الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

من فلسطين الى كاليفورنيا- طلاب فلسطينيون يعودون الى ارض الوطن

نشر بتاريخ: 15/08/2010 ( آخر تحديث: 15/08/2010 الساعة: 13:34 )
الخليل- معا- عاد الى ارض الوطن بعد فترة غياب دامت 5 اسابيع قضوها في عدة ولايات ومدن امريكية ، 10 طلاب جامعيين مهتمين بشوؤن البيئة، شاركوا في البرنامج التدربي الممول من القنصلية الامريكية والمعروف رسميا باسم الدراسة في معهد الدراسات الامريكية للقيادات الطلابية، وهو ضمن برنامج اكبر يجلب طلاب من مختلف انحاء العالم ليشاركوا في مناهج ومواضيع مهمة تحدد كل عام، ويتبادلوا الثقافات في عدة جامعات في مختلف انحاء الولايات المتحدة الامريكية، وكان التركيز لهذا العام على ثلاث مواضيع اختيرت باتقان وحسب احتياجات الاقليم وهي القضايا البيئية العالمية وشارك بها طلاب من فلسطين والاردن، والاعلام الجديد وشارك بها طلاب من اندونسيا، ماليزيا والفلبين، والمبادرات والمشاريع الاجتماعية وشارك بها طلاب من المغرب، الجزائر، تونس، ليبا ومصر.

البرنامج لعام 2010 المنعقد في جامعة "هامبولت ستيت" في مدينة اركاتا ،كاليفورنيا، القربية من سواحل المحيط الهادي والمتميزة بجوها الرائع 20 درجة مئوية كحد اقصى، والضباب الذي يغطي معظم ايامها، بالاضافة الى امتلاكها لأطول واقدم شجر على وجه الكره الارضية وهو "الشجر الاحمر" هي المكان الافضل للبيئة والتي كانت وجهة للوفد الفلسطيني وتعتبر اول مشاركة لطلاب من فلسطين ضمن برنامج القضايا البيبئة العالمية، وهو قائم على 5 اسابيع متوازنة بين المحاضرات والنقاشات التفاعلية العلمية، والتطبيق العملي من خلال الرحلات التدربية ضمن اقليم المقاطعة والمتركزة في اربع مواضيع رئيسية هي الطاقة والمناخ، الزراعة، التطور والعالمية، وادارة المواد الطبيعية.وايضا دراسة للتاريخ الامريكي، الحكومة والمجتمع، والسياسات المتبعة في النظام سواء سياسيا او بيئيا. هذا واقام الطلاب ضمن شقق داخل نطاق الجامعة لاتاحة الفرصة لهم للاختلاط اكثر بالطلاب المتواجدين هناك."منذ اللحظة الاولى في البيت ، كان علينا التعود على نظام اعادة التدوير، وتقسيم النفايات، شعور جميل ان تشاهد اعادة التدوير اينما ذهبت في تلك المدينة، الشباب ولدوا وهم يعيدون تدوير الاشياء" تقول الاء شلباية من نابلس.

يقول كارل هانسن احد المسؤولين عن البرامج الدولية في الجامعة، " الطلاب يرون الاتصال بين ما يتعلموه وما يطبقوه في المجتمع وارض الواقع " ويقول " فمثلا قضى الطلاب عصر الاربعاء معظم وقتهم في مساعدة مؤسسة "اصدقاء الكثبان" في ازالة اعشاب الشاطئ، وقامت سوزي فورتنر المسؤولة هناك بعمل جولة للطلاب وتعريفيهم بأهمية البيئة ومساعدتهم في اقتلاع الاعشاب وتقول " كانو مجموعة متحمسة جدا، ومتشجعين جدا لمعرفة هذه البيئة الجديدة". ويقول ايضا " لقد زارو " اركاتا مارش "وهي محطة كبيرة لتدوير المياة بشكل طبيعي وابدى الطلاب اعجابهم بما شاهدوه. وزاروا الكثير من المزارع العضوية البيئية واسواق المزارعين كل سبت، ناهيك عن الكثير من المؤسسات البيئية المتواجدة في المنطقة. والرحلات الميدانية والاستكشافية كاصطياد العصافير وتحجيلها ، والتعرف على طرق دارسة الطيور ، وكانوا متمحسين جدا لمشاهدة البوم المهدد بالانقراض وكيفية تحجيل اطفاله. اظن انهم مجموعة رائعة جدا واتمنى ان يستفيدوا مما شاهدوة وتعلموه.

تقول ماريا قطاطو من جامعة بيرزيت " كانت تجربة جميلة جدا بالنسبة لي ، المحاضرات واسلوبها تتناغم مع الهدف المطلوب ، اثارت اعجابي الرحلة العلمية لاشجار الخشب الاحمر والمساعدة في قطف التوت البري من مزرعة بيئية"، اما ماجدولين ابو غالي من جنين فتقول " فرصة المشاركة ببرنامج للقيادات لفترة طويلة تحدي صعب ، ولكن مثير ومهم بالنسبة لي ، استفدت كثير من المشروع وخصوصا انني ادرس الاحياء فطبقت الكثير مما تعلمته في الجامعة على ارض الواقع هنا".

وفي اول اجازة اسبوعية للطلاب حصلوا على فرصة الاستمتاع بالثقافة الامريكية من خلال قضاء الاجازة مع عائلات امريكية لمدة يومين ومشاركتهم الاحتفالات بعيد الاستقلال الامريكي." كنت خائفة قليلا ، عندما عرفت اني ذاهبة لوحدي مع عائلة لا اعرفها من قبل ، ولكني استمتعت جدا بوقتي مع العائلة ، كانت ايام لا تنسى " تقول مي رحال من جامعة القدس.

اما الاجازة الثانية فقد عاشوا تجربة فريدة من نوعها حيث خيموا على شواطئ نهر "كلايمت" لمدة يومين وقاموا بمغامرة قطع النهر الممتد لمسافة 16 كيلو بواسطة القوارب الهوائية والتعرف على بعض الهنود الحمر ومشاركتهم حفلة سمرهم من خلال الغناء والدبكة والتقاليد العربية." اجمل تجربة في حياتى لن انساها هي التخييم بجانب النهر، في حياتي كلها لم احلم ان احصل على هذه الفرصة ، تعلمت معنى روح الفريق ومساندة الاخرين ضمن هذه الرحلة الغريبة والطويلة وعبرت عن حضارتي وثقافتي كما لم افعل من قبل " تقول ديزي الاعمى من بيت لحم، "لم اتوقف عن الغناء او الرقص انا والاصدقاء حتى ساعات متأخرة وانا اشاهدهم جميعا متفاعلين بما اقوم به، وتأثرت كثير بأغاني ومبدأ الهنود الحمر في الحفاظ على الارض، انهم يشبهوننا الى حد ما " تقول ميس مصلح من بيت ساحور. اما الاجازة الثالثة قضاها الطلاب من خلال التعرف على ثقافة "الكاوبوي"."كان شيء غريب جدا ومختلف عما نشاهدوه في التلفاز" تقول الهام بشارات من رام الله.

وضمن هذا التبادل الثقافي قام الطلاب بعمل امسية فلسطينية فأعدوا عشاء مكون من وجبات فلسطينية تقليدية وتعريف بفلسطين وجمالها من خلال افلام وصور ونقاشات طويلة اختتموها بالرقص الجماعي على انغام الدبكة الفلسطينية الذي نال على اعجاب المدعوين من الجامعة والمدرسين والعائلات والطلاب الامريكين.تقول سهير احمد من رام الله " قمنا بطبخ المقلوبة والمسخن، واجهتنا مشاكل في العثور على كل البهارات المطلوبة، ولكن حصلنا على ما اردنا، واظن انهم لن ينسو ما تذوقوا ابدا"." لم اتذوق في حياتي كلها طعام افضل من الذي اكلته ، قمت بملئ الصحن 3 مرات متتاليه واظن ان الجميع فعل الشيء نفسه ، اشكرهم جدا على هذه الفرصة" كريج سكوت احد المرشدين. "كل من كان في ذلك العشاء سألنا جميعا عن مكونات وطريقة تحضير الوجبات، واستغربوا اننا استخدمنا بهاراتهم وحصلنا على طعم افضل بكثير مما عندهم" تقول لورا بطماني من القدس." لم ارقص منذ سنين، ولكن طريقة رقصهم وحيويتهم وادائهم اثارات اعجابي ، وقمت لكي اشاركهم ما يفعلون " د.جورج لوك احد المدرسين.

اما مدير البرامج الدولية في الجامعة جيورو جوش يقول " وصل الطلاب يوم 26-6 وسيغادون يوم 1-8 بعد مؤتمر مهم لهم في واشنطن، وتم اختيارهم بعناية من قبل القنصليات في بلادهم وحيث ان معظهم له علاقة في البيئة، وان هؤلاء ال 19 طالبا من الممكن انهم لن يصلوا الى الولايات المتحدة لولا هذا البرنامج ، وهذه هي المرة الأولى التي نستقبل فيها طلاب من فلسطين والاردن ". ويعتقد انه من المهم للطلاب الامريكين ايضا ان يدرسوا في الخارج وحسب جوش هناك 600.000 طالب يدرسون في اميركا من مختلف انحاء العالم ، وبالمقابل هناك 200.000 طالب امريكي يدرس في الخارج. وهو احد اولئك الذين قدموا الى اميركا من الهند في برنامج طلابي قبل 20 سنة.

وفي نهاية الاسبوع الرابع انطلق الطلاب الى مدينة سان فرانسيسكو ليقضوا اربعة ايام بين احضان اجمل مدن اميركا، وزارو الكثير من المتاحف والمؤسسات، ومنها اكاديمة كالفورنيا العلمية التي تعتبر من اندر المراكز الموجودة في العالم ، في الناحية البيئية والتي تضم اكبر حوض مائي يعيش فيه الكثير من الكائناء البحرية المهددة بالانقراض ، وفيه مجسم حي للغابات الاستوائية الماطرة وما تحتوية من كائنات حية فيها.ومن ثم توجهوا الى العاصمة الامريكية واشنطن، لتكون نقطة الالتقاء بطلاب البرامج الاخرى، وليشاركوا بمؤتمر عما تعلموه ضمن هذه الرحلة امتد لاربعة ايام، فقد قاموا بعرض عملي لما استفادوه وايضا لمشاكل موجودة في بلدهم والحلول المقترحة لها اثارت اعجاب الجميع.ومن ثم تم تخريج المشاركين من قبل المسؤولين في البرنامج. وأصبحوا خريجين رسميا وبأمكانهم الاستفادة من جميع مكتبات الجامعات في اميركا والابحاث والفرص للتعليم العالي ضمن موقع خاص بخريجين اميركا.

وفي اليوم الثاني استقبل الطلاب بعض الضيوف المتحدثين عن مواضيع كل حسب تخصصة وقام جميع المشاركين بعرض للثقافات من خلال امسية ثقافية دعيت الها قنصليات البلدان المشاركة والمهتمين. وقام احمد البكري بعرض فلمه الوثائقي"ولكن حياة" الذي اثار اعجاب الجميع لدرجة البكاء واتاح لهم الفرصة للتعرف اكثر على فلسطين وشبابها واختتمت الامسية برقصات تقلدية لكل دولة قام بها الطلاب ونالت اعجاب الجميع.

يقول احمد البكري من الخليل " سألني الكثير من المشاركين عن فلسطين وكيف هي حياتنا مع الجيش وهل هم دائما معنا،استغربوا اننا نضحك ونغني ونرقص ،فأردت ان اوضح لهم هذا بشكل جديد وبعيد عن النمطية التي يشاهدونا في الاخبار، فطلبت من المسؤولين وكانوا متعاونين ومتحمسين فاضفوه على برنامج المؤتمر، وعرضت من خلال فلمي حياة اشخاص عادين لهم حلم مثل اي من هؤلاء الشباب، وتأثروا جدا بالفلم ، استمتعت بكل هذه التجربة وكونت صداقات مع كل المشاركين ستدوم الى الابد ، اتمنى ان تتاح لهم فرصة زيارة فلسطين عن قرب".
وفي اليومين الاخيرين تجول المشاركين في مدينة واشنطن وزارو مبنى المدينة والبيت الابيض والمتاحف وغيرها من الاماكن. ومن ثم انطلقوا الى نيويورك لتكون وجهتم للعودة كل الى وطنه.

تقول د. كاثلين لي احد المدرسين والمهتمين بقضايا الشرق الاوسط " اعتقدت ان الناس في كل انحاء العالم متشابهين ، ولكنني تأثرت كثيرا عندما غنوا اغنية لفيروز عن القدس في احد الايام، اعتقد انني لن اقابل مثل هؤلاء الاشخاص مرة اخرى، انهم يتمتعون بشئ غريب، لقد تعلموا كثير هنا احبوا الطبيعية وكانوا فعالين جدا، اعتقد انهم سيغيروا ويأثروا في مجتمعهم ، واعتقد انه يتوجب علي ان ازور فلسطين في القريب العاجل".