d من المقدسيين لا يشعرون بالامان في الظروف الراهنة
نشر بتاريخ: 14/08/2010 ( آخر تحديث: 15/08/2010 الساعة: 09:08 )
رام الله - معا- كشفت نتائج احدث استطلاع للرأي العام حول "واقع الفلسطينيين في القدس الشرقية" أن 64% لا يشعرون بالأمان في الظروف الراهنة، وأن أعلى نسبة شعور بعدم الأمان كانت في منطقة الشيخ جراح والتي تتعرض لعمليات مصادرة واستيلاء على البيوت، تليها مناطق جبل المكبر، مخيم شعفاط، وضاحية كفر عقب، حيث يخشى المقدسيون من عملية سحب بطاقة هوياتهم الشخصية، وتجريدهم من حقوقهم.
ونفذ الإستطلاع برنامج الأمن الإنساني الفلسطيني بالتعاون مع منتدى شارك الشبابي، على عينة عشوائية مقدارها "850" مقدسي من كلا الجنسين موزعين على أحياء مختلفة في مدينة القدس، خلال الفترة الممتدة ما بين 2 إلى 25 /7/2010 . وأوضح منسق برنامج الأمن الإنساني الفلسطيني، سفيان مشعشع، أن النتائج التي توصل لها الإستطلاع سيتم نشرها ضمن دراسة متخصصة حول "وضع الأمن الإنساني في القدس الشرقية "والتي سيصدرها البرنامج بالتعاون مع جهات دولية ، بالإضافة إلى تنظيم ورشة عمل متخصصة لنقاش جملة من القضايا المتعلقة بأوضاع المقدسيين.
وأشار مشعشع الى أن النتائج أظهرت بأن القضية الرئيسية التي تشعر المقدسيين بعدم الأمان، هي الخوف من فقدان الحقوق، خاصة حق السكن والإقامة بنسبة 32% ومن ثم الوضع الإقتصادي بنسبة 29%، وإعتداءات الجيش والشرطة الإسرائيلية بنسبة 14%، منوها الى أن باقي النسب توزعت على قضايا منها الإنقسام الفلسطيني الداخلي والقيود الإجتماعية والعنف داخل الحي أو مكان السكن.وأكدت النتائج زيادة الإعتماد على العائلة والأقارب في حل النزاعات، وأوضحت أن 79% من المستطلعين أنه في حال تعرضهم لمشاكل في مكان سكناهم، فإنهم يعتمدون بالدرجة الأولى على العائلة، وبالمقابل 2% فقط يعتمدون على الشرطة الإسرائيلية، في إشارة واضحة إلى غياب الثقة بهذه الجهة، ومن الملفت للنظر أن 10% يعتمدون على السلطة الوطنية الفلسطينية في حل النزاعات بالرغم من عدم وجود هذه السلطة رسميا في القدس الشرقية وملاحقة الإحتلال لعناصرها.
وأظهرت النتائج أن جريمة تعاطي المخدرات تحتل نسبة 35% والثانية من حيث ترتيبها التي يعاني منها اهل القدس، في حين توزعت باقي النسب على السرقات والعنف الجنسي والقتل.وحول التواصل الاجتماعي، أظهرت نتائج الاستطلاع ان 84% ينظرون بأيجايبة الى علاقتهم بسكان الضفة الغربية وقطاع غزو، بالمقابل ينظر 54% من المستطلعين للعلاقة مع الحكومة الفلسطينية في على أنها سلبية، في حين ينظر الغالبية 87% نظرة ايجابية لعلاقتهم مع فلسطين الداخل(1948).
وأشارت النتائج الى أن 37% فقط يمتلكهم شعور عادي عند ذهابهم الى القدس الغربية مقابل 63% اما يشعرون بعدم الراحة او المراقبة الدائمة او لا يذهبون الى القدس الغربية من منطلقات مبدئية .وقال مشعشع من النتائج الخطيرة التي اظهرتها نتائج الاستطلاع، ان 82% يشعرون بنوع من التميز ضدهم عندما يتواجدوا في الضفة الغربية.
وحول طبيعة العلاقة مع الشرطة الاسرائيلية اوضح ما نسبته 14% فقط ان طبيعة الاتصال الاخير لهم بالشرطة كان من اجل تقديم شكوى، وبالمقابل اوضح 54% ان هذا الاتصال كان من خلال تعرضهم للإحتجاز والإعتقال او الاستجواب من قبل الشرطة الاسرائيلية، في حين اعرب 32% من المستطلعين ان الاتصال بالشرطة كان اثر تعرضهم للمضايقة أو التحرش اللفظي والجسدي من قبل رجال الشرطة.وحول الجريمة الرئيسية في المجتمع المقدسي، أظهرت النتائج ان النزاعات الملكية احتلت الرتبة الاولى وذلك في اشارة واضحة لتأثير الجدار العنصري على الاوضاع الاجتماعية في القدس، حيث اضطر العديد من المقدسيين الى التوجه الى مناطق داخل الجدار خوفاً من فقدان الهوية الزرقاء، وبالتالي فان قلة اماكن السكن جعلت من النزاعات على الملكية ظاهرة واضحة في الوسط المقدسي، ويتوجه 15% من المقدسيين الى مدن أخرى في الضفة الغربية بشكل يومي، و 25% مرة واحدة في الأسبوع، و 25% مرة واحدة في الشهر ، و 20% بين مرة أو مرتين في السنة.
وأفاد 71% من المستطلعين أن نقاط التفتيش هي المشكلة الأولى التي يواجهونها عند ذهابهم إلى الضفة الغربية.وحول إدعاء البعض أن المقدسيين يفضلون العيش تحت السيطرة الإسرائيلية عن السيطرة الفلسطينية، أظهرت نتائج الإستطلاع أن 65% يعارضون ولا يتفقون مع هذا الإدعاء مقابل 35% مع هذا الإدعاء.وحول السؤال عن المشاكل التي يواجهها المجتمع من وجهة نظر المقدسيين، فان مشكلة الإزدحام السكاني تحتل الدرجة الاولى بنسبة 32%، تليها مواجهة المستوطنين بنسبة 22%، وصيانة الشوارع 15% والعنف في الشارع بنسبة 11%، وتوزعت باقي النسب على مشاكل اخرى مثل التلوث والجرائم ومضايقات الشرطة الإسرائيلية.وتؤكد النتائج أن 53% من المستطلعين يعتقدون أنهم لا يتلقون ابدا خدمات تبرر دفع ضريبة" الأرنونا" و 30% إلى حد قليل، و15% إلى حد ما، و 1% إلى حد كبير.
كما وتكشف النتائج أن 47% يدفعون الأرنونا لانهم مجبرين على ذلك، و 35% للحفاظ على الهوية المقدسية، وفقط 13% يدفعون الأرنونا لتلقي خدمات البلدية وصرح غالبية المستطلعين 84%، بأنهم يشعرون بالعنصرية والتمييز من قبل البلدية لأنهم فلسطينيون، ويرى 57% أن الخدمات المقدمة من قبل البلدية سيئة إلى سيئة للغاية ، مقابل 28% يعتبرونها متوسطة، و15% فقط قيموها بجيدة إلى جيدة جدا. ويجد89% ندرة في الحدائق الترفيهية التابعة للبلدية أو أنها نادرة جدا.وحول ظروف السكن، عبر 42% من المستطلعين أنهم قاموا بمحاولة لتوسيع أو تحسين منازلهم خلال السنة الماضية و 58% لم يقوموا بنفس المحاولة،
وأفاد 38% منهم أن صعوبة الحصول على تصريح للترميم يقف حائلا أمام إقدامهم على هذه الخطوة، و33% لعدم قدرتهم المالية، و8% بسبب الخلافات مع الجيران.وأظهرت النتائج أن 13% من المستطلعين تلقوا إشعارا بالإخلاء أو الهدم، ولجأ 37% منهم لرفع قضية بالمحاكم الإسرائيلية من أجل وقف هذا القرار، في حين كان 26% منهم عاجزين ولم يستطيعوا فعل أي شيء، وعبر 73% إما خوفهم الشديد، أو تخوفهم بشكل عام من تلقي إشعار الهدم والإخلاء مقابل فقط 27% لا يوجد لديهم تخوف من هذا القبيل.
وأخيرا تم سؤال المستطلعين حول مشروع القطار السريع في القدس حيث يعتقد 83% من المقدسيين أن السبب وراء هذا المشروع محاولة لتعزيز النفوذ الإسرائيلي أو التأثير في وضع القدس ضمن مفاوضات الحل النهائي، مقابل فقط 19% يرون أن الهدف هو تحسين خدمات المواصلات.من الجدير ذكره أن الإستطلاع تضمن أسئلة حول الأوضاع الصحية والتعليمية وأمور أخرى تخص المجتمع المقدسي، وتم تحليله بالتعاون مع شركة الشرق الأدنى للاستشارات وسيتم نشر مجموعة أخرى من الأرقام والبيانات في التقرير الذي سيتم إصداره من قبل برنامج الأمن الإنساني الفلسطيني