الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بلا وقود بلا كهرباء بلا مياه.. القطاع يعود للحياة البدائية!

نشر بتاريخ: 02/07/2006 ( آخر تحديث: 02/07/2006 الساعة: 12:12 )
غزة- معا- منذ أن انهمرت "أمطار الصيف" البغيضة على قطاع غزة, وما رافقها من اجراءات للتضييق على المواطنين والحد من قدرتهم على المعيشة الكريمة, بات القطاع يعاني الازمات تلو الازمات.

فمن نقص الوقود وانقطاعه الى انقطاع الكهرباء والمياه, فجميها عوامل اثقلت كاهل المواطن الغزي وجعلت منه انساناً حائراً في كيفية مواجهة كل ما يرمى على رأسه من مصائب وويلات.

وتحاول البلديات جاهدة تقديم الخدمات للمواطنين, فيكون ذلك عن طريق تقسيم ما تيسر لهذه البلديات من موارد بين المواطنين, خاصة التيار الكهربائي الذي يتم ايصاله لمناطق مختلفة بالتناوب, حيث تحصل كل منطقة على حصة تبلغ ست ساعات, لتنتقل الخدمة لمناطق اخرى.

الاصطفاف طوابير امام محطات البنزين والسولار والطلب المتزايد على الكاز الأبيض" الكيروسين" وفشل الموظف في نهاية المطاف من الحصول على وسيلة مواصلات تقله إلى مكان العمل جميعها مظاهر تعيد الحياة في غزة وضواحيها إلى القرون الوسطى خاصة لدى من ينتظر مباريات المونديال فينتهي به الامر إلى خيبة امل نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن منزله والمنزل المجاور وآخر الحي.

غزة بدات تدخل يومها الرابع بلا كهرباء ومياه، وبدات في يومها الثالث بلا سولار او حتى كاز او غاز ومحطات المحروقات من أقصى شمال غزة إلى أقصى جنوبها تحاول ان تقنع المواطنين المصطفين بلا وقود لديها وان الاحتلال اغلق معبري كارني وصوفا ويعود المواطنون بعضهم سيراً على الاقدام.

السائق سمير زقوت الذي كان يقل إحدى الموظفات إلى مكان عملها قال لـ "معا":" لقد توقفت عن العمل باستثناء نقل الموظفة إلى مكان عملها, حيث تمكنت من الحصول على كمية من البنزين بخمسين شيكلا كي استطيع ان انقلها الى عملها لعدد من الايام إلى ان يتم حل المشكلة".

أما صاحب محطة دغمش للوقود والمحروقات فيؤكد ان المحطة تكاد لا تفرغ من المواطنين الذين يقدمون من أماكن شتى للسؤال عن البنزين والسولار والكاز الأبيض للتغلب على الظلام نتيجة قطع التيار الكهربائي.

وصباح اليوم الأحد شوهدت طوابير من الموظفين وقد قاربت الساعة الثامنة صباحاً دون ان ينجحوا- باستثناء عدد قليل- بإيقاف السيارات العمومية للوصول الى أماكن عملهم, حيث يعتبر محظوظاً من يجد وسيلة نقل توصله الى عمله ليتقي مزيداً من حرارة الشمس.

وفي سياق آخر ولكنه مرتبط بقطع التيار الكهربائي أعرب عدد من المواطنين لـ "معا" عن استيائهم من قطع المياه عن المنازل, حيث أكدت إحدى الموظفات أنها تستطيع أن تأقلم حياتها على قطاع التيار الكهربائي ولكنها لا تستطيع ان تعيش بلا مياه ضاربة أمثلة عدة حول منافع المياه للإنسان, فتقول:" كيف نغسل وجوهنا وكيف نستحم ومن أين نأتي بالمياه لغسل الأطباق والملابس, كلها امور تعيدنا إلى ايام زمان".

اما من صور الحياة التي تدعو للضحك غالباً وتبعث على خيبة امل بشكل واضح فهي نهايات المونديال والتي يحرص مواطنو قطاع غزة على اختلاف شرائحهم على متابعها فيقول المواطن أبو عبد الله ضاحكاً:" يا رب نحضر مباراة البرازيل وفرنسا".