الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد الافطار ...... يكتبها: عمر الجعفري

نشر بتاريخ: 27/08/2010 ( آخر تحديث: 28/08/2010 الساعة: 10:02 )
في اليوم السابع عشر من رمضان نقول:
مساء امس اتفقت مع " ام العيال " على أن نشد الرحال صباح هذا اليوم الجمعة الى الاقصى للصلاة هناك، قلت في قرارة نفسي دعني استغل "التسهيلات المعلنة " التي أعلن عنها الجانب الاسرائيلي في هذا الشهر الفضيل وباعتباري تجاوزت الخمسين ولا يلزمني تصريح للدخول الى قدس الاقداس ، كما انني اشتقت للقدس التي كانت محطة انتقالي الى رام الله يوميا اثناء ذهابي الى عملي هناك .

وصلنا الى الحاجز الاسرائيلي الواقع شمال مدينة بيت لحم، افترقت عن "ام العيال" حيث "التسهيلات الاسرائيلية " تقضي ان هناك مكانا مخصصا للنساء ومكان اخر للرجال، الاف من المواطنين وعشرات السيارات تقف بالقرب من الحاجز، رجال الشرطة الفلسطينين ينظمون حركة السير دون كلل او ملل.

وقفت في صف طويل يصطف فيه الغلابى الفلسطينيون كل يحمل سجادته في يده من بينهم بعض الاطفال الذين جاء بهم اباؤهم وما ان وصلت الى " الخواجا " الذي يقف في اخر الصف ويمسك بندقية اّلية من طراز "أم 16" حتى وجدنا " مروحة " كبيرة تدفع بهوائها البارد باتجاه من يصل عندها، نظر الجندي فقال لأحد الشبان "وين التصريخ" رد الشاب " ما في يا خواجا " أجابه الجندي " على البيت من هون " وأشار بيده الى المكان المخصص للعودة.

وما ان انتهينا من هذه النقطة العسكرية حتى دخلنا ومشينا في صف طويل تحيط بنا القضبان الحديدية التي تشبه الاقفاص التي تحشر فيها الحيوانات المفترسة، هذا كان وضع الرجال، اما حرمي المصون "ام العيال" فبسبب التسهيلات فقد اكتوت من حرارة الشمس "وفرقت على جيرانها" هذا طبعا حمل العديد من النساء على العودة الى بيوتهن، جندي اخر كان يقف في اخر الصف يسأل عن التصريح اذا كنت اقل من 50 عاما ولا تملك تصريحا فيعيدك الى البيت.

وصلنا الى التجمع الثالث الفحص الامني وجدنا هناك ما لا يقل عن 500 شخص يصطفون على ثلاثة شبابيك ينظم اصطفافهم مجموعة من الجنود وما ان تصل حتى يقومون بعملية الفحص فإما ان تعود ادراجك او ان تكتب لك الصلاة في المسجد الاقصى في هذا اليوم الفضيل.

الجو هنا افضل من المكانين السابقين حيث تبعث العديد من المراوح الكبيرة والمثبتة في السقف بهوائها البارد في ارجاء المكان، رأيت العديد من الرياضيين تناقشنا في الرياضة ودوري المحترفين وتحدثنا عن بطولات الناشئين والفئات العمرية وعن مباراة الامعري وهلال القدس وعن شركة جوال ورعايتها للدوري، وتحدثنا ايضا عن الوحدة الوطنية والوحدة الرياضية، وقلت لهم تذكروا ان اللواء جبريل الرجوب عقد أول اجتماع لاتحاد كرة القدم في جمعية الشبان المسلمين في الخليل وكانت هذه رسالة واضحة للجميع ان الرياضة هي رسالة سامية ويجب ان لا تفرق بين الناس وفق معتقداتهم او لونهم أو جنسهم وعلينا ان لا نقول في الرياضة هذا فتحاوي وهذا حمساوي او جبهاوي فجميعنا يجب ان نكون على قلب رجل واحد ويجب علينا ان نلفظ التعاملات المقيتة التي يحاول رجال السياسة فرضها علينا.

قلت هذا وانا اذكرهم بخبر جاءنا قبل مدة يتعلق بقطع كل سبل الامداد والتبرع والاعانة لنادي اسلامي قلقيلية وتأثرت عندما قرأت ان سنافر النادي لا يجدون من يسد رمقهم من اجل الاستمرار في اللعب وتقديم عروضهم الجميلة التي امتعوا كل من شاهدهم أو سمع عنهم، هذا النادي الذي اغلقته سلطات الاحتلال ولا زالت تلاحق رجالة، وتابعت قولي تفضلوا ها هم على الحاجز لا يفرقون بين شخص واخر فهم يتعاملون معنا وفق اعتباراتهم الامنية ووفق مصلحتهم الامنية.

كنت اتحدث في الوقت الذي نزعت ساعتي عن يدي ووضعتها بالاضافة الى حزامي وجهاز جوالي ومحفظتي في كيس من البلاستيك كنت قد احضرته معي من البيت، قبل ان اعبر البوابة الالكترونية حافي القدمين لاسمع في النهاية قرار "الخواجا " الذي يطلب مني العودة الى البيت ولم تشفع لي سنوات عمري التي تزيد عن الخمسين عاما ولا حتى لون شعري الابيض ، فيما وصلت "ام العيال " الى هناك وأدت صلاة الظهر.