الثلاثاء: 04/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

عائلة عرفات- تنتظر رد الرئيس أبو مازن

نشر بتاريخ: 27/08/2010 ( آخر تحديث: 27/08/2010 الساعة: 15:50 )
بيت لحم- معا- هذا العالم غابة، القوي منا ياكل الضعيف، استحلفكم بالله مساعدة ابنائي، قبل أن أراهم يموتون امامي، هكذا بدأ المواطن حيدر حماد عرفات (47 عاما) من حي الزيتون شرق مدينة غزة، ولكن من يعرف حال حيدر عرفات ويعيش سويعات في بيته يعلم ما يعانيه هو وأطفاله، فكان لشبكة "معا" الاذاعية أن تطرق الأبواب المغلقة التي لا تسترها سوى الحيطان الإسمنتية لتستمع مأساة تلو الأخرى.

في منزل بسيط يتكون من غرفتين لا تتجاوز مساحته الستين مترا، وتعلوه ألواح من الحديد "الزينقو" يسكن حيدر عرفات مع عائلته المكونة من اثني عشر فردا من بينهم ثلاثة معاقين يرقدون في فراشهم ولا يقوون على الحركة.

الأطفال الثلاثة ليسوا بأحسن حال من والدهم العاطل عن العمل منذ اندلاع انتفاضة الاقصى والمصاب بغضروف أسفل الظهر، وكذلك آلام حادة في المعدة ناتجة عن قرحة في الاثني عشر.

عندما يبكي الرجال الزمان وتضيق الدنيا وتصغر لتكون بحجم كف اليد، تكون البداية لأب يسرد روايته خلال برنامج "على الطاولة" على شبكة معا الاذاعية " ويقول: "يعاني حماد نجلي الأكبر البالغ من العمر (24 ربيعا) من زيادة وزنه وقصر قامته، أما معتصم البالغ من العمر (21 ربيعا) فيبلغ وزنه خمسة وعشرين كيلو ولا يتجاوز طوله تسعون سنتيمترا.

بالحسرة والالم يجلس المعاقان حماد ومعتصم، متناوبين على جهاز التبخير الذي يعمل بواسطة الكهرباء، ويقول والدهم ان تكلفة علاجهم تبلغ 630 شيقلا في الشهر وهي تكاليف السائل الموجود بداخل البخاخة لتزويد العظام بالكالسيوم، مبينا أنهما بحاجة إلى 8 علب دواء شهريا، كما ان نجله معتصم بحاجة إلى كرسي متحرك، بالاضافة الى اصابة الطفلين بفقر الدم والذي يحتاج بشكلا اسبوعي الى التبرع بوحدتين الى ثلاث وحدات دم لكليهما، كما ان حالة مشابهة لفتاة ثالثة للمواطن تدعى داليا (25 عاما) تعاني من ذات المضاعفات.

وأشار عرفات إلى أن طفلين آخرين توفيا من نفس المرض هما محمد (4 سنوات) بالإضافة إلى لينا (6 شهور) والتي كانت تعاني من تكسر في عظمها وسوء امتصاص وفشل في الكلى.

يعجل الوالد في طرح القضية فهو يشتكي من ضيق ذات اليد، فهو جالس دون عمل منذ عدة اعوام ولا يحصل الا على 1000 شيقل كل ثلاثة اشهر من مساعدات الشؤون الاجتماعية، منوها الى انه توجه بعدة كتب الى وزير الصحة ووجه عدة كتب الى مسؤول التحويلات في وزارة الصحة الا انها ووفق عرفات "قد فقدت في البريد"، كما أنه توجه بكتاب ومناشده لمكتب الرئيس عن طريق عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس دائرة شؤون اللاجئين زكريا الاغا، للحصول على مساعدة وراتب شهري ثابت لشراء الدواء، لكنه يقول انتهت قضيتي وفي اثناء المراجعة بين اذان هذه او تلك من موظفات الرئاسة.

هنا صمت عرفات عن الكلام، وكان وكيل وزارة الاوقاف داوود الديك يرد بتنهد ويقول "لقد قدمنا في وزارة الشؤون الاجتماعية اقصى ما لدينا لعائلة عرفات وهذا ما يمكن تقديمه"، معترفا انه نقطة في بحر ما يحتاجه المواطن عرفات وعائلته، مطالبا بجهد مجتمعي ومؤسسي لحل هذه القضية والوقوف مع المواطن وكافة فقراء الوطن، ضاما صوته الى صوت المواطن عرفات بضرورة توفير دخل ثابت له.

يختم عرفات حكايته على اثير اذاعات "معا" مناشدا الرئيس محمود عباس وكافة المسؤولين وصناع القرار والمؤسسات الأهلية لإنقاذ أطفاله والعمل على توفير الحياة الطبيعية لهم وإعطائهم حقهم بالعيش، وتوفير معاش ثابت لاطفاله يكفيهم ثمن الدواء والعلاج.