الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فاقدو الهوية معاناة لا تنتهي وأمل لا ينقضي

نشر بتاريخ: 10/08/2010 ( آخر تحديث: 10/08/2010 الساعة: 12:28 )
غزة- معا- تتواصل معاناة حوالي خمسة آلاف فلسطيني، ممن يعرفون بفاقدي الهوية، من حقوقهم المدنية والسياسية، منذ عودتهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد تأسيس السلطة الوطنية، وهي معاناة تمتد إلى (16) عاماً ولا تقل بأي حال من الاحوال عن السنوات الفائتة حيث أن سلطات الاحتلال لم تصدر تصاريح زيارة منذ العام 2000.

ويفضي حرمان هذه الشريحة من السكان من نيل حقوقهم المدنية والسياسية إلى انتهاك حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتتلخص معاناة هذه الشريحة الكبيرة من الفلسطينيين في حرمانهم من نيل حقهم في الحصول على الهوية الفلسطينية، التي تتحكم في إصدارها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتمنح حاملها الحق في حرية السفر والتنقل، الذي يتوقف عليه جملة من حقوق الإنسان بالنسبة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وقال مركز الميزان لحقوق الانسان إن استمرار حرمان هذه الفئة من حقها في الهوية، يتسبب في حرمان الآلاف منهم من مجرد الالتقاء بأفراد أسرهم، الذين عاد من تمكن منهم من الحصول على تصريح زيارة، فيما بقى أفراد أسرته في الدول التي قدموا منها.

كما أن بعض من فقد الهوية توفوا بسبب عدم تمكنهم من السفر للعلاج خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يعجز القطاع الصحي عن التعامل مع كثير من الأمراض الصعبة، أو الجراحات الدقيقة والحساسة. فيما يحرم أبناء هذه الشريحة وخصوصا الطلاب من الالتحاق بالجامعات خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب عدم تمكنهم من السفر لعدم حصولهم على الهوية الفلسطينية.

ويؤكد الميزان ان ذلك لا يقف عند الفلسطينيين بل تحرم زوجاتهم من غير الفلسطينيات من حقهن في السفر لزيارة ذويهن، وقد تشتت الكثير من الأسر بعد أن اضطرت بعض الزوجات للمغامرة والخروج من الأراضي الفلسطينية لوداع قريب من الدرجة الاولى على فراش الموت، حيث تمنع قوات الاحتلال من يغادر الأراضي الفلسطينية من هذه الشريحة من العودة إليها. ويفاقم من معاناة هذه الفئة استمرار حالة التجاهل والصمت الدولي لقضيتهم كقضية حقوق إنسان.

وامام هذه المعاناة فقد طالب مركز الميزان المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل للضغط على الاحتلال لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، التي تحرم أكثر من خمسة آلاف فلسطيني من أبسط حقوقهم الإنسانية كبشر.

ودعا الميزان السلطة الوطنية لوضع قضة فاقد الهوية على سلم الأولويات لإيجاد حل عادل ومنصف لها، وإنهاء هذا الملف.

واكد المركز على ضرورة أن تتبنى مؤسسات حقوق الإنسان الدولية والإسرائيلية والمحلية قضية فاقدي الهوية ومواصلة الضغط من أجل تمكينهم من حقوقهم الإنسانية.