حكاية ابن السائق.. الذي أصبح فخر الفرنسيين
نشر بتاريخ: 04/07/2006 ( آخر تحديث: 04/07/2006 الساعة: 17:48 )
بيت لحم - معا - وكالات - أثبت صانع العاب منتخب فرنسا الكبير زين الدين زيدان مرة اخرى أنه رجل المناسبات الكبيرة عندما خاض علي الارجح افضل مباراة له مع فريقه وقاده ببراعة الي الفوز علي البرازيل, التي كانت المرشحة البارزة لاحراز لقبها السادس, وبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الرابعة في تاريخها.
ويبدو ان زيدان لم يتراجع عن اعتزاله خلال التصفيات لمساعدة فرنسا علي بلوغ النهائيات فقط, بل اثبت في مباراتيه الاخيرتين انه مصمم على العودة بالكأس العالمية للمرة الثانية لكي يسدل الستار على مسيرة ناصعة وهو في القمة.
لم يختر زيدان مباراة عادية لكي يثبت من جديد علو كعبه علي الرغم من تقدمه في السن, فالتألق في مباراة ضد منتخبات كوريا الجنوبية او سويسرا او توجو في الدور الاول لا يزيد من عظمته شيئا, لكن عندما يتفوق على نظرائه في المنتخب البرازيلي وعلي رأسهم رونالدينيو افضل لاعب في العالم في العامين الاخيرين فان الامر يكتسي اهمية اكبر بكثير.
لقد اعتبر كثيرون من النقاد أن البطولة الحالية ستكون مقبرة زيدان خصوصا بعد الموسم العادي الذي قدمه في صفوف فريقه ريال مدريد الاسباني, ورأوا انه لن يستطيع خوض سبع مباريات في مدي شهر واحد لانه تقدم في السن وقيادة منتخب' الديوك' الي لقب ثان بعد ان ساهم بشكل كبير في احراز اللقب الاول بتسجيله هدفين في مرمي البرازيل ايضا في المباراة النهائية المشهودة عام1998.
غير ان' المايسترو' اسكت منتقديه وقدم بعضا من اللمحات الفنية التي يتمتع بها في مواجهة اسبانيا في الدور الثاني وسجل هدفا ثالثا رائعا, قبل ان يظهر افضل ما لديه في مواجهة منتخب السامبا ليثبت انه احد افضل اللاعبين الذين انجبتهم الملاعب.
وصال زيدان وجال كما يحلو له وكأنه قائد اوركسترا في حفلة فنية راقية حتى ان اللاعبين البرازيليين لم يصدقوا ما رأته اعينهم لما قام به من حركات فنية اطربت الجميع.
كما بات المنتخب الفرنسي الفريق الوحيد الذي يتمكن من الفوز علي نظيره البرازيلي ثلاث مرات في نهائيات كأس العالم بعد عامي 1986 في المكسيك ونهائي1998 في باريس, مقابل خسارة واحدة في السويد عام1958.
واشاد اسطورة الكرة البرازيلية بيليه بزيدان واعتبره' ملهم المنتخب الفرنسي وانه كان نقطة الثقل في مواجهة البرازيل'.
اما النجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني فاعتبر زيدان ايقونة الكرة الفرنسية وقال' من الناحية التقنية اعتقد ان زيدان يجسد افضل ما في اللعبة, السيطرة علي الكرة ببراعة والتمرير المتقن, ولا اعتقد أن احدا يستطيع ان يجاريه في المجالين'.
وراي ان الهدفين اللذين سجلهما زيدان في نهائي مونديال1998 ليشكلان علامة فارقة في تاريخ الكرة الفرنسية.
وقد بدأ زيدان الجزائري الاصل مسيرته نحو النجومية في صفوف فريق كان عام1988 ومكث معه حتي عام1992.
ولد زين الدين يزيد زيدان من والدين من اصل جزائري هما اسماعيل ومليكة في23 يونيو عام1972 في مرسيليا وهو الخامس في اسرة تضم ثلاثة اشقاء هم جمال وفريد ونور الدين, وشقيقة تدعي ليلي.
وكان والده هاجر من الجزائر ليبحث عن لقمة العيش في فرنسا وعمل سائق شاحنة لاعالة عائلته.
ومنذ نعومة اظافره كانت معشوقته الكرة لا تفارقه وكان من الطبيعي ان يتردد زيدان الصغير علي ملعب فيلودروم لمتابعة مباريات النادي المحلي مرسيليا وكان مثله الاعلي انذاك نجم لاعب الوسط الاوروجوياني انزو فرانشيسكولي حتي انه سمي ابنه البكر انزو.
بيد ان ناديا كان اعطاه فرصته الاولي في الملاعب فوقع عقدا معه عام1988.
وخاض زيدان اول مباراة له في الدوري الفرنسي عندما دخل احتياطيا في الدقائق الاخيرة من المباراة ضد نانت وبالتحديد في20 مايو1989 قبل ان يبلغ السابعة عشرة بشهر واحد.
وانضم زيدان الي نادي بوردو ونجح في موسمه الاول في تسجيل12 هدفا.
ونال فرصته الدولية عندما اصيب يوري دجوركاييف قبيل المباراة الودية مع تشيكيا في17 اغسطس عام1994, وشاءت الصدف ان تكون المباراة في بوردو.
وتقدم المنتخب التشيكي2- صفر في نهاية الشوط الاول وكان زيدان علي مقاعد اللاعبين الاحتياطيين, وفي منتصف الشوط الثاني طلب منه المدرب ايميه جاكيه ان يدخل الي الملعب.
ومنذ دخوله, بدا زيدان مصمما علي فرض نفسه لكنه كان متخوفا ايضا من الفشل الا انه نجح في تسجيل هدفين ليخرج فريقه متعادلا2-2.
وبدأ زيدان يلفت انظار الاندية الاوروبية العريقة بعد ان قاد بوردو الي نهائي كأس الاتحاد الاوروبي عام1996 التي خسرها امام بايرن ميونيخ الالماني فضمه نادي يوفنتوس الايطالي العريق الي صفوفه مقابل6 ملايين دولار.
ولم يتأقلم زيدان بسرعة في صفوف يوفنتوس فواجه موجة انتقادات عنيفة من الصحف المحلية قبل ان يفرض نفسه كأحد افضل نجوم الدوري الايطالي في السنوات التي قضاها في صفوفه ليسير علي خطي بلاتيني ايضا الذي حاز القابا عدة مع فريق' السيدة العجوز', قبل ان ينتقل الي ريال مدريد الاسباني مقابل صفقة قياسية فقاده الي المجد الاوروبي عام2002 وسجل هدفا رائعا في النهائي ضد باير ليفركوزن.
وكان زيدان علي موعد مع المجد في مونديال فرنسا98, فساهم في بلوغ منتخب بلاده المباراة النهائية التي جمعته مع البرازيل. وفي النهائي علي ملعب سان دوني في ضاحية باريس فرض زيدان نفسه نجما للمباراة من دون منازع وسجل الهدفين الاولين اللذين وضعا فرنسا علي الطريق الصحيح لاحراز اللقب للمرة الاولي في تاريخها قبل ان ينهي زميله ايمانويل بوتي التهديف في الدقيقة الاخيرة.
ثم ساهم زيدان في احراز لقب امم اوروبا عام2000 وكأس القارات في العام التالي, لكن النقطة السوداء الوحيدة في سجله تبقي مونديال2002 حيث غاب عن المباراتين الاوليين فخسر فريقه المباراة الاولي امام السنغال صفر-1, وتعادل في الثانية مع الاووجواي صفر-صفر, قبل ان يعود في المباراة الاخيرة ضد الدنمارك لكنه لم يفعل شيئا