السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مواطنو سلفيت يتقاطرون على العين القبلية لإرواء عطشهم

نشر بتاريخ: 22/08/2010 ( آخر تحديث: 22/08/2010 الساعة: 11:48 )
سلفيت- معا- مع موجة الحر الشديدة والتي لم يتعود عليها مواطنو الضفة الغربية من قبل، صارت مياه نبع العين القبلية في سلفيت قبلة للصائمين في رمضان، حيث تقاطر العشرات من مواطني سلفيت الى ينابيع المياه المحيطة بالمدينة والتي يبلغ عددها 99 نبعة تجف غالبيتها في فصل الصيف.

حفيظة عمران "ام عيسى" من البلدة القديمة في سلفيت والتي شارفت على السبعين عاما وتراها في سن الشباب، ولم تؤثر فيها ملوثات المدنية الحديثة، عقدت نيتها واعدت عددا من "قناني" البلاستيك لديها وتوجهت إلى نبع العين القبلية القريب من منزلها قاصدة مياه النبع الباردة.

تقول ام عيسى عن سبب ذهابها إلى نبع العين مع ان المياه البلدية متوفرة ولا تنقطع عن منزلها: "مياه العين القبلية لا تضاهيها مياه معبأة أو معدنية ولا نبع آخر في سلفيت ولا في قرى سلفيت، فهي تروي العطش، وهي باردة وشهية مع الإفطار في رمضان".

وتضيف: "طعم مياه العين القبلية مختلف لأنه مكون من مياه معدنية طبيعية وخالي من الملوثات البيئية الكثيرة".

بدوره يقول ابو محمود اسليم ان نبع العين يشكل التراث وذكريات الماضي الجميلة، وان الوصول الى نبع العين يشكل رحلة وتغيير جو في الهواء الطلق، والتخلص من نكد الحياة المادية والتكنولوجيا الحديثة.

وأشار الى ان مياه العين يعمل منها الشاي والقهوة بمذاق مختلف حيث يكون ألذ وأطيب من المياه العادية.

وقبل ساعة من الإفطار في جو لطيف ونسمات من الهواء الطلق يتقاطر الفتية والرجال والشبان من مختلف مناطق مدينة سلفيت للتزود من نبع المياه المجانية التي وهبتها الطبيعة ولا تنضب، في صورة ولوحة فنية جميلة جدا يعجز الا الرسامون المهرة عن معرفة تفاصيل ألوانها.

ويناشد مواطنو حي العين القبلية ترميم سلسلة الينابيع المجاروة للعين وزراعتها بالورود لتكون معلما سياحيا بارزا في مدينة سلفيت والتي وصفت بأنها أجمل مدينة في فلسطين، لما تحويه من مناظر طبيعية جميلة.

كل من يزور مناطق وجبال مدينة سلفيت تدهشه المناظر الطبيعية وروعة خضارها المزين بأشجار الزيتون، وجمالية ينابيعها التي تسر الناظرين، فهي مدينة حوت بين الريف ذو الجمال الخلاق وبين المدنية الحديثة بزواج مدهش يصعب وصفه.

ويخشى معالي من نضوب مياه العين القبلية نتيجة لقيام المستوطنين بسرقة المياه الجوفية، حيث ان عدد المستوطنات في المحافظة أكثر من عدد قرى وبلدات سلفيت، وباتت تعيش سلفيت أجواء من الخوف والحزن على ما آل اليه حالها من تهويد ومصادرة وسرقة لأراضيها ومياهها، وتستغيث امة العرب والمسلمين دون مغيث.