الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

انطلاقة المحترفين ومعشوقة الملايين!! *بقلم: عبد المجيد حجه

نشر بتاريخ: 26/08/2010 ( آخر تحديث: 26/08/2010 الساعة: 14:25 )
نحو بوابة الكبرياء وبوصلة الانتماء ومصعد الخافقة قلوبهم بالإيمان إلى السماء تزحف الجموع، وتخرج الآهات حرى لتلمع الحدقات بالدموع، حيث تتشابك الرموز والأحرف والكلمات الآلهية والبشرية في مقطوعة إبداعية شاملة الوقع والإيقاع والمعاني الخالدة، تفصح عن حقيقة ساطعة كما شمس الله المنيرة من العلياء، إنها غزلية "كرة بحجم القلب وقبلة هي العاصم والعاصمة" التي لا تحد بحدود، فيها الشاهد والشهيد، والكهل والوليد، وجراحات مفتوحة على المدى كما ابتسامات الطهر والبراءة على موعد بالعيد، فيها المدينة والمخيم والقرية والحارة ومشاعل تنير الطريق، فيها الكبير والصغير والحر والمشرد والمرابط والأسير، والكل على العهد الأكيد، فيها الماضي والحاضر والمستقبل كما لوحة عملاقة لفنان متعملق نسجت من خيوط القلب تفضي للمتسائلين بشافي الجواب، وتمطر العطشى بفيض الوفاء وصدق الانتماء، وشموخ همة وهامة الكبرياء العرفاتي الذي صاغته سنون المعانيات والسجون، لتجدها وتجدهم من حيث يرغب الفرسان في الميدان، ويطمح الشعب ويرنو بحدقاته لربيع قادم يبشر بالنصر رغم ظلم ذوي القربي وظلام المارقين على الأرض والزمان.

من هنا ينطلق دورينا للمحترفين "منطلقا وراع وعنوان" بحرفية واحتراف، والكل يخفق قلبه على حدود العلم والنشيد لفلسطين، هنا القدس وأميرها فيصل، هنا أنشودة ألياسر وأول مراياه وجل جلجلة أسراره وأخر وصاياه، هنا الأقصى يفتح ذراعيه للضارعين إلى المجد بعزيمة الإيمان، والقيامة قائمة فينا ما قامت الشرايين نبضا بالحياة، وقبة هي تاج القباب المتوج بأفئدة فئة من القابضين على الجمر من حيث لا يضيرهم عسف سوائب أراذل الخلق الطارئين على الزمان والمكان وقدسية العنوان.. ولأجلها تقام تواصلا ملحمية لربما يعتقدها البعض رياضية صرفه، وآخرون سياسية، والبعض لا يرى فيها سوى تسلية لحظية، لكنها ومن حيث بدأت وأريد لها وتواصلت لتتألق في يومها هذا ليست بأقل من مقطوعة من قلب الوطن ومشروعه التحرري، ورسالة شاملة المعاني والمضامين ببلاغة الناظمين لأعراس الرصاص والعازفين لإلحان حرية الوطن وإنسانه بعميق الوعي وكبرياء الانتماء..

واحتفاء بهذه المناسبة التي تمثل جمال وجلال المنى والمعاني، فان المأمول والمطلوب والمتوقع من جماهيرنا ولاعبينا وخاصة أركان هذا العرس الكبير هو أن يؤكدوا قولا وعملا أنه: إذا ما كانت على قدر أهل العزم تأتي العزائم، فلا بد أن تَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ، وإذ تَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ، فليس من بيننا من تَعظُـمُ فـي عَيـنِه الصِغائر، ليكون هذا اليوم فاتحة لمسيرة حافلة بما يليق برياضتنا وفرسانها، ورسالة حضارية دالة على عظمة شعبنا وعدالة قضيته وقداسة حقوقه، ولتبقى فينا وعلى الدوام ورغم كل محاولات وجرائم الاحتلال " القدس في العيون.. تهون منا لها الأرواح ولا تهون".

امين عام الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم