الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تفاصيل جديدة حول عملية الوهم المتبدد: التخطيط للعملية استغرق اربعة اشهر وحفر النفق ستة اشهر

نشر بتاريخ: 04/07/2006 ( آخر تحديث: 04/07/2006 الساعة: 18:47 )
خان يونس - معا - تقرير اخباري - لم تعد التفاعلات الديناميكية لعملية "الوهم المتبدد" التي نفذتها ثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة، تسيطر على الحالة السياسية والأمنية داخل حكومة الاحتلال فحسب _ بل أصبحت قضية اقليمية ودولية خاصة بعد ،التدخلات من كافة الزعماء والشخصيات ذات الوزن السياسي والاقتصادي الثقيل في العالم والتي كان أخرها الولايات المتحدة ، وروسيا،بالإضافة إلى حكومة فرنسا، وغيرها من الدول العربية والإسلامية .

الوهم المتبدد ربما تكون اسماً على مسمى -كما يقولون - فهي أضحت كابوسا ، يلاحق الإسرائيليين في أحلامهم فيقض مضاجعهم ، شعباً وحكومةً، ساسةً وعسكر، بل أثرت أكثر من ذلك في كونها احدثت خلافات وانقسامات داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ،كون العملية نفذت بمهارة وتقنية عسكرية عالية المستوى تخطيطاً واداء ، بالرغم من وجود الإنذارات الساخنة حولها .

حينما أقدمت حكومة الاحتلال على اغتيال الأمين العام للجان المقاومة الشعبية جمال ابو سمهدانة ، قالت وقتها أن عملية الاغتيال جاءت لتوقف عملية كبيرة وضخمة ضد الإسرائيليين ،وان ابو سمهدانة كان يقوم بوضع اللمسات الأخيرة على العملية التي ستقع في معبر كيرم شالوم أو على معبر رفح البري .

الآ أن استخبارات الجيش والشاباك لم يتوصلا لفك الشيفرة الخاصة بالعملية ، ولم يتمكنوا من معرفة المكان المستهدف ومن القائمين عليها ووقت وقوعها ، بالرغم من التقنيات العالية التي تتمتع بها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية .

ويقول أبو مالك أحد قادة ألوية الناصر صلاح الدين: ان العملية التي نفذت بالاشتراك مع كتائب عز الدين القسام ، وجيش الإسلام ، اعد لها بشكل مدروس ومخطط بطريقة تمكنها من الخروج لحيز التنفيذ بنجاح ، خاصة بعد العمليات الإجرامية التي نفذتها قوات الإحتلال ضد المدنيين والأبرياء واغتيال القادة العسكريين في الضفة الغربية وقطاع غزة ، موضحاً أن التجهيز والأعداد لها استغرق ما يقارب أربعة أشهر فيما استغرق حفر النفق وتجهيزه ستة اشهر.

تخطيط دقيق :

ويضيف أبو مالك لوكالة معاً حول تفاصيل جديدة عن العملية : بأنه تقرر أن يكون عدد الإستشهاديين الذين سوف ينفذون العملية (معبر كرم ابو سالم ) سبعة مقاومين ، وقد انقسموا إلى ثلاث مجموعات مهاجمة رئيسية ، عدا عن مجموعة الإسناد التي تولت مهمة التغطية على منفذي الهجوم من خلال إشغال الجنود الإسرائيليين بالقذائف والرصاص وقصف بعض المواقع والدشم القريبة من "كيرم شالوم" حتى يتمكن المهاجمون من الوصول بسهولة .

وأضاف ابومالك : أن المجموعات المهاجمة لم تدخل الموقع العسكري عن طريق النفق ، بل دخلت بعدة طرق ووسائل مختلفة وكانت مهامها كالتالي :

المجموعة الأولى : قامت بتفجير دبابة الميركافاة (3) المطورة بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدبابات, فيما تحركت المجموعة الثانية تجاه ناقلة جند وقامت بزرع عبوة ناسفة فيها وتفجيرها مما أدى الى تدميرها , و أما المجموعة الثالثة فقامت بالاشتباك مع ثلاثة عسكريين إسرائيليين داخل أحد الأبراج العسكرية قبل أن تدمره بقذيفة (آر بي جي) ".

ويضيف "حضرت تعزيزات عسكرية من جنود الاحتلال فاشتبكت معهم المجموعة الثالثة وأوقعت فيهم قتلى وإصابات فأصيب الإستشهادي محمد فروانة في قدمه مما حدا بزميله الآخر الشهيد حامد الرنتيسي للتغطية عليه تمهيدا لخروجه فصعد إلى برج عسكري آخر واشتبك مع من فيه وفجر نفسه بين الجنود -من اثنين إلى ثلاثة جنود- بحزام ناسف كان على وسطه, وقال أبو مالك أن أخر حديث كان مع الشهيد فروانة عندما كان مصابا بطلق ناري في قدمة ثم بعد ذلك قطع الاتصال به .

وعلى ضوء تلك العملية وماصاحبها من إعلان إسرائيل القيام بعملية عسكرية كبيرة أطلقت عليها " أمطار الصيف "لتحرير الجندي الأسير لدى فصائل المقاومة ،فان مسئولا فلسطينيا يرى أن الساعات القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت غير المتوقعة قائلاً :هناك احتمالات مختلفة للإفراج عن الجندي (جلعاد شليط) اولهما: موافقة الحكومة الإسرائيلية على عملية تبادل أسرى يتم بموجبها الإفراج عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين المعتقلين لدى حكومة الإحتلال وفق شروط يتم التوافق عليه مسبقاً .

ثانياً : القيام بعملية عسكرية كبيرة يقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذها دون النظر للعوامل الإنسانية والأخلاقية متوقعة رد إسرائيلي أكثر قسوة ،خاصة بعد قيام المقاومة بطي ملف الجندي شليط.

ويقول المسئول الأمني أن حكومة الإحتلال تحاول الإستفادة بقدر كبير من الوقت لتحقيق هدفين رئيسيين يقضي الأول بتكثيف الجهد ألاستخباراتي الإسرائيلي لتحديد مكان جلعاد شليط و تنفيذ عملية آنية كبرى لتخليصه فيما يتركز الهدف الثاني على تدمير البنى التحتية الفلسطينية و القضاء على السلطة و مؤسساتها و إسقاط الحكومة الحالية وذلك بالاستفادة من العامل الزمني الذي كلما طال فيه أسر شليط أعطت إسرائيل لنفسها الذريعة بمواصلة الاستهداف".

إنزال جوي لإنقاذ شليط:

ولا تستبعد المصادر الأمنية الفلسطينية الرسمية والمقاومة في ان تقوم قوات الإحتلال بتنفيذ هجوم قوي ومركز من خلال عملية إنزال جوي بالمظلات ، إذا ما استطاعت أجهزة استخباراتها من تحديد المكان الذي يحتجز فيه الجندي الإسرائيلي بالتزامن مع تقدم بري للدبابات وعمليات قصف كثيفة ومركزه .