الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية

الاحتلال يوفر الحماية للمستوطنين للاستحمام عراة في عين سلوان

نشر بتاريخ: 29/08/2010 ( آخر تحديث: 29/08/2010 الساعة: 18:48 )
القدس- معا- قامت قوات اسرائيلية في وقت متأخر من ليلة أمس بتمشيط منطقة عين سلوان في حي وادي حلوة، في خطوة استهدفت على ما يبدو طمأنة المستوطنين اليهود بضمان سلامة الطريق المؤدية إلى عين سلوان والتي يستعملها المستوطنون للوصول إلى العين للاستحمام فيها عراة.

وفي العادة يستحم المتدينون من المستوطنين اليهود في عين سلوان الملاصقة للمسجد حيث وقعت محاولة الاقتحام قبل يومين من قبل مستوطنين مسلحين بهدف السيطرة على الأرض خلف المسجد.

وإلى جانب المسجد يقع بالقرب من العين مركز ثقافي وروضة للأطفال تعتبر الروضة الوحيدة للأطفال الفلسطينيين في منطقة وادي حلوة.

وكان سكان الحي اشتكوا للشرطة الإسرائيلية من تصرفات المستوطنين التي تستفز مشاعر سكان المنطقة المحليين كون المستوطنين يأتون إلى العين التابعة للأوقاف الإسلامية والواقعة في قلب الحي الفلسطيني للتعري والاستحمام. إلا أن الشرطة الإسرائيلية لم تقم بأي إجراء رسمي لمنع مثل هذه الممارسات التي يقوم بها المستوطنين في سلوان.

وقال المواطن سمير رويضي: "إن السلطات الإسرائيلية لم تتخذ إي إجراء واضح لمنع المستوطنين من الاستحمام عراة في عين سلوان بالرغم من الشكاوي المتكررة التي قدمها المواطنون الفلسطينيون، إلا أنها لا تتأخر أبدا في تلبية طلبات المستوطنين، ففي العام الماضي أرسلت بلدية القدس الإسرائيلية موظفيها لإنزال زينة العيد [عيد الأضحى] بناءً على الشكاوي التي قدمها المستوطنون".

ويضيف: "ليس ثمة من مجال للمقارنة بين أثر زينة عيد المسلمين على نفوس اليهود وبين أثر رؤية المستوطنين يستحمون عراة في أحد أكثر الأماكن أهمية بالنسبة لنا كفلسطينيين نعيش في سلوان، إلا أن ذلك يؤكد لنا بأن السلطات الإسرائيلية لا تعمل من أجل المصلحة العامة، بل هي تعمل من أجل تلبية رغبات المستوطنين اليهود في سلوان".

أما "أم محمد"، مواطنة فلسطينية وأم لطفلين فتقول: "إن الوضع هناك لا يطمئن أبدا، حيث أبقى في حالة ترقب وخوف طيلة الوقت الذي يكون به أطفالي بالخارج، لقد انهارت في السابق حفرة قريبة من الروضة بسبب حفريات المستوطنين، كما أنني لا آمن ما قد يحدث، ليس ثمة ما يردع المستوطنين في سلوان إنهم يطلقون النار ويستفزون السكان، وأحياناً يعتدون على الأطفال ويصرخون في وجوههم دون سبب".

يذكر أن السلطات الإسرائيلية أعطت المنظمة الاستيطانية المسمى "إلعاد" صلاحية التصرف بكل الأماكن الأثرية في منطقة وادي حلوة ما عدا المدخل الجنوبي لعين سلوان وهو ما تحاول المنظمة الاستيلاء عليه فتضع حراسها المسلحين باستمرار على هذا المدخل، في حين تسيطر رسمياً على المدخل الشمالي للعين، أما عن مدخل عين الحمرا الواقع في الجهة الجنوبية والملاصق للمسجد والروضة فقد أغلقته سلطة الآثار الإسرائيلية في السابق وكانت قد وعدت بإعادة فتحه خصوصاً وأنه كان يشكل طريق آمن يستخدمه الأطفال والسكان للوصول إلى الروضة والمسجد إلا أن إدارة المواقع السياحية أحيلت إلى جمعية المستوطنين قبل أنه تفي سلطة الآثار بوعدها فتح الطريق، واليوم تبقي "إلعاد" هذا الطريق مغلقاً إلا في وجه السياح من زوار مركزها فتسمح لهم باستخدامه بساعات محددة تعينها إدارة المستوطنين.

يأتي ذلك ضمن المحاولات المستمرة لجمعية "إلعاد" لفرض وقائع جديدة على حي وادي حلوة في سلوان بهدف إحكام السيطرة على كامل المنطقة وشملها في المخطط السياحي التلمودي ضمن ما يسمى "مدينة داود"، تلقى "إلعاد" دعماً واضحاً وصريحاً من قبل السلطات الإسرائيلية، وما خطة بلدية القدس رقم 11555 الخاصة بالمنطقة، والتي وضعت بتدخل المستوطنين، إلا دليل واضح على نية السلطات الإسرائيلية تهويد المنطقة بتحويل معظم المساحات فيها لمواقف سيارات تخدم السياح ومقابر لليهود وحديقة تلمودية. عدا عن أن بلدية القدس تطلق اسم "مدينة داود" على منطقة وادي حلوة في كل الوثائق الرسمية ودلائل السياح الأمر الذي يرفضه سكان الحي الفلسطينيين مؤكدين بأن وادي حلوة هي جزء لا يتجزأ من قرية سلوان الفلسطينية.

يذكر بأن الجمعية الاستيطانية "إلعاد" تحاول جاهدة السيطرة على البيوت الفلسطينية في الحي بعد أن تمت لها السيطرة على العديد من أراضي الحي وبعض من البيوت التي حصلت عليها في الغالب من خلال قانون ما يسمى "حارس أملاك الغائب" الذي تعطي السلطات الإسرائيلية من خلاله الحق للمستوطنين بالسيطرة الرسمية على العقارات الفلسطينية.

وتسيطر جمعية "إلعاد" الاستيطانية على الموقع السياحي المسمى "مدينة داود" والمقام على أراضي آل سمرين وآل قراعين في الجهة الشمالية من وادي حلوة. وبالتالي فهي تدير المجموعات السياحية التي تزور سلوان وتقدم لها التاريخ والحاضر على أساس أجندتها الخاصة. في الحين الذي يحرم فيه سكان القرية الفلسطينيين من مخالطة السياح والحديث إليهم والاستفادة من عائدات السياحة في سلوان.