 650 شخصا.
من جانبه قال منيب المصري "اننا جئنا اليوم لنشد على ايادي القيادة الفلسطينية من اجل عدم الرضوخ للضغوط الاميركية التي تمس بمشروعنا الوطني".
واضاف المصري اننا سنظم غدا اعتصاما على دوار المنارة برام الله في اطار سلسلة من التحركات لصد تلك الضغوط عبر عمل مشترك مع القوى المختلفة.
من جهته اكد عبد الرحيم ملوح نائب الامين العام للجبهة الشعبية ان البيان هو موقف مشترك باسم عدد من القوى والشخصيات يدعو جماهير شعبنا في الوطن والشتات واصدقاء شعبنا واشقائنا العرب للوقوف موحدين للتصدي للتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
واضاف ملوح اننا نتعرض لضغوط متعددة من اكثر من جهة من اجل الذهاب للمفاوضات بشروط نتنياهو واليمين الاسرائيلي والتحالف الاميركي الاسرائيلي مشيرا الى المفارقة بين خطاب اوباما 2009 والوقائع على الارض اليوم.
وقال ملوح انه لا شيئ يعلو فوف وحدتنا داعيا الجميع الى الوحدة الوطنية.
واشار قيس عبد الكريم عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الى ان هناك ضغوطا مسلطة على القيادة واننا من خلال هذا التحرك نريد مواجهة تلك الضغوط عبر تعبئة الراي العام الفلسطيني واسناد صمود القيادة لمواجهة تلك الضغوط.
واضاف ان الاستجابة لتلك الضغوط من شأنها ان تقود الى كارثة وطنية لان المفاوضات دون وقف الاستيطان ومرجعية قائمة على اساس قرارات الشرعية الدولية قد تقود الى الانزلاق الى حلول وفق الشروط الاسرائيلية كالدولة ذات الحدود المؤقتة.
واشار الى ان لقاء مع مركزية فتح جرى عقده وان موقف الحركة منسجم مع موقفنا.
اما بسام الصالحي امين عام حزب الشعب فقد اعتبر ان الذهاب للمفاوضات المباشرة هو اعتراف مسبق بالهزيمة وان هدف المفاوضات هو فرض الامر الواقع وسلام الامر الواقع من خلال فرض سلام روماني من قبل اميركا واسرائيل مخالف لقرارات الشرعية الدولية.
ودعا الى مفاوضات تحت رعاية الامم المتحدة وعبر مؤتمر دولي لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وليس مفاوضات على مقاس اسرائيل.
واعرب الصالحي عن خشيته من ان الدفع باتجاه المفاوضات من اجل التغطية على ترتيبات عدوانية في المنطقة وان ما يجري في لبنان ليس صدفة.