الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحكومة اسلمت امرها الى الله - رئيس الوزراء فيما يشبه خطبة الوداع : قد يسقط القادة ولكن لن تسقط الراية وستبقى طاهرة

نشر بتاريخ: 30/06/2006 ( آخر تحديث: 30/06/2006 الساعة: 14:07 )
غزة- معا - في نفس اليوم الذي هددت حكومة الاحتلال بقتل رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية في حال تعرض الجندي الاسرائيلي المخطوف للقتل اظهر رئيس الوزراء تحديا للتهديات الاسرائيلية واستهتاره بالموت من اجل مبادئه التي امن بها .

وكانت اسرائيل ابلغت السلطة الفلسطينية بهذا التهديد عبر تسليم الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسالة مفادها بانها ستقتل هنية اذا ما اقدم الخاطفون على قتل الجندي جلعاد شليط كان رئيس الوزراء يستخف بالاحتلال وتهديداته خلال خطبة حماسية ثورية .

والقى رئيس الوزراء اسماعيل هنية خطبة الجمعة في مسجد المحطة بمدينة غزة متحديا تهديدات اسرائيل باغتياله.

وفي خطبة تمحور اساسها على رفع معنويات الجمهور اكد هنية على الثوابت السياسية لحكومته وطلب من الجمهور اللجوء الى الله والصلاة والدعاء والاستغفار وان يرفع الناس ايديهم في الليل الى الله حين يسمعون ضرب الطائرات الاسرائيلية وان الله لن يخذلهم ولن يضيع اعمالهم .

وفي خطبة غلب عليها الطابع الديني والروحاني اسهب رئيس الوزراء للناس كيفية التضرع الى الله والصلاة حتى يعيد الاعداء خاسرين واكد على طاعة الله ورسوله والتوحد والوحدة وعدم التنازع والصبر لان الله مع الصابرين.

اما بشأن اختطاف اسرائيل للوزراء ونواب البرلمان فقال ان اسرائيل ارادت ان تخطف الموقف السياسي لكنها لن تتمكن، و" اننا لن نختار سوى طريق العزة والاسلام والمذلة ليست في قاموسنا او تاريخنا ".

وبتأكيده على ان الله وعد بالنصر المبين، حاول رئيس الوزراء ان يبدد خوف الاطفال من غارات الطائرات الاسرائيلية بقوله " ان اطفالنا رجال لا يخافون وهم يعرفون مغزي الاحتلال واهدافه ".

وردا على التهديدات الاسرائيلية قال : يمكن ان يقتلوا الرجال وان يغتالوا القادة لكنهم لن يغتالوا المواقف ولن تسقط القلاع ولن تسقط الراية ولو ذهب كثير من الناس وان اسرائيل استغلت قصة الجندي لتنفيذ مخطط معد سلفا وخطة مبيته لها اهداف متعددة من بينها تركيع الشعب الفلسطيني وكسر شوكته واذلاله .

لن تتوقف حكومتنا وعملها حتى نسلم الراية طاهرة وشريفة - وصاح ابشروا بالفرج ابشروا فان الفارج الله ، والله اننا مطمأنون لقدره وارادته رغم قصف اسرائيل الجامعات والملاعب الرياضية وشواطئ البحر والمدارس والمنازل .

وحول الرواتب ومضي 4 اشهر دون رواتب - طالب ابناء الشعب بالتعاطف وان يساعد الاغنياء الفقراء ، وان هناك 160 الف موظف فقير مقابل 160 غني وعلى طريقة المهاجرين والانصار طالب بالتكافل والتراحم والتعاطف والصلة وتقديم العون لمواجهة الصعب .

وامتدح ابو العبد اختيار الشعب العظيم الذي انتخب قيادته ومجلسه ما دفع بالاعداء لشن حرب اقتصادية وسياسية " الحرب الشاملة على ارادة الشعب الفلسطيني " .

التهديات سياسة قديمة جديدة ولا تخيفنا لاننا نؤمن ان الاعمار بيد الله وان الله هو المتصرف بالكون ومن هنا واذا اردنا ان نخرج انفسنا من الوضع علينا اولا ان نرضى وثانيا ان نسلم بقدر الله ونمضي بلا خوف ولا رجرجة بل بالثبات والصبر واليقين .

ووصف الحرب الشاملة ضد حكومته بانها مبيتة، كانت نشرتها الصحف الاسرائيلية قبل عملية "كرم ابو سالم" يوم الاحد الماضي، وان الذي حصل لاسرة هدى غالية واطفال حي الشيخ رضوان وخانيونس يثبت ان الخطة مبيته للنيل من ثبات الشعب والمس بثبات الحكومة .

كما ان قصف الوزارت ووزارة الداخلية لن يسقط الحكومة ولا الراية ، ولن يؤثر على مسيرة حكومة اختارها الشعب ، وقد يتغير الوزراء والمسؤولين لكن الحقيقة ان اية حكومة ستشكل لاحقا من هنا وحتى اربع سنوات ستكون على اساس نتائج الانتخابات الشرعية.

وقال ان الاتفاق الوطني لم يفرح الاحتلال ، بل ان العملية العسكرية تهدف لافشال الحوار الوطني - واضاف الامر الاول هو الغاء الاستفتاء والثاني هو تفعيل م. ت. ف والحديث عن العمل على تشكيل حكومة وحدة على اساس قاعدة العمل الوطني بين القوى الاسلامية الوطنية.

واضح ان الحركة الاسلامية لم تغير مواقفها، وانه لا يوجد تغييرات على الثوابت وان هناك حراك على المتغير وليس على الثابت على ساحة المتغيرات.

وحول الهدف الثالث الذي تدعي اسرائيل تحقيقه وهو الحصول على الجندي - وتساءل اذا كان الحل العسكري يوصلهم للجندي ام ان هناك تصورات ومعطيات واهداف اخرى ؟؟؟

واكد ان حكومته وجهت في الساعات الاولى لاسر الجندي نداء للحفاظ على حياته ومعاملته معاملة حسنة، وقال تحركنا على اكثر من صعيد واكد انه تلقى اتصالات عديدة عربية واسلامية واوروبية، للعمل على انهاء الموضوع واشار بالاسم الى الجهود المصرية وجهود الرئاسة لانهاء ازمة الجندي، مشيرا ان التصعيد العسكري الاسرائيلي يصعب الامور.

واكد ان حكومته تتحرك بمسؤولية عالية على مدار الساعة، وطالب ان يتوقف العدوان البري والبحري والجوي، وان يرفع الحصار وان لا يجري المس بالنظام السياسي الفلسطيني المنتخب، لان استمرار اعتقال الوزراء هو لمحاولة هز النظام السياسي وهذا امر من شأنه ان يعقد الامور .

وابدى هنية استهجانه واستغرابه من الموقف الامريكي الذي اعطى لاسرائيل الضوء الاخضر لضرب الشعب الفلسطيني عسكريا .

ولطمأنة مواطني غزة القلقون من قطع التيار الكهربائي ، حاول هنية ان يبث الطمأنينة في نفوس سكان القطاع، فقال :" بالتنسيق مع الرئاسة اجرينا اتصالاتنا لاعادة مولدات الكهرباء خلال ايام - الاحتلال يدمر ونحن نعمر ...الاحتلال يريد الظلام لغزة ونحن نريدها في النور... ولكني اقول لكل مواطن لا تلعنوا الظلام الف مرة بل ليضيء كل منا شمعة حتى يعم النور ...هم يريدون قتل الاطفال والنساء ولكننا دعاة حياة كريمة عزيزة ابية .