قراقع يدعو الى اعتبار 16 آب من كل عام يوما لشهداء الحركة الاسيرة
نشر بتاريخ: 15/08/2010 ( آخر تحديث: 16/08/2010 الساعة: 11:01 )
بيت لحم- معا- دعا وزير شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع الى اعتبار يوم 16/8 يوما لشهداء الحركة الاسيرة من كل عام تخليدا لذكراهم ووفاء لنضالاتهم وتضحياتهم داخل سجون الاحتلال، حيث بلغ عدد شهداء الحركة الاسيرة 200 شهيدا سقطوا منذ عام 1967.
جاءت اقوال قراقع في الذكرى 23 لاستشهاد الاسيرين بسام سمودي واسعد الشوا في معتقل النقب الصحراوي عام 1988، حيث من المقرر أن تنظم وزارة الأسرى وبالتعاون مع لجنة الإقليم والمحافظة في جنين احتفالا في قرية اليامون في الذكرى 23 لاستشهاد الأسيرين أسعد الشوا من قطاع غزة وبسام سمودي من جنين اللذين استشهدا بإطلاق الرصاص عليهما مباشرة على يد قائد معسكر النقب ما أدى الى استشهادهما على الفور.
وستنظم الوزارة إفطارا في منزل الشهيد بسام السمودي يعقبه احتفال جماهيري سيكرم خلاله شهداء الحركة الأسيرة في محافظة جنين.
جدير بالذكر أنه بتاريخ 16/8/1988 وقبل 22 عام، استشهد المعتقلان أسعد جبرا الشوا ( 19 عاماً ) من حي الشجاعية بغزة، والشهيد بسام إبراهيم السمودي ( 30 عاماً ) من قرية اليامون في جنين بالضفة الغربية ، بعد إصابتهما بعدة أعيرة نارية، من قبل جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والمنتشرين فوق أبراج المراقبة وبين خيام وأوساط المعتقلين في معتقل أنصار 3 الواقع في صحراء النقب جنوب فلسطين والملاصق للحدود المصرية.
وقد أُطلق الرصاص على المعتقلين العُزل بعدما احتج سلمياً قرابة ألف وخمسمائة معتقل في قسم "ب" ، بالهتافات الوطنية والأناشيد الحماسية والتكبير على ظروف اعتقالهم السيئة والقاسية، ورفضهم لتنفيذ أوامر الإدارة المهينة والمذلة، مطالبين بأبسط حقوقهم الأساسية وفقاً لما تنص عليه الاتفاقيات الدولية، وبعدما تعرضوا للقمع والعنف تناولوا كل ما يقع تحت أيديهم من حجارة وصواني بلاستيكية وأحذية وقذفوها على الجنود وإدارة المعتقل.
وعلى ضوء ذلك أقدمت إدارة المعتقل المدججة بالسلاح، على قمعهم باستخدام القوة المفرطة مزودة بالغاز المسيل للدموع والهراوات، ووفقاً لشهود عيان فان المدعو " ديفيد تسيمح " قائد المعتقل هو من بدأ بإطلاق النار حينما انتزع بندقية جندي كان يقف بجواره وأطلق النار مباشرة ومن مسافة قريبة على المعتقل اسعد الشوا ليسقط مدرجاً بدمائه، ومن ثم أصيب الشهيد بسام برصاصة قاتلة في القلب استشهد على أثرها.
إن استشهاد الشوا والسمودي، هو الحدث الأول في مسيرة الحركة الأسيرة، حيث أنها المرة الأولى التي يستشهد فيها معتقلين جراء إطلاق الرصاص الحي مباشرة عليهم.
وأن عمليات استخدام القوة المفرطة بحق المعتقلين تكررت مراراً وبأكثر عنفاً، واستخدم خلالها العصى والضرب المبرح والرصاص المطاطي والحارق والرصاص الحي مما أدى الى إصابة المئات واستشهاد العديد من المعتقلين جراء ذلك، ولا زالت هذه السياسة متبعة في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا الأمر الذي يستدعي العمل من أجل وضع حد لها.
إن سياسة استخدام القوة المفرطة بدأت منذ العام 1967، وشكَّلت سياسة ثابتة في تعامل إدارة مصلحة السجون مع المعتقلين، ولكن هذه السياسة أخذت منحى آخر وشهدت تصعيداً خطيراً منذ السادس عشر من آب 1988 ، حينما استخدم خلالها الرصاص الحي، واستمرت ليومنا هذا دون توقف، ولقد شهدت الأعوام المنصرمة نسبة كبيرة من عمليات القمع العنيفة ضد المعتقلين في كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية وصلت الى أكثر من ( 120 عملية قمع ) ، استخدم خلالها القوة المفرطة وأصيب خلالها المئات من المعتقلين، فيما كان أعنفها ما جرى في أكتوبر عام 2007 في معتقل النقب أيضاً، واستشهد خلالها احد المعتقلين فيما أصيب قرابة ( 250 معتقلا).
وفي هذا الصدد ذكر تقرير الوزارة أنه ومنذ آب / أغسطس عام 1988 استشهد جراء هذه السياسة ( إطلاق الرصاص الحي على المعتقلين ) سبعة معتقلين حسب ما هو موثق لديها وهم: أسعد جبرا الشوا من مواليد 1969 ومن سكان حي الشجاعية بمدينة غزة واستشهد بتاريخ 16-8-1988، بسام إبراهيم الصمودي من مواليد 1958 وسكان قرية اليامون واستشهد بتاريخ 16-8-1988، نضال زهدي عمر ديب من رام الله واستشهد بتاريخ 8-2-1989 جراء إطلاق النار عليه من قبل حراس المعتقل، عبد الله محمد إبراهيم أبو محروقة من مخيم دير البلح بقطاع غزة استشهد بتاريخ 12-9-1989 بعد إصابته بعيار ناري من قبل جنود الاحتلال داخل معتقل أنصار 2 بغزة، صبري منصور عبد الله عبد ربه من قرية الجيب استشهد بتاريخ 7-7-1990 بعد إصابته بالرصاص في معتقل عوفر، موسى عبد الرحمن من نوبا بالضفة الغربية واستشهد بتاريخ 18-1-1992، جراء إصابته برصاص حرس المعتقل، محمد صافي الأشقر من قرية صيدا بطولكرم واستشهد بتاريخ 22-10-2007 نتيجة إصابته بعيار ناري في سجن النقب خلال قمع الأسرى من قبل قوات نخشون وميتسادا وأصيب معه قرابة ( 250 معتقل ) بإصابات مختلفة.
وحسب إحصائيات وزارة الاسرى ومنذ العام 1967 استشهد داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي ( 200 ) أسيراً وفق ما هو موثق، منهم ( 70 ) أسير نتيجة التعذيب، و( 54) نتيجة الإهمال الطبي، و(70 ) أسيرا نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال مباشرة ، و( 7) معتقلين استشهدوا جراء إطلاق النار عليهم.
جدير بالذكر أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية كانت قد شكلت في سنوات سابقة قوات خاصة لقمع المعتقلين عرفت باسم ( ناحشون ) و(ميتسادا ) وهى قوات مدربة جيداً ومزودة بأسلحة مختلفة منها الهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص الحارق وفي أحياناً كثيراً استخدموا الكلاب، وتضم عسكريين ذوي خبرات وكفاءات عالية جدا ومهارات قتالية تقنية، وسبق لهم أن خدموا في وحدات حربية مختلفة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتلقى عناصرها تدريبات على أساليب خاصة لقمع " تمرد" الأسرى ومواجهة كافة حالات الطوارئ داخل السجون والمعتقلات بما فيها عمليات احتجاز رهائن، وتعمل تلك الوحدات 24 ساعة، وتستدعى على عجل عند حدوث خلاف ما ولو بسيط بين الإدارة والمعتقلين العُزل الذين يناضلون لنيل حقوقهم الإنسانية، وتاريخ تلك الوحدات حافل بالجرائم التي تتنافى وكل الأعراف والمواثيق الدولية.