الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

المقدسيون يتظاهرون باعلام فلسطين داخل مقبرة مأمن الله

نشر بتاريخ: 18/08/2010 ( آخر تحديث: 18/08/2010 الساعة: 14:47 )
القدس- معا- شارك المئات من المقدسين صباح اليوم الاربعاء في تظاهرة داخل مقبرة مأمن الله دعت اليها قوى وفصائل العمل الوطني ومؤسسات المجتمع المدني في مدينة القدس المحتلة احتجاجاً على قيام الاحتلال الاسرائيلي بهدم وتجريف المئات من القبور في مقبرة مأمن الله التاريخية.

وهتف المشاركون ضد الاحتلال وممارساته ورفعوا أعلام فلسطين وأعلام حركة فتح و شعارات الادانة بالاحتلال وممارساته، وهتفوا للقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية و للثورة الفلسطينية سبيل المشروع الوطني الفلسطيني.

وتقدم التظاهرة حشد من القيادات الدينية والوطنية الإسلامية والمسيحية من القدس والداخل الفلسطيني، برز منهم الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني والشيخ الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى المبارك والشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، والمطران عطا الله رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس- القدس، وحاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح، وعدد كبير من أبناء وقيادات الحركة الإسلامية ومناصريها في الداخل الفلسطيني، وعدد من القيادات الوطنية والإسلامية من القدس.

وحاصرت قوات الجيش والشرطة الاسرائيلية المتظاهرين في محاولة لردعهم ومنع توجه المزيد من ابناء الحركة الوطنية والمتضامنين الأجانب الى موقع المقبرة.

وأكد المفتي محمد حسين على وجوب احترام حرمة الموتى، مشيراً الى أن المقبرة تحتوي على عدد أضرحة عدد من الصحابة والعلماء والفقهاء وأنها أحد ابرز المعالم الحضارية العربية الاسلامية في القدس.

وأضاف أن الاحتلال الاسرائيلي يمارس التهويد على الأحياء والأموات منافياً بذلك تعاليم الأديان السماوية الثلاثة خاصة فيما يتعلّق بانتهاكاته بحق الموتى.

وقال ديمتري دلياني عضو المجلس الثوري لحركة فتح: "أتينا اليوم متظاهرين في أرض مقبرة مأمن الله تلبية لنداء الانسانية والوطن والحضارة والتاريخ لنفضح المُحتل الذي يمعن في انتهاك أبسط القيم الانسانية ونعلي صوتنا في وجه الاستهداف المتعمّد من قبل الاحتلال للحقوق الاخلاقية والقانونية الفلسطينية في المدينة المحتلة خدمةً لسياسة "أسرلة" القدس التي تنتهجها دولة الاحتلال".

وأضاف دلياني أن مقبرة مأمن الله التي تبعد أقل من كيلو متر واحد الى الغرب من سور القدس القديمة تُعد من أقدم مقابر القدس وأكبرها حجماً حيث تُشير سجلات دائرة الأراضي في عام 1938 الى أن مساحتها تبلغ حوالي 135 الف متر مربع و دفن فيها على مر العصور و لغاية عام 1927 الآلاف من الشهداء و الصحابة و العلماء و الأدباء و الأعيان و الحكام الذين ارتبطوا بتاريخ القدس العربية.

وأشار دلياني أن عملية انتهاك القبور في مقبرة مأمن الله بدأت عام 1933 في زمن الانتداب البريطاني حين كان المستوطنون المستعمرون الصهاينة يلقون بمخلفات عملية بناء مستوطناتهم فيها و أن عملية انتهاك القبور و الموتى مستمرة الى يومنا هذا حيث قام المحتلون بجرف و ازالة حوالي 200 قبر قبل 12 يوماً.

وتسأل دلياني: لماذا تقوم الدنيا لا تقعد اذا قام مراهقون عنصريون بكتابة شعارات على قبور اليهود في اوروبا ولا أحد يكترث لازالة قبور العرب بأكملها بقرار من حكومة الاحتلال المعترف بها دولياً؟، مؤكدا أن محاولة طمس الهوية العربية الفلسطينية لمدينة القدس من خلال ازالة الشواهد التاريخية والثقافية والحضارية والدينية لعروبة المدينة المحتلة ستلقى الفشل.