الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

واد النيص حكاية مستمرة يطرب لها كل متذوق للرياضة* بقلم: احمد جمال

نشر بتاريخ: 25/08/2010 ( آخر تحديث: 25/08/2010 الساعة: 19:57 )
في البدء لا يعدو ما أرمي إليه في هذه المقالة أن يكون بخواطر متواضعة أعبر بها عما يخالجني من فرح وحبور وما يجيش في نفسي من ذكريات وأمل ورجاء وما يعمر قلبي من المحبة والولاء لكنني أعترف بأنني لا أعرف من أين أبدأ فالخواطر تنهمر عليَّ من كل جانب والقلم قاصر عنها لا يطولها كلها فما إن يمسك بواحدة منها حتى تلح عليه شقيقاتها فإذا بالأولى قد أفلتت وهكذا دواليك .

إن ربوع جبال واد النيص الحريرية الدافئة كخيوط الشمس والوادعة كالأطفال والقوية كجذوع النخيل تقف اليوم وعلى شفاه أهلها بسمة وفي عيونهم فرحة مفروشة دروبها بالنور والأمل فرحتها جذلا وهي ترى عمل أبنائها الدؤوب وعطاءاتهم الدائمة قد أثمرت من جديد بفوز فريقها الكروي بكأس الشهيد أبو عمار الغالي وكأس السوبر الفلسطيني الذي يقام لأول مره في تاريخ الكره الفلسطينية فغردي يا قرية المجد بالأناشيد العذاب.. وغني للفجر الطالع أغنية حب وفرح فرحة بفارس الرياضية الفلسطينية من عشرة أعوام .

إن الوقائع الماثلة على الأرض تجعلني أقول بكل ثقة إنه ليس بمستغرب أن يحقق هذا النادي العملاق هذه الانجازات الغير مسبوقة لأندية أخرى ولا من وجه الغرابة أن يبقى الترجي بمسماه الجديد في قائمة الإبطال لأنه ينطلق في مساراته من خبرات رياضية متراكمة ومتجددة تولدت من خلال تاريخه القصير المتفرد والذي يفوق غالبية الأندية الكبار في الوطن..

والمحلل لشخصية العقل النيصي يدرك سر نجاحه وتحقيق أهدافه؛ لأنهم ينفردون بمواصفات قل نظيرها وصفات يصعب على غيرهم تحقيقها؛ فهم
أولاً: يملكون مهارات العمل بروح الفريق الواحد الذي حول النادي إلى كل لا يتجزأ، وإن تجزأ بخصوصية مجالاته المختلفة؛ فسرعان ما يتفاعلو يتحد حتى يعود إلى كليته .
وهم ثانياً: يتحلون دائماً بالصبر والإخلاص وتحمل المسؤولية لأن اكتساب رضا الآخرين مطلب صعب مما هو كل غال ونفيس من البذل والعطاء والتسامح.. وطدوا أنفسهم على الكفاح المستميت والعمل المستديم مستلهمين مضامين عقيدتنا الإسلامية السمحة في صياغة تربية رياضية راقية آتت أكلها أضعافاً مضاعفة.
وهم ثالثاً: يؤمنون برسالة النادي التربوية والاجتماعية والثقافية ويعملون على تحقيق الأهداف المخططة.. شعارهم الذي يجسدونه منذ القدم(أروحنا فداك يا نادينا ).

إن خلف هذا النجاح أيضاً منظومة إدارية متسقة وجهد فريق عمل متآلف الإيقاع واضح الأهداف تدفعه حالة انتماء حقيقة لعمله وبلدته، ناهيك عن التخطيط الاستراتيجي السليم وحسن الاستثمار للظروف والموارد القليلة والتكاتف بين أهالي قرية واد النيص بمختلف شرائحهم العمرية، إضافة إلى قيادة إدارية فذة قائمة على الشورى والحوار والمشاركة في الرأي والعمل بروح الفريق كان ذلك كله الخطوة الأولى على طريق عمل طويل ومتواصل استمتع فيه أبناء النيص أخيراً برؤية ثمار نتاج عملهم فلله در إدارة هذا نهجهاوقيادة هذا مسلكها وتوجه هذا مساره.

فشكراً لكل من ساهم في هذا الإنجاز الكبير شكراً لأعضاء الشرف الذين بذلوا المال والجهد والوقت، وأخص رئيس مجلس الاداره سليم أبو حماد ومن خلفه المشرف الرياضي عبدالله أبو حماد والمؤسس الأول للنادي محمد عبد أبو حماد والمدرب السابق زيدان عثمان شكراً للاعبي النادي الذين عزفوا أعذب سيمفونية كروية على المستطيل الأخضر رقصت على أنغامها الجماهير شكراً لأهالي قرية واد النيص الذين ساندوا النادي بالمال والتشجيع.

وفي ظل نشوة الفرح نتذكر رجالاً أفذاذاً أعطوا الكثير وقدموا الغالي والنفيس من أجل رقي هذا النادي على مدى تاريخه، وأقترح على القائمين على النادي تسمية ملعب واد النيص الذي تكفل به الرئيس الفلسطيني محمود عباس (استاد الرئيس محمود عباس الدولي ).