الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال برنامج "بلا قيود"- ظروف الاسرى في الوقت الحالي مأساوية جدا

نشر بتاريخ: 26/08/2010 ( آخر تحديث: 26/08/2010 الساعة: 13:34 )
رام الله-معا- اكد مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" حلمي الاعرج، إن ظروف الاسرى في هذا الوقت هي الاكثر مأساوية من اي وقت مضى واشبه ما تكون بظروف بدايات الاعتقال الاولى عام 1967.

وبين الاعرج خلال برنامج ب:لا قيو:د الذي ينتجه مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب بالتعاون مع تلفزيون وطن، ضمن مشروع "كسراً للصمت، لا للتعذيب" الممول من الاتحاد الاوروبي، "بين صعوبة ما يعانية الاسرى مع المحتل وسياساته واجراءاته المخالفة لكل المواثيق الدولية والحقوقية، بهدف كسر ارادة الانسان الفلسطيني الذي اذا سمح للمحتل بتحقيق ذلك خسر شعب باكمله عدالة قضيته.

واضاف الاعرج ان الصعوبات والمعاناة التي تطال الاسير اصعب من الموت، لكن ايمان الاسرى بما يحملون من رسالة وطنية وما يتسلحون به من روح التحدي والعزيمة تهون المعاناة وتحول الحياة في الاسر الى حياة هينة سلسة ذات حيوية.

وحول رحلة الاعتقال اكد الاعرج ان الاعتقال رحلة طويلة من المشقة والمعاناة تبدأ من لحظة الاعتقال الاولى وهيبته وما يرافقها من ممارسات جنود الاحتلال بحق المعتقل وبحق ذويه واهله وما يليها من ضرب للمعتقل وهو مقيد ومعصوب العينيين اثناء نقله الى مراكز واقبية التحقيق، ثم بدء الاستجواب باساليب التحقيق المختلفة، مشيراً الى ان لحظة الانتصار تتمثل عند المعتقل وقت خروجه من اقبية التحقيق.

وفيما يتعلق بحياة المعتقلين داخل المعتقلات قال الاعرج" ان لوائحاً وانظمةً ادارية وقوانين داخلية تسير وتنظم الحياة داخل المعتقلات باشراف التنظيمات والفصائل الوطنية، الامر الذي جعل المعتقلات على مدى عقود من الاحتلال بمثابة اكاديمية ثورية تخرج من صفوفها المتسلحين بالوعي والارادة والصلابة على المواقف الوطنية، مدللاً على ذلك بقصص لمعتقلين دخلوا الاعتقال اميين وخرجوا متعلمين واكملوا دراساتهم الجامعية".

واشار مدير مركز "حريات" الى ان الحركة الاسيرة في الاعتقال تناضل باستمرار لتحسين ظروف اعتقالها وكذلك لانتزاع حريتها سواء على مستوى المعتقل واحتياجاته وكرامته او على مستويات اعلى كالاضراب الذي خاضته الحركة الاسيرة عامة 1995 تحت شعار الحرية لاسرى الحرية ابان توقيع اتفاق طابا.

وفيما يخص واقع الحركة الاسيرة هذه الايام قال الاعرج إن هناك متغيرات سياسية وموضوعية على الساحة الوطنية تنعكس على واقع هذه الحركة وان اي مقارنة الان بين الاسر في الامس والاسر اليوم في ظل التشرذم والانقسام والضعف الفلسطيني المعاش هي مقارنة ظالمة للحركة الاسيرة.

وطالب الاعرج الحركة الاسيرة في هذا الصدد باستعادة اوج قوتها ودورها الريادي على كل الصعد، وان تناضل من اجل حقوقها، الامر الذي بدوره يعمل على اعادة الاعتبار لمكانة الحركة الاسيرة سياسياً ووطنياً.

وفي اطار توثيق تجارب المعتقلين قال الاعرج إن وجود معتقلين امضوا اكثر من ثلاثة عقود في الاسر قسِراً يمتلكون من الخبرة والتجربة الكثير، مما يجب ان يحترم ويوثق تكريماً لهم واحتراماً لوطنيتهم وصوناً لتضحياتهم الجسام، وذلك من اجل إطلاع الاجيال القادمة على هذه الصور المشرقة لما لذلك من دور في شحن الناس بالثقة والتواصل والاستمرارية في رسالة التحرر السامية.

من جهتها فاتن ضراغمة الاسيرة المحررة قالت إن اصعب المواقف التي مرة بها في تجربة الاعتقال هي وقت زارتها ابنتها البالغة من العمر ثماني سنوات ولم تعرف امها، وكذلك الحرمان من الزيارة بعد ان تحمل الاهل مشقة المجيء والوصول الى باب المعتقل.

واضافت ضراغمة، كنت انتظر الزيارة على احر من الجمر وكنت معتقلة جسداً وكانت روحي مع اولادي السبعة الذين حرمت منهم ومن رؤيتهم حولي جميعاً، خاصة ان السجان لا يسمح لهم بالزيارة سوياً. وعتبت ضراغمة على المؤسسات التي تعني بالاسرى بسبب تقصيرها باولادها ومتابعة امورهم واحتياجاتهم وقت غيابها.

وفي حديثها عن محطات الاعتقال، تطرقت ضراغمة الى عذاب التحقيق خاصة الشبح بالكرسي مكبل اليدين والقدمين الى الخلف قرابة العشر ساعات في الليل غالباً، وكذلك اسلوب العزل والافراد حيث يحرم المعتقل من مخصصات الكنتين خاصته، ويحرم من كل ملابسه في العزل ومن فراشه ايضاً.