الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

"وطن على وتر " بين انتقادات فتح وحماس

نشر بتاريخ: 17/08/2010 ( آخر تحديث: 18/08/2010 الساعة: 08:04 )
رام الله –معا- فجر البرنامج التلفزيوني الكوميدي الذي يبث على شاشة تلفزيون فلسطين " وطن على وتر"، موجة انتقادات بين المواطنين والمسؤولين على حد السواء بسبب القضايا التي يثيرها وطريقة تناولها، خاصة ان هذا البرنامج لم يفلت منه احد من كبار المسؤولين حيث وصلت حدة الانتقادات الى رفض قيادات حركتي حماس وفتح لما بث منه من حلقات اعتبروها مساسا بقضايا حساسة بطريقة كوميدية ساخرة اضافة الى التعرض لشخصيات سياسية بالاسم.

وعرضت الحلقة لهذه الليلة في موعدها المخصص بعيد بعنوان "المهاتما" الذي قرر قيادات مجموعة من المتضامنين من الهند للتضامن مع القدس وقطاع غزة ، حيث سارت المجموعة مشيا على الاقدام من الهند حتى وصلت الى حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، وحينما وصلت المجموعة التي ارتدت الزي الابيض اطلقت عليهم النار ما ادى الى اصابة المهاتما بعيار ناري في صدره الى مقتله على الحاجز العسكري.

واعتبرت هذه الحلقة اقل الحلقات من حيث الانتقادات والقضايا التي اثارها برنامج "وطن على وتر" مقارنة مع الحلقات السابقة التي بدأ بثها مع بداية شهر رمضان المبارك، والتي تعرضت لشخصيات سياسية مثل رئيس الوزراء المقال، اسماعيل هنيه، وامين عام ديوان الرئاسة د.رفيق الحسيني، ورئيس هيئة مكافحة الفساد، رفيق النتشة، ومفوض عام ائتلاف امان للنزاهة والشفافية عزمي الشعيبي اضافة الى شخصيات دينية وسياسية وامنية.

ومن المقرر ان يخصص البرنامج بعض حلقاته المقبلة حول الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء د.سلام فياض، وسط انباء عن مطالب قيادات من حركة فتح بوقف بث البرنامج ، لتنضم الى مطالبة حركة حماس بوقف بثه.

ومن بين ابرز التعليقات على البرنامج ، كان ما تحدث عنه مفوض المنظمات الشعبية في حركة فتح وعضو لجنتها المركزية، اللواء توفيق الطيراوي، خلال حفل الافطار الجماعي الذي اقامته المفوضية للصحافيين والكتاب في رام الله، عندما قال مخاطبا مدير عام البرامج في هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني، عماد الاصفر وعدد من الصحافيين "انا على النقد وحرية التعبير لكني اعارض التعرض للاشخاص والشخصيات بالاسماء كما اعارض المساس بالمقدسات او التعرض للدين باي شكل من الاشكال لان هذه الامور محرمات يرفضها شعبنا ".

واضاف " كان يمكن توجيه الانتقادات دون ذكر الاسماء فانا مع انتقاد الفصائل والحركات بما فيها حركة حماس لكن اعارض ذكر اسماعيل هنيه على سبيل المثال".

وتابع الطيراوي "غوار الطوشة ( دريد لحام)، قدم برامج تلفزيونية كوميدية واعمال مسرحية ناقدة كان لها وقعها، لكنه لم يذكر اي اسم الامر الذي اعطاه مصداقية وقدرة على ايصال رسالته بسهولة ويسر للجمهور".

من جانبه قال الاصفر " اذا كان التعرض للشخصيات السياسية ممنوع والتعرض للشخصيات الدينية ممنوع ، واذا كانت نقد الظواهر الاجتماعية والسياسية والثقافية ممنوع ، فعن عن اية ديمقراطية وحرية تعبير نتحدث ؟!".

وقال الاصفر "من الواضح ان هناك تحريض واستهداف وضغط على البرنامج من اكثر من جهة"، موضحا ان ادارة البرنامج كانت تتوقع ان يكون النقد من المستويات السياسية الرفيعة لكننا اصبحنا نواجه ضغط من قطاعات مجتمعية عريضة وواسعة مثل الكتاب وفئات مجتمعية اخرى.

واشار الاصفر الى ان البرنامج نجح العام الماضي في رفع سقف حريات التعبير حينما بدأ بنقد المستوى السياسي الاعلي، وقال " عندما بدأ البرنامج النزول في نقد مستويات اقل بدأنا نشعر بتعرضنا للتحريض والاستهداف من قبل فئات مهمة من المجتمع ".

ومن المفترض ان تكون هذه الفئات من اكثر الفئات دفاعا عن حرية التعبير واتاحة المجال لتطورى العمل المسرحي الكوميدي الناقد خاصة ان هذا الفن يعد جديدا في حياة الفلسطينيين.

ومع نهاية كل حلقة من هذا البرنامج يجري تناولها وعرضها على المواقع الالكترونية التي امتلأت بالنقد الجارح والتشكيك ليس في مصداقية البرنامج فحسب بل في مصداقية شاشة تلفزيون فلسطين والقائمين عليها.