الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

تعيين غلانت رئيسا للاركان رسالة هجومية للقيادة الايرانية

نشر بتاريخ: 22/08/2010 ( آخر تحديث: 23/08/2010 الساعة: 12:43 )
بيت لحم- معا- من هو رئيس الاركان الاسرائيلي الجديد ؟ ما هي توجهاته ؟ هجومية ام دفاعية ؟ كيف يتعامل مع اعداء اسرائيل ؟ هذه الاسئلة اجاب عليها المحلل العسكري والامني في صحيفة يديعوت احرونوت رون بن يشاي في مقال مطول نشره اليوم " الاحد " تحت عنوان " رئيس اركان هجومي " تناول فيه شخصية يؤاف غلانت الذي وقع عليه اختيار وزير الجيش باراك لخلف رئيس الاركان الحالي غابي اشكنازي في منصبه رغم فضيحة الوثيقة التي حملت اسمه .

ووفقا لرون بن يشاي فان يؤاف غلانت احد خريجي " المدرسة العليا " في طرق معاملة الاعداء والخصوم والتي يقف على رأسها ارئيل شارون وهو يعتبر النقيض التام لرئيس الاركان الحالي غابي اشكنازي وان اتفق معه في صفة واحدة وهي سيطرته على جنرالات الجيش لدرجة انهم سيترددون كثيرا قبل الاختلاف معه او معارضة ارائه .

واضاف بن يشاي " لقد فعل وزير الجيش خيرا حين اختار يؤاف غلانت رئيسا للاركان وذلك حتى يعود الاستقرار للجيش خاصة وان فضيحة الوثيقة التي لا زالت تتفاعل تتطلب عملا سريعا لوقف الانجرار لذلك كان باراك ملزما ان يطفئ الحريق اشعله بنفسه قبل عدة اشهر حين اعلن بشكل مفاجئ دون ان تكون هناك حاجة بانه لا ينوي تمديد فترة ولاية اشكنازي وان تعيين خلفه سيتم الصيف الحالي الامر الذي ادخل المؤسسة الامنية في حالة من الحراك انتهت بفضيحة وثيقة غلانت .

ان ابرز الصفات التي تميز غلانت كرجل عسكري ميله وتفضيله للهجوم على أي شكل اخر من اشكال المعارك وهذا الميل كان صحيحا على المستوى التكتيكي حين شغل غلانت منصب قائد الكوماندو البحري " الدورية البحرية 13 " وتجلى هذا الميل استراتيجيا من خلال وجهة نظره المتعلقة بحل المشاكل التي نجمت عن اقامة سلطة حماس في قطاع غزة ولو تعلق الامر بقراره لكانت عملية الرصاص المصبوب قبل سنة ونصف من وقوعها نهاية 2009 .
وحاول غلانت بكل الطرق اقناع وزير الجيش ورئيس الاركان اشكنازي وضباط هيئة الاركان بضرورة تنفيذ خطة عسكرية ضد قطاع غزة اكثر طموحا من خطة الرصاص المصبوب من شانها ان تضع حدا ليس فقط لعملية اطلاق الصواريخ ولكن لسلطة حماس في قطاع غزة لكن اقتراحاته رفضت في حينها من قبل وزير الجيش وجرى تنفيذ خطة ضعيفه ومحدودة من حيث حجمها ومداها .

وتحديدا لصفته الهجومية تلك وضعه باراك نصب عينيه والتوصية التي رفعها باراك لتعيين الجنرال الهادئ والانطوائي في منصب الرئيس العشرين لهيئة الاركان الاسرائيلي تحمل رسالة غاية في الوضوح مفادها " ان دولة اسرائيل لن تجلس في انتظار ان يهاجموها بالصواريخ والقذائف الصاروخية او بالسلاح غير التقليدي واذا ما تحقق احد هذه التهديدات او كان قريبا من التحقق فان الجيش سيعمل بكامل قوته وعنفوانه لاحباط هذا التهديد او خفض مستوياته " وهذه الرسالة معدة ليس فقط لعناصر الجيش او الاسرائيليين ولكنها رسالة موجهه لدول مثل سوريا وايران واحزاب مثل حزب الله وكذلك للادارة الامريكية والدول الاوروبية ".

النقيض المطلق لغابي اشكنازي
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
لقد بات التوجه الهجومي الذي يميز غلانت مقبولا هذه الايام على الاركان الاسرائيلية بكامل هيئتها برئاسة رئيسها الحالي غابي اشكنازي لكن الفرق بين غابي اشكنازي والرئيس القادم غلانت يتمثل بطريقة اتخاذ القرار والاستعداد للمخاطرة وهذا الفرق وصل بين الاثنين الى مستوى النقاش الحاد والمرير.

ان غلانت يمثل تقريبا النقيض التام لاشكنازي الذي يتميز بالتوجه الحذر وهذا ما حوله الى رئيس أركان ذي شعبية ليس فقط في الشارع الاسرائيلي وانما في واشنطن ذاتها.

وباراك الذي استمر في ترديد مقولته "كل الخيارات مفتوحه" فيما يتعلق بالموضوع الايراني شعر بالمرارة والحسرة حين رأى صانعو القرار الامريكي يحجون الى مكتب اشكنازي علّهم يجدون عنده اذانا صاغية تقبل تحليلهم بعدم وجود ضرورة للاستعجال في شن هجوم على ايران ومن المنطق الافتراض بان هذه الظاهره لن تعود في ظل رئاسة يؤاف غلانت.

وفيما يتعلق بالمؤهلات العسكرية التي يتمتع بها غلانت فلن تجد احدا في الجيش يختلف على قدرته واستحقاقه لتولي رئاسة الاركان، صحيح انه تولى قيادة منطقة عسكرية واحدة فقط ولم يكن نائبا لرئيس الاركان لكن هناك عشرات العمليات التي تولى قيادتها تشهد لصالح قدراته بما في ذلك قيادته الناجحة للحرب في غزة بصفته قائدا للمنطقة الجنوبية.

تعلم من شارون كيفية تدبر امر الاعداء والخصوم

يعتبر غلانت خريجا للمدرسة العليا برئاسة شارون المتعلقة بطرق التعامل مع الاعداء، حيث عمل سكرتيرا عسكريا لدى شارون حين تولى الاخير رئاسة الحكومة، ومستوطنو غزة لن ينسوا له دوره في اخلاء المستوطنات ولربما يعارضون تعيينه لكن لا يوجد شك بان غلانت تعلم من رفقة شارون المناورة على الخط الدقيق الذي يفصل بين المستوى العسكري والسياسي.

في الفترة القادمة سيمتنع غلانت عن القيام باي خطوة قد تضر بفرص تعيينه وسيعمل بتعاون مع رئيس الاركان الحالي غابي اشكنازي وسيمتنع عن أي احتكاك معه، وهو يعرف الطريقة التي اتبعها اشكنازي في ترميم الجيش بعد حرب لبنان الثانية ويقدر جيدا جزءا كبيرا من الخطوات والقرارات التنفيذية التي اتخذها سلفه، وكذلك يدرك غلانت وكذلك باراك ونتنياهو ان اشكنازي اكثر رؤساء الاركان قبولا وشعبية لدى الجمهور الاسرائيلي لذلك من الصعب أن يقوم غلانت بالغاء التعيينات والترقيات التي قررها اشكنازي لأنه يريد جيشا هادئا ومستقرا ينشغل بالعمليات العسكرية وليس بالقضايا الشخصية التي ستتسرب في نهاية الامر لوسائل الاعلام.