الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون * بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 11/08/2010 ( آخر تحديث: 11/08/2010 الساعة: 19:24 )
ضربة معلم !
للأخضر الوحداتي معزة خاصة في قلوب كل الفلسطينيين ، لأنه أصبح رمزا لإبداع رياضيي الشتات ، ونموذجا متقدما لنجاح المخيم الفلسطيني ، في حمل مشعل تراث المعذبين في تجمعات الشتات .

قبل أكثر من ثلاثين سنة ، صعد المارد الوحداتي إلى دوري الأضواء في الأردن الشقيق ، بعد السماح لفرق مراكز لشباب بالمنافسة إلى جانب الفرق الأردنية ... ومن يومها أصبح الوحدات القطب الثاني للكرة الأردنية الى جانب العميد الفيصلي ، الذي كان قبل ذلك يتنافس على زعامة الكرة الأردنية مع الجزيرة والأهلي فقط.

وخلال الثلاثين الماضية كانت العلاقات بين الوحدات ، والاتحاد الفلسطيني والأندية الفلسطينية سمن على عسل ، حيث كان الوحدات يستضيف الأندية الفلسطينية في مباريات ودية في الأردن ، وكان أول فريق أردني حل بفلسطين ، ليلعب أمام اكثر من عشرين ألف عاشق للعرق الأخضر على ملعب الحسين بالخليل ، لتتعدد بعد ذلك الزيارات المتبادلة ، التي شكلت محطات من للاتصال والتواصل الكروي ، الذي عاد بالفائدة على طرفي المعادلة .

وبعد تحسن أداء النجوم الفلسطينيين بدا الوحدات يستفيد من قدرات نجومنا الدوليين ، كما حصل مع خلدون فهد وفادي لافي ، وقبلهم مع خضر عبيد وزاهي النمري وغسان بلعاوي ، وصولا الى نجوم المنتخب الحاليين الثلاثة البهداري وكشكش والعتال .

وقد عادت العلاقة التكاملية الفاعلة بين الاتحاد الفلسطيني- وخاصة في العهد الجديد - والوحدات على الطرفين بالفائدة ، فساهم الوحدات في احتضان نجومنا في عرينه الدافيء ، وساهم نجومنا في جلب البطولات للخزائن الخضراء ، وأخر ذلك المساهمة في ظفر الوحدات بدرع الاتحاد أمام الجزيرة .

ولان الاتحاد الفلسطيني يدرك أهمية تواجد النجوم الثلاثة مع الوحدات في نهائي الدرع ، قبل الناخب الفلسطيني موسى بزاز بعدم التحاقهم بمعسكر المنتخب ، في انتظار التحاقهم برفاق المنتخب الفدائي ، بعد انتهاء مباراة الجزيرة ، وذلك للسفر مع الفيلق الفينيقي الى عاصمة المرابطين نواكشوط ، للعب مباراة ودية ، أحسن الاتحاد الفلسطيني ترتيبها وفقا لأجندة الفيفا ، التي وضع تصورها ميشيل بلاتيني ، وملخصها ان الفيفا تخصص أياما بعينها خلال الموسم تخصص لمباريات المنتخبات الوطنية الرسمية والودية ، ويجب على الأندية خلال هذه الأيام إطلاق سراح نجومها ، وفي حيثيات القرار أن على الاتحادات المحلية أن ترتب أمورها الداخلية ، وتبرمج بطولاتها بما لا يتعارض مع هذه الأجندة الواقعية .

يعني ذلك ... أن الاتحاد الفلسطيني اتبع الأصول في ترتيب المباراة ، وأن الوحدات كان عليه أن يسرح نجوم المنتخب الفلسطيني للالتحاق برفاقهم دون جلبة ، وأن الأمر يعني فقط الوحدات والاتحاد الأردني ، الذي كان عليه أن يحسب مثل هذه الحسابات .

كان على إدارة الوحدات أن تحسن التخطيط والبرمجة ، وتتجه إلى الاتحاد الأردني طالبه تأجيل المباراة ، ولا يجوز لإدارة الوحدات ،التي طالما تعلمنا منها الدروس في التنظيم ، أن تحرم نجوم المنتخب من الالتحاق برفاقهم ، إذا كانت هذه الإدارة تدرك جيدا أهمية تواجد المنتخب الفلسطيني في ملاعب العالم ، حتى لو كانت المباراة ودية ومع منتخب أفغانستان او بنغلاديش ، لأن المنتخب الفدائي يحمل رسالة هذه الأمة ، ويرفع لواء الشعب المعذب تحت كابوس الاحتلال ، وبالتالي فمباراته أهم بكثير من مباراة شرفية على كاس الكؤوس في الأردن .

كان على إدارة الوحدات أن تحسن التصرف ، وتدرك عواقب عدم التجاوب مع مطالب الاتحاد الفلسطيني الشرعية ، لأنه لم يكن بإمكانها حتى مناقشة تأخير نجوم الوحدات في المنتخب الأردني ، ولا دقيقة واحدة لو كانت المباراة للمنتخب الأردني .

نفهم غضب الاتحاد الفلسطيني على تصرف الوحدات ، ونؤيد قرار اللواء جبريل الرجوب بعمل كل ما يلزم لضمان سفر النجوم الثلاثة ، ونقدر انتماء الكشكش والبهداري والعتال لمنتخبهم ، ونتمنى أن تنتهي الأمور عند هذه المحطة ، وتستخلص إدارة الوحدات العبر ، حتى لا تتكرر هذه السابقة ، لأن حيط الاتحاد الفلسطيني ليست قصيرة ، ولأن مصالح الوطن تبقى دائما أهم من مصالح الأندية !

نأمل ذلك .. ولا نتمنى أن نسمع مرة أخرى ما جاء في البيان الوحداتي تعقيبا على القضية ، لأنه لا مِنّة لأحد في خدمة الفريق الأخضر ، الذي يشكل العنوان الكبير للرياضيين الفلسطينيين في الوطن والشتات ، ولا نتمنى أن تمُّن إدارة الوحدات على نجومنا أنها تحتضن إبداعاتهم ، لأن إبداعات نجومنا ترسخت بعرق الانتفاضيين ، وبهمة الرجال ، بما يؤهلهم للعب مع أفضل الفرق في الأردن والوطن العربي ، ولكن هؤلاء يفضلون الوحدات ، الذي ينتمون لألوانه ، والكل يدرك أن ما يحصل عليه نجومنا في الوحدات يستطيعون الحصول عليه هنا في أندية الدوري المحترف .

ضربة معلم .. تلك التي أقدم عليها اللواء جبريل الرجوب ، الذي تعامل مع خروج إدارة الوحدات عن العرف بكل صرامة ، وضمن وجود نجومنا ولو متأخرين في قلب الصحراء الإفريقية ، للمشاركة في رفع الراية الفلسطينية خفاقة .. حتى لو أغضب الأمر إدارة الوحدات ، التي يجب عليها ان تدرك أنه في العهد الرياضي الجديد ، لن يتم التساهل مع من يحاولون تعطيل مراكب المنتخب الوطني لحسابات ضيقة ، في الوطن وفي الشتات على حدّ سواء ! وسنبقى في طليعة محبي الوحدات ، رغم الغضب العارم من تصرف إدارة السيد خوري !

والحديث ذو شجون